من فريدريك دال
فيينا (رويترز) - تمكن مفتشو الأمم المتحدة من زيارة منشأة لابحاث أجهزة الطرد المركزي وتطويرها في إيران في إطار اتفاق يقولون انه يمنحهم "فهما أفضل" لبرنامج طهران النووي.
واقر تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية اطلعت عليه رويترز بان التحقيق الذي تجريه الوكالة في مزاعم اجراء طهران ابحاث على اسلحة نووية يحقق تقدما طفيفا نظرا لعدم تعاون طهران.
ولكن تقرير يوم الجمعة الذي رفع للدول الاعضاء ذكر أن الوكالة زارت مركزا أيرانيا لابحاث اجهزة الطرد المركزي وتطويرها في الثلاثين من اغسطس آب.
ولم يذكر التقرير تفاصيل ولم يحدد المنشأة ولكن تلك الزيارات قد تكون ضرورية لمساعدة الوكالة على تحديد مدى التطور الذي حققته إيران في تصنيع طرز احدث من الاجهزة التي تستخدم في تخصيب اليوارنيوم.
ويراقب الغرب عن كثب جهود ايران لاستبدال اجهزة طرد مركزي عتيقة ترجع للسبعينات من طراز آي.ار-1 تعمل حاليا في منشأتي فوردو ونطنز لان نجاح استبدال الاجهزة المتهالكة باخرى اعلى كفاءة قد يتيح لإيران انتاج كميات أكبر من المادة التي يمكن ان تستخدم في تصنيع قنبلة نووية في وقت اقصر.
وتقول ايران انها تخصب اليورانيوم لاستخدامه كوقود في محطات للطاقة النووية.
وقال اولي هاينونين كبير مفتشي الوكالة السابق ويعمل حاليا في مركز بلفر للعلوم والشؤون الدولية بجامعة هارفارد في رسالة الكترونية الأسبوع الماضي "زيارة مراكز الابحاث والتطوير مهمة لفهم نطاق البرنامج بالكامل وما وصل إليه."
وإلى جانب مركز ابحاث وتطوير اجهزة الطرد المركزي في نطنز الذي تزوره الوكالة بانتظام بالفعل توجد منشأة اخرى باسم قالاي الكهربائية في طهران قلما تزورها الوكالة. ويقول هاينونين إن انشطة ابحاث وتطوير تجري في مواقع اخرى.
وسبق ان زارت الوكالة مراكز ابحاث وتطوير في عامي 2011 و2008 ولكن لم يعرف اي منشآت زارتها.
وتنفي ايران مزاعم بان برنامجها النووي جزء من مساعي سرية لتطوير اسلحة نووية ولكن الغرب فرض عقوبات على ايران لتحجيم انشطتها النووية.
ويضيف تقرير الوكالة الذي لم ينشر بعد ان ايران لم تلتزم بالمهلة المحددة لبحث الشكوك الخاصة بانشطة سابقة قد تتصل باي محاولة لانتاج قنبلة نووية انقضت في 25 اغسطس آب الماضي.
وتابع التقرير ان إيران لم تنفذ سوى ثلاث من الخطوات الخمس الخاصة بالشفافية التي جرى الاتفاق عليها بحلول نهاية المهلة في الشهر الماضي.
ولم تنفذ ايران خطوتين تتعلقان بتقديم معلومات خاصة بمزاعم اجراء ابحاث في إطار التحقيق الذي تجريه الوكالة منذ فترة طويلة فيما تصفه "بالابعاد العسكرية المحتملة" لبرنامج ايران النووي.
وقال معهد العلوم والأمن العالمي الامريكي في تحليله للتقرير أن ما خلص إليه التقرير "يشير إلى ان إيران غير مستعدة بعد لمناقشة الأبعاد العسكرية لبرنامجها النووي سواء في الماضي وربما في الوقت الراهن مع الوكالة بشكل جاد وتفسيرها."
ويقول مسؤولون غربيون ان إيران قد تناقش مخاوف الوكالة اذا ما حدث اي تقدم في مفاوضات دبلوماسية موازية مع قوى عالمية تهدف لكبح برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات المفروضة على إيران تدريجيا.
وفي حين تركز الجهود الدبلوماسية علي الحد من انتاح اليورانيوم المخصب في المستقبل فان الوكالة تحقق منذ سنوات في مزاعم اجراء ايران أبحاثا لانتاج قنبلة نووية.
ورغم مايبدو من تعثر التحقيق في الوقت الحالي إلا ان تقرير الوكالة يشير لقدر من التقدم نحو مزيد من الشفافية في جوانب اخرى لبرنامج ايران النووي.
وتتعلق الخطوات الثلاث التي نفذتها ايران ضمن اتفاق التعاون الذي ابرمته مع الوكالة في نوفمبر تشرين الثاني بزيارة موقع الابحاث والتطوير وورشة لتجميع اجهزة الطرد المركزي ومنشأة تخزين. ونفذت خطوتان بعد انتهاء المهلة في 25 اغسطس آب.
ومنذ اواخر العام الماضي سمحت ايران لمفتشي الامم المتحدة بزيارة مناجم يورانيوم وبعض المواقع المرتبطة بالانشطة النووية.
وقالت الوكالة في احدث تقرير فصلي "تعامل ايران مع الوكالة بما في ذلك امدادها بالمعلومات وتحليل الوكالة الحالي يساهمان في منحها فهما أفضل لبرنامج إيران النووي."
(إعداد هالة قنديل للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)