بقلم بيتر نيرس
Investing.com – حافظ الدولار على مكاسبه التي حققها خلال الليلة الفائتة، وتداول على ارتفاع طفيف خلال الجلسة الأوروبية الأخيرة لهذا الأسبوع. أما اليورو، فبقي يتداول حول أدنى مستوياته في 4 أسابيع، بعد أن سقط تحت ضغط الوضع الوبائي في القارة الأوروبية، وتلميح البنك المركزي فيها إلى المزيد من إجراءات التسهيل النقدي في المستقبل القريب.
فعند الساعة 2:55 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (6:55 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تقدم {{8827|مؤشر الدولار}}، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.1٪، ليسجل قراءة قدرها 93.994. وكان المؤشر قد تسلق نحو أعلى مستوياته في 4 أسابيع خلال الجلسة السابقة، بفضل تراجع العملة الأوروبية. وبهذه المكاسب، أصبح الدولار في طريقه نحو تحقيق أفضل أسبوع له منذ أواخر شهر سبتمبر.
وتراجع الزوج الأكثر تداولاً في سوق العملات، {{1|اليورو/دولار}}، بنسبة 0.1٪ ليتداول عند 1.1669، ويبقى قريباً من أدنى مستوياته في 4 أسابيع، والذي سجله يوم أمس الخميس عند 1.1650. كما تراجع {{2|الكيبل}}، بنسبة 0.1٪ ليتداول عند 1.2913. وعلى العكس من الاتجاه العام، ارتفع {{3|الين}} أمام الدولار بنسبة 0.2٪، ليتداول الزوج عند 104.41.
وكان البنك المركزي الأوروبي ECB قد أبقى على {{ecl-164||سياسته النقدية}} دون تغيير في ختام اجتماعه الذي جرى يوم أمس الخميس، لكنه أقر بأن تداعيات الموجة الثانية من إصابات فايروس كورونا قد أضرت بالتوقعات الاقتصادية.
فالقارة العجوز في وضع صعب للغاية بسبب الموجة الثانية من الوباء. وتستعد ألمانيا وفرنسا لتطبيق قيود واسعة على التنقل والنشاطات الاجتماعية والاعمال، حيث ستدخل إجراءات مشددة حيز التنفيذ في فرنسا اليوم الجمعة، وستتبعها ألمانيا يوم الاثنين. وما زالت أعداد حالات الإصابة بفايروس كورونا في ارتفاع مستمر في جميع أنحاء أوروبا، ويبدو أن الآمال بأي انتعاش اقتصادي في المنطقة، عليها أن تنتظر لبعض الوقت.
وفي تقرير لبنك نورديا، كتب المحلل يان فون غيريتش: "أرسل البنك المركزي الأوروبي إشارات قوية بأن حزمة من إجراءات التسهيل النقدي ستكون على جدول أعمال اجتماع ديسمبر، وذلك بعد أن أصبحت التوقعات الاقتصادية مظلمة بشكل ملحوظ". وأضاف فون غيريتش: "يفتح موقف البنك المركزي الأوروبي المجال أما عوائد السندات، واليورو/دولار للهبوط بشكل أكبر".
ولكن هنالك شكوك تحيط بقدره البنك على تخفيض أسعار الفائدة. ففي حديث له مع شبكة بلومبرج المتخصصة، قال روبرت هولزمان، عضو مجلس البنك المركزي الأوروبي، أن انخفاض الفائدة له "فعالية ضئيلة".
ويتوقع بنك نورديا أن يقوم المركزي الأوروبي برفع حجم برنامج شراء الأصول الطارئ المرتبط بالوباء، بـ 500 بليون يورو، وأن يقوم بالإعلان عن المزيد من عمليات إعادة التمويل المستهدفة، على المدى الطويل.
ولكن فون غيريتش يرى أنه "بالنظر إلى التطورات الأخيرة فيما يتعلق بضعف التضخم، والقيود التي تم فرضها على الأنشطة الاقتصادية بسبب وباء كورونا، تميل المخاطر نحو حزمة إجراءات أكبر".
وعلى جبهة البيانات، سيتجه الاهتمام اليوم إلى {{ecl-120||الناتج المحلي الإجمالي}} لمنطقة اليورو. ويتوقع المحللون ان تُظهر البيانات عودة اقتصاد المنطقة إلى الانتعاش، بعد انكماش بنسبة 11.8٪ في الربع الثاني من العام. وفي وقت سابق من صباح اليوم، أظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي في {{ecl-113||فرنسا}} نمواً بنسبة 18.2٪ خلال الربع الثالث.
أما يوم أمس، فلقد أظهرت البيانات أن الاقتصاد الأمريكي قد سجل النمو الأكبر له منذ بدء الاحتفاظ بالسجلات، خلال الربع الثالث من العام الحالي، مما عوض كثيراً (ولكن ليس كل) النشاط الاقتصادي المفقود في الربع الثاني، تحت تأثير وباء كورونا.
فلقد قالت وزارة التجارة يوم أمس الخميس إن {{ecl-375||الناتج المحلي الإجمالي}} قد نما بمعدل سنوي يبلغ 33.1٪ خلال الربع المذكور، بعد سقوطه بأكبر نسبة في تاريخ السجلات، والبالغة 31٪، خلال الربع الثاني. وتفوق الرقم المعلن على توقعات المحللين، الذين كانوا يتوقعون نمواً بنسبة 31.9٪.
أما {{ecl-294||مطالبات البطالة الأولية}} فلقد تراجعت إلى 751 ألف مطالبة، لتسجل الأسبوع الثاني على التوالي تحت حاجز الـ 800 ألف مطالبة، وذلك لأول مرة منذ بدء انتشار الوباء في البلاد. كما ذكر التقرير كذلك أن {{ecl-522||المطالبات المستمرة}}، والتي يتم احتسابها للأسبوع الذي يسبق الأسبوع الذي تُحتسب له المطالبات الأولية، قد سقطت بقوة وبحوالي 617 ألف مطالبة إلى 7.756 مليون.
ولم تكن كل البيانات الأمريكية التي صدرت في الجلسة السابقة بهذه الإيجابية، حيث أكدت أرقام {{ecl-232||مبيعات المنازل المعلقة}} ضعف سوق الإسكان في سبتمبر. فلقد أظهرت البيانات انخفاض المبيعات بنسبة 2.2٪ خلال الشهر المذكور، لتؤكد ما أظهرته مبيعات المنازل الجديدة، والتي تراجعت هي الأخرى في وقت سابق من هذا الأسبوع.
ورغم هذه البيانات الطيبة للغاية على صعيد النمو الاقتصادي ومطالبات البطالة، يبقى من المنطقي الشعور بالقلق تجاه توقعات الاقتصاد الأكبر في العالم، في ظل الوضع الوبائي المتفاقم في البلاد. فلقد اعلنت 41 ولاية من أصل الولايات الـ 50 اتي تشكل الإتحاد، عن ارتفاع بنسبة 10٪ أو أكثر في حالات الإصابة بالفايروس، لتسجل البلاد ككل، من جديد، أعلى رقم يومي للإصابات منذ بدء انتشار الوباء في البلاد قبل نحو 8 أشهر.
ولو كان هنالك أي أمل بالحصول على حزمة تحفيز قبل موعد الانتخابات الرئاسية المقررة يوم الثلاثاء، لكان تلاشى هذا الأمل يوم أمس الخميس. فلقد قال كبير المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض، لاري كودلو، إن أي اتفاق بشأن هذه الإجراءات يجب أن ينتظر الآن. كما اتهم كودلو رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بـ "تضليلنا بشكل متعمد"، وأضاف أن الديمقراطيين "لم يظهروا أي دليل على المساومة في القضايا الرئيسية. لذلك، ربما يتعين علينا الانتظار".
ولا يزال الغموض يكتنف نتيجة الانتخابات، حتى مع احتفاظ المرشح الديمقراطي ونائب الرئيس السابق جو بايدن بتفوقه في استطلاعات الآراء، على الرئيس الحالي ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب.
ومن أخبار العملات الأخرى، تقدم {{2111|اليوان}} الصيني بنسبة 0.2٪ أمام الدولار، ليتداول الزوج عند 6.6986. وبذلك يقترب اليوان من إنهاء خامس شهر على التوالي من المكاسب أما خصمه الأمريكي. ولعب الوضع الوبائي والاقتصادي في الصين دوراً كبيراً في مساعدة عملة البلاد على تحقيق هذه المكاسب. فلقد أظهرت أغلب الأرقام الاقتصادية اتي صدرت مؤخراً في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، أنه يتعافى بسرعة من آثار الوباء. كما ساعد تشديد السيولة على تحقيق المكاسب في جلسة اليوم، بعد أن ارتفعت تكاليف الاقتراض بين البنوك في البلاد إلى أعلى مستوى لها منذ فبراير.