طهران، 30 أغسطس/آب (إفي): اقترح المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، اليوم الخميس إجراء استفتاء حول البنية السياسية لفلسطين يشارك فيه كافة السكان من يهود ومسيحيين ومسلمين مع عودة اللاجئين الفلسطينيين من الخارج إلى ديارهم.
وفي كلمته التي ألقاها خلال افتتاح القمة السادسة عشر لدول عدم الانحياز الذي تستضيفها طهران، قال خامنئي إن "الطرق التي اقترحها الغرب وأتباعه ومضوا فيها لحل القضية الفلسطينية كانت خاطئة وغير ناجحة"، مبينا أن الوضع سيستمر على هذا النحو في المستقبل.
وأوضح أن طهران اقترحت إجراء استفتاء "يشارك فيه الفلسطينيون من مسلمين و مسيحيين و يهود، سواء من يقيمون حاليا في فلسطين أو من شردوا إلى بلدان أخرى واحتفظوا بهويتهم الفلسطينية، لكي يختاروا البنية السياسية لهذا البلد (فلسطين)".
وأبرز ضرورة أن يتم هذا الاستفتاء تحت إشراف موثوق ودقيق، على أن يعود الفلسطينيون "الذين تحملوا لسنوات طويلة آلام التشرد إلى بلدهم للمشاركة في هذا الاستفتاء، ثم صياغة الدستور وإجراء الانتخابات. وعندها سيعم السلام".
وقال إن فلسطين "بلد اغتصب من شعبه في إطار مؤامرة غربية مرعبة بزعامة بريطانيا في عقد الأربعينيات من القرن الماضي، وتم منحه بقوة السلاح والمذابح و المخادعات لجماعة هُجّر معظمهم من البلدان الأوربية"، وفقا لا نقلته وكالة (فارس) المحلية.
وأضاف أن "هذا الاغتصاب الذي رافقته في بداياته عمليات تقتيل جماعية للناس العزل في المدن و القرى، وتهجيرهم من بيوتهم و ديارهم إلى البلدان المجاورة، وهو نظام تواصل طوال أكثر من ستة عقود على نفس الوتيرة من الجرائم، و لا يزال مستمرا اليوم أيضا".
وأشار إلى أنه يرغب في هذا الصدد أن يقدم "نصيحة خيّرة للساسة الأمريكيين الذين ظهروا دوما كمدافعين عن الكيان الصهيوني وداعمين له. لقد سبب لكم هذا الكيان حتى الآن الكثير من المتاعب، و جعلكم وجها كريها وشريرا بين شعوب المنطقة لجرائم الصهاينة"
كما حذر من أنه "إذا استمر هذا النهج في المستقبل فمن المحتمل أن تكون التكاليف التي تتحملونها أكبر. فتعالوا و فكروا في اقتراح الجمهورية الإسلامية بشأن الاستفتاء، و اتخذوا قرارا شجاعا تنقذون به أنفسكم من هذه العقدة المستعصية. ولا شك أن شعوب المنطقة وكافة الأحرار في العالم سيرحبون بهذه الخطوة".
ومن ناحية أخرى، أكد خامنئي على وجوب إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، ولكنه أبرز في الوقت نفسه حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية في المجالات الحيوية، مبينا أن بلاده تتمسك بحقها في هذا الصدد.
وأوضح أن "الجمهورية الإسلامية لا تسعى أبدا للتسلح النووي، ولكنها لن تغض الطرف أبدا عن حق شعبها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. فشعارنا هو الطاقة النووية للجميع، والسلاح النووي ممنوع على الجميع"،
وفي هذا الصدد طالب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون بـ"الدفاع عن حق إيران في استخدام الطاقة الذرية لأغراض سلمية وفقا لما تنص عليه معاهدة حظر الانتشار النووي".
كما تطرق إلى أن أعضاء حركة عدم الانحياز بوسعها القيام بدور تاريخي وانقاذ العالم من الحروب والهيمنة وانعدام الأمن، وذلك "عبر تضافر إمكانياتنا وطاقاتنا الواسعة، وهو هدف لن يتحقق إلا بالتعاون الشامل في ما بيننا ومعالجة المشكلات بالتعاون الاقتصادي والإعلامي وتبادل التجارب التقدمية".
وكانت قمة عدم الانحياز قد بدأت اليوم بحضور رؤساء عدد من الدول على رأسهم الرئيس المصري محمد مرسي، وهو أول رئيس من هذه الدولة يجري زيارة إلى الجمهورية الإسلامية منذ الثورة الإيرانية عام 1979.
يذكر أن حركة عدم الانحياز تشكلت عام 1961 وتضم 120 دولة من الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية التي تعتبر نفسها غير منحازة سواء للولايات المتحدة أو لروسيا. (إفي)