بقلم بيتر نيرس
Investing.com – ارتفع الدولار في وقت مبكر من التعاملات الأوروبية اليوم الخميس، بعدما إمتنع بنك الاحتياطي الفيدرالي عن تقديم أي تلميح حول المزيد من التحفيز النقدي في المدى القريب. ومع ذلك، فمن المحتمل أن يستمر الدولار في ضعفه في المستقبل.
فعند الساعة 2:50 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (6:50 صباحاً بتوقيت جرينتش)، إرتفع {{8827|مؤشر الدولار}}، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.4٪ ليشير إلى 93.450، ويستمر في تعافيه بعد أن كان قد سقط في أول أيام شهر سبتمبر الحالي إلى أدنى مستوى له منذ أبريل 2018، عند 91.737. أما {{1|اليورو/دولار}} فلقد إنخفض بنسبة 0.4٪، ليتداول عند 1.1768.
وفي أول اجتماع له منذ الإعلان عن تغيير سياسته تجاه التضخم، تعهد بنك الاحتياطي الفيدرالي بالحفاظ على أسعار الفائدة بالقرب من الصفر حتى عام 2023 على الأقل، وهو ما كان هذا متوقعاً على نطاق واسع، لكن البنك المركزي الأكبر في العالم، قلل كذلك من توقعاته للإنكماش الإقتصادي للعام الحالي، وبشكل كبير، حيث أصبح الأن يتوقع إنكماشاً بنسبة 3.7٪، بدلاً من التقديرات السابقة التي كانت تتقوع إنكماشاً أكثر ضرراً، وبنسبة 6.5٪.
كما قام البنك بتعديل توقعات النمو الإقتصادي لعام 2021 من 5٪ إلى 4٪، وتوقعات العام 2022 من 3.5٪ إلى 3٪، إل أن البعض يرى أن هذا ما زال يمثل تقييماً متفائلاً للتعافي الاقتصادي في مرحلة ما بعد الكورونا. بالإضافة إلى ذلك، رفع الاحتياطي الفيدرالي أيضاً توقعاته لكل من التوظيف والتضخم.
وفي تقرير تناول إجتماع الفيدرالي أصدره بنك (أي إن جي) كتب محللو البنك: "لم يكن هناك شيء حقاً في بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح FOMC أو في توقعات الفيدرالي، يساعد على تهدئة وجهة النظر القائلة بأن سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الانكماشية هي سياسة سلبية للدولار."
وأضاف التقرير: "لقد كانت الأسباب الرئيسية لانخفاض الدولار هذا الصيف هي الشعور بالانتعاش (تساعد التغييرات في توقعات الفيدرالي بخصوص الناتج المحلي الإجمالي لعام 2020 وتوقعات التوظيف هذه النقطة)، وأسعار الفائدة المنخفضة للغاية (يساعد إعلان الفيدرالي عن أستمرار الفائدة المنخفضة جداً حتى 2023 هذه النقطة)، مما أدى إلى عوائد حقيقية في عمق المناطق السلبية."
أما في محللو بنك (نورديا) فيقولون بأن أي دعم للدولار من أجتماع وبيان الفيدرالي، سيكون ظاهرة قصيرة الأجل.
وفي تقرير البنك، كتب المحلل أندرياس ستينو لارسن: "الدولار الأضعف سيكون نقطة محورية في كفاح بنك الاحتياطي الفيدرالي من أجل رفع التضخم. ليس بسبب الدافع التضخمي بشكل مباشر، بل بسبب الظروف المالية الأسهل التي تلت ذلك. إذا أراد بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يُنظر إليه على أنه يتمتع بالمصداقية في معركته من أجل التضخم، فإن الدولار يحتاج ببساطة إلى الضعف من هنا."
ومن أخبار العملات كذلك، تراجع {{2|الباوند}} بنسبة 0.2٪ ليتداول عند 1.2943، لكنه لا يزال أعلى بكثير من أدنى مستوياته التي سجلها هذا الأسبوع، بعد أن تحرك رئيس الوزراء بوريس جونسون لقطع تمرد داخل حزبه، ليعطى البرلمان قدرة تحديد كيفية إستخدام السلطات بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
كما إرتفع {{3|الدولار/ين}} بنسبة طفيفة بلغت 0.1٪ ليتداول عند 104.99، بعد أن أنهى بنك اليابان إجتماع السياسة النقدية بدون تغيير، حيث حافظ على سعر الفائدة عند -0.1٪، وترك حجم برنامج مشتريات الًول دون تغيير، وهو ما كان متوقعاً بين الأغلبية الساحقة للمحللين.
ورفع البنك تقييمه للاقتصاد الياباني، للمرة الأولى منذ انتشار فايروس كورونا، وذكر إن الاقتصاد قد بدأ في الانتعاش مع استئناف النشاط بشكل تدريجي.