محمد الفولي.
القاهرة، 29 أغسطس/آب (إفي): فتح دفاع برشلونة الطريق أمام ريال مدريد الإسباني للتتويج بلقب كأس السوبر الإسباني، عقب مباراة مثيرة نجح خلالها النادي الملكي في الفوز بنتيجة 2-1 ليضمن التتويج باللقب، بعد ان كان خسر في الذهاب على ملعب كامب نو بنتيجة 3-2.
جاءت المباراة منذ بدايتها بسيطرة محكمة من ريال مدريد، سجل في النصف ساعة الأولى من المباراة هدفين وأضاع خلالها الأرجنتيني جونزالو إيجواين انفرادين كاملين في ظل حالة توهان من الدفاع الكتالوني.
وكشف الانفرادين الضائعين وهدفي الريال بتوقيع إيجواين وكريستيانو رونالدو في أول 30 دقيقة بالمباراة عن انه يتوجب على تيتو فيلانوفا البدء في البحث عن حلول جديدة للخط الخلفي.
فعلي سبيل المثال فإن الهدف الأول بتوقيع إيجواين جاء من خطأ فادح لماسكيرانو الذي لا يلعب في مركزه الأصلي، نظرا لغياب كارليس بويول، الذي تشير كل التوقعات إلى أنه لا يتبقى له الكثير في مسيرته الرياضية.
وبالنسبة للهدف الثاني والذي جاء بتوقيع كريستيانو، الذي لا يمكن التقليل من مهاراته في العبور بـ"مظلة كروية" بالكعب من المساك الأخر جيرارد بيكيه، إلا أن هذا لا يعني أن الأخير لم يتعامل بشكل جيد مع الكرة قبل اقترابها من كريستيانو.
كل هذا بالاضافة إلى التمركز غير الجيد بالمرة لدفاع البرسا في الهدف الملغي لقلب دفاع ريال مدريد البرتغالي بيبي، بحجة أنه ارتكب خطأ ضد ماسكيرانو.
وأظهرت المباراة ان دفاع برشلونة يحتاج بالفعل لتجديد في ظل انخفاض مستوى بيكيه كما قال الكثيرون الموسم الماضي وعدم وجود بديل جيد لبويول في قلب الدفاع، خاصة وأن الأخير بات قريبا من الاعتزال بل أن هناك أقاويل ترددت عن أنه كان سيقدم على هذا الأمر قبل منافسات كأس الأمم الأوروبية الماضية.
وعلى الصعيد الآخر فإن مورينيو اتبع في الشوط الأول من المباراة أسلوبا متوازنا، حيث أنه تعمد مقابلة خط وسط برشلونة، أكثر خطوطه قوة، مبكرا حتى لا يتيح للاعبي العملاق الكتالوني اتباع أسلوب الـ"تيكي تاكا" في الوصول لمرمى الريال في ثواني معدودة.
هذا فضلا عن أنه من الواضح أن مورينيو درب لاعبيه بخلاف أسلوب الضغط المبكر على التمريرات الطولية المتقنة، من الأطراف إلى منتصف الملعب، استغلالا لسرعة كريستيانو وإيجواين، دون الحاجة إلى التحضير البطيء والممل، الذي كان يعيب النقاد وعشاق الريال على الداهية البرتغالي اتباعه في مباريات البرسا، فيما يمكن أن يطلق عليه "أسلوب اللمسة الطولية الواحدة".
كما أن مورينيو كان متزنا للغاية في الشوط الأول فيما يتعلق بالأطراف حيث لم يتقدم مارسيلو سوى مرة واحدة طوال المباراة من الناحية اليمنى في حين أن أربيليوا لم يتقدم من الأساس، وذلك خشية من انطلاقات جوردي البا وأدريانو قبل ان يتعرض الأخير للطرد.
كل هذه الأمور لم تجعل برشلونة يهدد مرمى ريال مدريد طوال الشوط الأول سوى بتمريرة إنييستا التي مرت بشكل خطير من أمام لاعبي الملكي والبرسا، في حين أن هدف برشلونة الوحيد في الشوط الأول بتوقيع ميسي لم يأتي سوى من ركلة حرة.
ومع بداية الشوط الثاني أدرك فيلانوفا الأسلوب الجديد الذي يتبعه مورينيو في التمريرات حيث لم ينجح الريال في تكرار التمريرات العميقة التي أبدع فيها بالشوط الأول، فضلا عن أنه بدا أن مورينيو قد أعطى تعليمات للاعبيه بترك البرسا يمرر كما يشاء طالما ظل في نفس ملعبه، خاصة في ظل النقص العددي للنادي الكتالوني.
ومع سير مجريات الشوط الثاني لم تظهر عيوب الدفاع الكتالوني بنفس صورة الشوط الأول، خاصة في ظل الخطورة التي أظهرها لاعبيه مع تراجع لاعبي الريال أمام تمريرات وسط برشلونة المتتالية، بدأت بانفرادين من بدرو كان لهما كاسياس بالمرصاد.
وعادت حالة التوهان الدفاعي الكتالوني مجددا (ق70) حينما نجح سامي خضيرة في المرور ومرواغة كل مدافعي البرسا بصورة غريبة على الرغم من أنه لم يستخدم أي مهارات خارقة ليتصدي لها فالديس، ليتأكد مجددا أن ما يقي دفاع برشلونة هو صحوة خط الوسط.
ومن ضمن العيوب التي يمكن أخذها على مورينيو في الشوط الثاني بخلاف تراجع لاعبيه للخلف مقارنة بالحرية التي منحها لهم في الشوط الأول، هو تأخره في اجراء تغييرات وبالأخص بالنسبة لإيجواين الذي أهدر كما من الفرص كان لو سجله سيخرج الريال بنتيجة تاريخية، فضلا عن دي ماريا الذي انخفض أداءه بصورة قوية في النصف الثاني من المباراة.
ولم يصل ريال مدريد إلى مرمى برشلونة طوال الشوط الثاني سوى في محاولات نادرة، إحداها بنفس أسلوب التمرير بالعمق، كما لو كان لاعبوه تذكروا فجأة ما قاموا به في الشوط الأول، إلا أن رعونة إيجواين أهدرت هدفا أكيدا بعد أن ارتطمت كرته بالقائم.
ويتسائل الكثير من عشاق ريال مدريد عن السبب الذي دفع مورينيو إلى التخلي عن أسلوب الشوط الأول الرائع والمتوازن، خاصة في ظل معاناة برشلونة من النقص العددي، إلا أن الاجابة وحدها ستظل في ذهن "الداهية البرتغالي"، ولم لا فهو كما يقول عن نفسه "الأوحد"،ونجح في اتمام المهمة والحصول على اللقب، على الرغم من الشوط الثاني "الغريب"، والفرص التي أهدرها كلا الفريقين في آخر خمس دقائق.(إفي).