انخفض سعر صرف الجنيه الاسترليني مقابل الليرة التركية بحدة مع بدء الأسواق جلسة أسبوعية جديدة، لتمتد خسائر الجنيه الاسترليني للأسبوع الخامس على التوالي. وبعد أن انخفض إلى ما دون مستوى الدعم المقدر ب7.0 في وقت سابق من الجلسة، تم تداول الجنيه الاسترليني عند مستوى 6.95، أي انخفاض بنسبة 1% في اليوم حتى الآن.
ويرجع سبب تراجع العملة إلى اتفاقية خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي المشهورة ب"البريكست"، فهي المحرك الرئيسي لسعر العملة في اتجاه سلبي، وتعرض المستثمرين لمخاطر مرتفعة، إلى جانب وجود علامات على سقوط الاقتصاد البريطاني في حالة ركود.
وعزز من الاتجاه السلبي للجنيه الاسترليني، التقارير الواردة من كبار الوزراء المعينيين حديثا في حكومة بوريس جونسون والتي تشير إلى مواصلة رفض الاتحاد الأوروبي لإعادة التفاوض بشأن اتفاقية البريكست، وبالتالي احتمالية عدم التوصل لاتفاقية بحلول نهاية شهر أكتوبر المقبل، وهو الموعد المحدد لتنفيذ الاتفاقية.
ومع تعنت المسؤولين على الطرفين، يبدو من الصعب الوصول إلى اتفاق يرضي الطرفين، نظرا لأن رئيس الوزراء البريطاني الجديد يرفض أي اتفاق يتضمن أي مساندة أو دعامة، في حين يصر مسؤولو الاتحاد الأوروبي على وجود مساندة كضمان لحماية المصالح الأوروبية.
وعلاوة على ذلك، صرح وزير الخارجية البريطاني المعين حديثا، دومينيك راب، أن التفاوض بشأن اتفاقية البريكست قد يكون أسهل في حالة التعامل بسيناريو عدم الاتفاق، والتعامل مع المساندة في سياق اتفاقية التجارة الحرة.
وعلى الرغم من خسائر الجنيه الاسترليني في الفترة الأخيرة، إلا أن المحللين لا يزالون يتوقعون مزيدا من التراجع في قيمة العملة في السياق الحالي. وأوضحت محللة بنك "كوميرز"، استير ريتشليت، أن الأسواق تشعر بالقلق بشأن اتفاقية البريكست، وأن عدم التوصل لاتفاق بين الطرفين سيؤدي إلى المزيد من التراجع في سعر الجنيه الاسترليني.
هذا وسيشهد الأسبوع الجاري أحدث قرارات السياسة النقدية لبنك انجلترا، مع توقعات المحللين بمزيدا من التحولات المتشائمة في ظل عدم اليقين الاقتصادي والنمو الراكد. وفي حين يطالب صانعي السياسات بارتفاع أسعار الفائدة، قامت الأسواق بتخفيض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة قبل منتصف يوليو الجاري.