تغيب الاقتصاديات الأوروبية اليوم عن الأسواق احتفالا بيوم العمال إلا أن السوق البريطاني سيكون الوحيد الذي سوف يفتتح تعاملات اليوم مع ترقبنا لمؤشر مدراء المشتريات الصناعي خلال الشهر الماضي، وسط حالة من الخوف على مستقبل الانتعاش الاقتصادي الأوروبي خاصة بعد دخول أسبانيا في الركود الاقتصادي التقني.
يأتي الاحتفال في يوم العمال في القارة الأوروبية في الوقت الذي أقرت فيه الحكومات العالمية سياسات تقشفية صارمة لتخفيض العجز في الميزانيات العامة، و خاصة في أوروبا التي تعاني الأمرّين من أزمة الديون السيادية التي أضرت مستويات النمو في المنطقة.
سيبقى اهتمام المستثمرين هذا الأسبوع مسلط على قرار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس المقبل، مع الانتخابات الفرنسية في عطلة نهاية الأسبوع الجاري التي سوف ترسم ملامح القيادة في ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
مع انخفاض أحجام التداول يتوقع أن يبقى الهدوء هو سيد الموقف في الأسواق ، على الرغم من المفاجأة التي قدمها البنك المركزي الاسترالي اليوم للأسواق بتخفيض أسعار الفائدة المرجعي إلى مستويات 3.75% مقارنة بالتوقعات بتخفيضها إلى 4.00% بعد أن كانت خلال الشهر الماضي عند 4.25% ، و هذا ضمن المساعي لدعم مسيرة الانتعاش الاقتصادي في البلاد.
بالعودة إلى الاقتصاد البريطاني الذي سوف يعلن اليوم عن القراءة الفعلية لأداء القطاع الصناعي خلال الشهر الماضي، و تدور التكهنات بأن تتباطأ وتيرة نمو القطاع وسط التراجع الحاد الذي تشهدها الصادرات البريطانية خلال الفترة الماضية بعد تفاقم أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو.
يتوقع أن يسجل مؤشر مدراء المشتريات الصناعي في نيسان مستويات نمو عند 51.6 مقارنة بالقراءة السابقة خلال الشهر الأسبق بنمو بمقدار 52.1، أم تباطؤ وتيؤة نمو القطاع الصناعي سوف يعطل من عجلة التعافي الاقتصادي في المملكة المتحدة التي فاجأننا خلال الربع الأول.
هذا و قد شهدنا كيف انكمش الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة خلال الربع الأول من العام الجاري عند 0.2% مقارنة بالتوقعات بنمو بنسبة 0.1%، و بعد أن انكمش خلال الربع الأخير من العام الماضي بنسبة 0.3%، و هذا ما سوف يزيد من الضغوط على حكومة كاميرون التي أقرت أعمق تخفيضات في الإنفاق العام منذ الحرب العالمية الثانية.
ننتظر اليوم نتائج أعمال بعض من الشركات الأوروبية الهامة ، على رأسها بنك لويدز البريطاني، و شركة بي بي النفطية العملاقة مع شركة مان الألمانية، و التي من المتوقع أن تظهر تراجعا في أداء الشركات خلال الربع الأول من العام الجاري وسط الصعاب التي تعاني منها الاقتصاديات الأوروبية. عزيزي القارئ، يوم هادئ بانتظار المستثمرين مع انخفاض احجام التداول احتفالا بيوم العمال.