مكسيكو سيتي، 10 سبتمبر/أيلول (إفي): تسبب البوليفي خوسمار فلوريس بيريرا، يدعي أنه مبشرا مسيحيا، في حالة من الرعب بالمكسيك بعدما قام باختطاف طائرة، زاعما أنه في "مهمة مقدسة" وكان يستجيب "للوحي الإلهي"، وهدد بنسفها إذا لم يتمكن من التحدث مع الرئيس فيليبي كالديرون.
وفي مشهد كما لو كان من أفلام الإثارة بهوليوود، خطف فلوريس الأربعاء طائرة الركاب التابعة لشركة "ايرومكسيكو" بعد اقلاعها من منتجع كانكون قاصدة العاصمة مكسيكو سيتي وهدد بنسفها بقنبلة اتضح فيما بعد أنها قنبلة وهمية.
ولم يشعر ركاب الطائرة- من طراز بوينج 737- البالغ عددهم 104 راكب من المكسيك وفرنسا والولايات المتحدة بما كانت تتعرض له الطائرة بفضل طاقمها الذي حافظ على هدوئه، وكذلك بفضل تنسيق الاجراءات التي اتخذها مع برج المراقبة، وقد هبطت الطائرة بسلام في مطار مكسيكو سيتي الدولي.
وأشار وزير الأمن العام المكسيكي خينارو جارثيا لونا إلى أنه تم إنقاذ الأطفال والسيدات أولا ثم باقي الركاب وبعدها القت الشرطة القبض على فلوريس بعد أن اقتحمت الطائرة وقامت بإخراج أكثر من ستة رجال اشتبهت في البداية بتورطهم مع فلوريس ولكن اتضح فيما بعد أنهم كانوا ركابا عاديين.
وأوضح لونا، ان بيريرا ولد في مدينة سانتا كروث دي لا سيرا البوليفية عام 1965 وتم محاكمته في هذه المدينة بتهمة الاعتداء بالسلاح واستقر في المكسيك وتحديدا في ولاية أواكساكا جنوب شرق البلاد منذ 17 عاما.
وسافر إلى كانكون منذ خمسة أيام ليشارك في نشاط ديني وصرح أن "الوحي الإلهي هو الذي دفعه للإقدام على اختطاف الطائرة".
وتنبأ فلوريس بما أن يوم أمس الأربعاء وافق 9/9/2009 وهي الأرقام التي بالعكس تقرأ 6/6/6 (وتعني رمز الشيطان حسب بعض الخرافات) أن تتعرض المكسيك لهزة أرضة قوية، وبناء عليه قام باختطاف الطائرة معتقدا أنه بهذه الطريقة سيتمكن من التحدث مع الرئيس كالديرون ليحذره من المأساة الوشيكة، كما طلب من الطيار أن يقوم بالدوران سبع مرات قبل الهبوط لأسباب مجهولة.
ومن جانبها، صرحت إليسا ميلجار، زوجة فلوريس، للصحافة أن زوجها قال لها "بطريقة ما" أنه كان يرغب في "لفت الانتباه" بأي شكل ليتمكن من التحدث مع الرئيس فيليبي كالديرون ويحذره من أن العنف لا يعالج بالمزيد من العنف.
يذكر أن فلوريس لديه موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت حيث يقوم ببيع DVD ويعلن فيه أنه مبشر مسيحي عالمي ويشرح كيف أنقذته العناية الإلهية من إدمان الكوكايين والكحول.
وقد تم تقديم فلوريس في مؤتمر صحفي، ابتسم فيه للصحفيين بينما كان في حالة عصبية ويمضغ علكة باستمرار.
ثم قام بتوضيح نواياه في حديث غير مفهوم استخدم فيه كلمة "المسيح" وأشار إلى الثعبان والنسر، شاعري المكسيك، كرمزي الوحي الذي أدى به إلى ارتكاب الجريمة.
ومن جانبه، هنأ الرئيس كالديرون السلطات على إنقاذ الطائرة دون وقوع ضحايا وقال "لقد كان هذا الحادث اختبار للجميع.. للمجتمع وللحكومة ولحسن الحظ أن الأمور سارت على ما يرام". (إفي)