من: فيكتور مارتين.
نيويورك، 10 سبتمبر/أيلول (إفي): بعد ثمانية أعوام من هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي بالولايات المتحدة، يسعى أقارب الضحايا والناجون من الاعتداءات ومعلمو البلاد إلى إبقاء ذكرى هذه الأحداث الأليمة بين الشباب.
وصرح المستشار المفوض لمركز خدمات الدراسات الاجتماعية المدرسية، ديفيد وينر، في عشية الذكرى الثامنة للهجمات الدامية: "في عالمنا الحالي الذي ازداد تعقيدا عقب هجمات 11/س، نرغب في مساعدة الطلاب على فهم ما حدث، وإدراك عواقبه".
وقد ساهمت هذه الهيئة في وضع برنامج دراسي يسهل على المعلمين شرح هجمات 11/س، بواسطة مواد تعليمية مصممة للطلاب بالمراحل الإعدادية والثانوية، الذين قد يكون لديهم ذكرى ضعيفة أو معدومة حول هذه الأحداث الأليمة نظرا لصغر سنهم، ولطلاب المستقبل أيضا.
وتم تخصيص هذا البرنامج التعليمي لضحايا الإعتداءات البالغ عددهم نحو ثلاثة آلاف شخص، بينهم ثمانية أطفال تتراوح أعمارهم ما بين عامين و11 عاما، خمسة منهم كانوا على متن الرحلة 77 التابعة لشركة الطيران (أمريكان إيرلاينز)، التي انفجرت إثر اصطدامها بالنتاجون، والثلاثة الآخرين كانوا مسافرين في الرحلة 175 التابعة لشركة (يونايتد إيرلاينز) التي هاجمت برجي مركز التجارة العالمي.
كما يرغب القائمون على هذا العمل تكريم بفرلي إيكيرت، التي فقدت زوجها في الهجمات، فكرست جهودها كناشطة لصالح أسر الضحايا، إلى أن لقت حتفها في 12 فبراير/شباط الماضي في حادث جوي بشمال نيويورك.
وفي سياق متصل، ينتظر أن تشهد الولايات المتحدة غدا تكريم أرواح ضحايا الهجمات، الذين يضمون مواطنين من 90 دولة.
وستقام في متنزه (زوكوتي) بنيويورك،القريب من مسرح الحادث، مراسم لتكريم الالفين و752 شخصا الذين راحوا ضحية هجمات برج التجارة العالمي، حيث ستتم قراءة أسماؤهم، وسيقف المشاركون دقائق حدادا بالتزامن مع الوقت الذي اصطدمت فيه الطائرتان المختطفتان من جانب إرهابيين بالبرجين، وسقوطهما لاحقا.
وأكدت رئيسة منظمة (Sep.11 Education Trust) باتريشيا ريلي، ومديرها أنطوني جاردنر في خطاب وجه للمعلمين: "نعتقد أنه يمكننا من خلال قصة هجمات 11/س، ومن الشجاعة التعاطف والاستجابة المدنية غير المسبوقة، منح شباب بلادنا دروسا، يستطيعون تطبيقها للتمتع بحياة بناءة وأكثر إيجابية".
وقد عملت هذه الهيئة، التي تضم أقارب القتلى وناجين، وبعض من ساهموا في أعمال إنقاذ الضحايا ومعلمين، على وضع منهج تعليمي حول هجمات 11 سبتمبر/أيلول بالتعاون مع مركز خدمات الدراسات الاجتماعية المدرسي، الذي يضع المناهج الدراسية.
وينتظر أن تقوم الهيئات المعنية هذا العام بوضع برنامج تعليمي حول الهجمات، سيتم إدراجه ضمن المناهج الدراسية بمدارس نيويورك، إلى جانب ست ولايات أمريكية أخرى.
وعلاوة على هذا البرنامج، تم إنشاء موقع الكتروني يستطيع من خلاله المعلمون والدارسون الحصول على مواد وأفكار حول الهجمات والمشاركة بها، بما يمثل عملية تعليمية ديناميكية.
وأوضح المستشار المفوض، أن ما يزيد عن 70 شخصا من اقارب الضحايا والناجين من الهجمات، ساهموا بشهاداتهم، مما يضفي على هذا المشروع التعليمي طابعا "خاصا للغاية".
وأضاف وينر إلى أن المعلمين كانوا يدركون جيدا أهمية تدريس تاريخ هذا اليوم، ولكنهم كانوا يفتقرون إلى المادة التي يستخدمونها لذلك، مشددا على أن البرنامج الجديد هو الأول من نوعه الذي يتم إعداده حول هجمات 11/س الدامية. (إفي)