بغداد، 22 فبراير/شباط (إفي): شارك مئات الآلاف من المتظاهرين العراقيين في "جمعة العراق أو المالكي" التي انطلقت اليوم في عدة مدن مجددة مطالبها، داعية الحكومة إلى عدم الاستمرار في سياسة التسويف التي تدفع بالأمور إلى مزيد من التصعيد.
وقال الشيخ عبد المنعم البدراني خطيب الجمعة وسط مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب بغداد، إن "مطالب المعتصمين لا يمكن أن تكون تعجيزية"، داعيا الحكومة لـ"الاستجابة لتلك المطالب والكف عن أسلوب المماطلة والتسويف".
ودعا البدراني قوات الشرطة والجيش إلى "عدم التعرض للمتظاهرين والتوقف عن اعتقال رموزهم"، مؤكدا أن "أهالي الأنبار لم ولن يستنكفوا من أي قائد عراقي يحكمهم بعدل ومساواة".
وأشار إلى أن هناك مشروع توسعي كبير لإيران في المنطقة يجب الانتباه إليه وهو عبارة عن عملية مؤسساتية منظمة، تمتد من قم وطهران لتشمل لبنان والعراق والبحرين واليمن ودول الخليج العربي الأخرى، مشددا على ان المتظاهرين مستمرين في تظاهراتهم واعتصاماتهم لان الحكومة مصرة على عدم الاستجابة لمطالبهم.
وفي مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى شمال بغداد، هدد معتصمو وخطباء ساحة الأحرار، رئيس الحكومة نوري المالكي بالإطاحة به وأكدوا انهم سيأتون إلى بغداد مهما كلف الأمور.
وقال الشيخ عبد العزيز النعيمي خلال خطبة الجمعة "في هذه الجمعة نصر على اننا قادمون يا بغداد لا محالة"، مضيفا أن "الدستور الذي يحكمون به البلاد دستور خبيث والذي بموجبه كما يدعون يسمح لكل عراقي بالذهاب إلى بغداد متى شاء كونها عاصمة العراق وهي ليست لفئة ولا لطائفة ولا لقومية بل لكل العراقيين ولهذا قلنا ونقول ونبقى (قادمون يا بغداد) حتى تفتح على ايادينا".
وتابع النعيمي "نحن متمسكون بالعلم العراقي القديم الذي يمثل رمز العراق، ولن نخفضه ابدا كما تطالب الحكومة"، مضيفا "بشروا حكومة الاحتلال بانها تلفظ أنفاسها الأخيرة وان الحكومة هي من تقتل الناس في حي الجهاد غربي بغداد حيث المناطق السنية وتارة تفجر في مناطق شيعية ليقولوا هؤلاء يقتلون هؤلاء".
ولم يختلف الحال في مدينة سامراء ، 120 كلم، شمال بغداد، كثير عنه في محافظة نينوى من حيث الشعارات والاصرار على رفع العلم العراقي القديم ذي الثلاث نجوم، والذي سبق وان اعلنت وزارة الداخلية العراقية بانها ستعتقل اي شخص يرفعه خلال التظاهرات.
وقال الشيخ محمد طه سعدون خطيب جمعة سامراء "ان هذا العلم هو نبراس العراق ورمز هزيمة إيران التي تحكم العراق الآن مشددا على تحريم البضائع الإيرانية وعدم تداولها في الاسواق من اجل تدمير الاقتصاد الإيراني المتداعي" على حد وصفه.
وشدد سعدون على ان هذه الاعتصامات تعد الفرصة التاريخية لتحقيق المطالب واسترداد الحقوق قائلا "اما ان نصلح الاوضاع في العراق ونقوم اعوجاجه واما أن يميل العراق نحو هاوية لا قرارة فيها ابدا".
وتظاهر الآلاف من أهالي مدينة كركوك، 250 كلم، شمال بغداد مطالبين الحكومة بسرعة الاستجابة لمطالب متظاهري الانبار وصلاح الدين والموصل، وابعاد المؤسسة العسكرية عن السياسية.
ومن جانبه، قال الشيخ بنيان العبيدي، احد منظمي المظاهرات في تصريح صحفي إن "تظاهرات كركوك التي أنطلقت في منطقة ساحة الاحتفالات جنوبي المدينة وأطلق عليها "جمعة العراق أو المالكي"، تؤكد على سلمية وقانونية التظاهرات"، مشيرا إلى أن "اغلب الشعارات التي رفعت تؤكد على وحدة العراق بكافة اطيافه".
وأضاف العبيدي أن "منتسبي الاجهزة الامنية من الشرطة والجيش هم اخوة لنا في كركوك وباقي المحافظات"، مطالبا "الحكومة بعدم زج الجيش العراقي وإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين".
وشهدت محافظة ديالى شمال شرق بغداد، اقامة صلاة موحدة في سبعة مناطق هي بعقوبة والمقدادية وبلدروز وجلولاء والمنصورية وقره تبه والعظيم، تأييدا لمطالب المتظاهرين في محافظات البلاد الأخرى، كما شهدت العاصمة العراقية بغداد، اقامة صلاة موحدة في العديد من المساجد وخصوصا في المناطق ذات الغالبية السنية، وسط اجراءات امنية مشددة.
وجدير بالذكر أن محافظات الانبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك وديالى تشهد منذ نحو 60 يوما مظاهرات واعتصامات، للمطالبة باطلاق سراح السجينات والسجناء الابرياء وتصحيح مسار العملية السياسية وإلغاء قانوني المسائلة والعدالة ومكافحة الارهاب وتحقيق التوازن الوطني في مؤسسات الدولة. (إفي)