القدس، 25 أكتوبر/تشرين أول (إفي): شهدت باحات المسجد الأقصى مجددا مواجهات بين المصلين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي اقتحمت الحرم القدسي صباح اليوم الأحد واعتقلت عددا من حراسه والمصلين داخله، كما اعتدت بالهروات وقنابل الغاز والصوت عليهم مما أوقع عددا من الإصابات.
وتأتي هذه الموجة الجديدة من المواجهات لتلهب المشهد السياسي في المنطقة، التي تمر أصلا بفترة حرجة مع الجمود الذي تشهده عملية المفاوضات.
واقتحمت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية والقوات الخاصة اليوم ساحات المسجد الأقصى لإخراج المصلين المتواجدين داخله منذ الليلة الماضية تلبية لدعوة وجهتها مؤسسات وشخصيات دينية لمنع جماعات يهودية متطرفة من اقتحامه.
واسفرت المواجهات حتي الآن عن اعتقال 15 فلسطينيا، بينهم خمسة من حراس المسجد الأقصى والباقي من المصلين، كما أدت إلى إصابة عشرة فلسطينيين على الأقل، من المصلين الذين قدر عددهم داخل المسجد بأكثر من 150 مواطنا.
وكانت جماعات يهودية متطرفة هددت باقتحام المسجد الأقصى اليوم ، بمناسبة ما يطلقون عليه "يوم صعود الرمبام إلى جبل الهيكل"، ووزعت أكثر من 30 جماعة يهودية ملصقات تدعو لحشد أنصارها بالقرب من المدينة المقدسة تمهيدا لعملية الاقتحام، وفقا لما كشفه الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين.
وأكد التميمي أن "المسجد الأقصى المبارك يتعرض لأكبر مؤامرة تحيكها سلطات الاحتلال حيث قامت سرا بعمليات تصوير واسعة لساحاته ومبانيه ووضعت الخطط والرسومات والخرائط تمهيدا لتقسيمه على غرار الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل".
وطالب المجتمع الدولي واللجنة الرباعية بالتدخل السريع لمنع إسرائيل من "مواصلة عدوانها على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين".
يذكر أن مواجهات الأقصى تجددت نهاية الشهر الماضي بعد أن اقتحمت مجموعات يهودية متطرفة ساحة المسجد تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية، فشرع المصلون المتواجدون في المسجد برشقهم بالحجارة والكراسي والأحذية، فردت الشرطة مستخدمة القوة لتفريق المتظاهرين، مما أسفر عن إصابة 40 فلسطينيا و13 من عناصر الشرطة.
وكانت مواجهات مماثلة قد وقعت في 27 سبتمبر/أيلول 2000 في ساحات المسجد الاقصى عندما اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون المسجد، ما أثار مشاعر العرب والمسلمين، وادى إلى اندلاع انتفاضة عرفت بانتفاضة الاقصى استمرت لعدة سنوات.
ولفت تقرير حقوقي فلسطيني إلى استمرار "حوادث الاعتداءات" من قبل المستوطنين اليهود على الفلسطينيين، فيما استمرت السلطات الإسرائيلية بفرض الإغلاق والحصار على القدس والمناطق المحيطة بها، و"انتهاك" حق الفلسطينيين في الحركة والتنقل والإقامة.
كما رصد التقرير استمرار عمليات الحفر في البلدة القديمة بالقدس، وتحت أساسات المسجد الأقصى وبالقرب منه لبناء كنيس يهودي ملاصق لأسوار الأقصى وتحت ساحاته.
ويشار إلى أن أبرز الإشكاليات التي يتصارع عليها الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني عبر المفاوضات وغيرها، تتمثل في السيادة على القدس الشرقية التي تمثل حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 والتي نص قرار الأمم المتحدة رقم 242 على إعادتها للجانب العربي.
ويحتدم الصراع أيضا حول سهولة الوصول إلى الحرم القدسي وحق الصلاة فيه.
جدير بالذكر أنه بعد محاولات مستمرة للتوصل إلى حل سياسي للصراع حول القدس منذ عام 1967 سواء على صعيد المشاريع والقرارات الدولية أو طروحات الجانبين، بقيت القدس مشكلة أساسية أمام أي حل سياسي للصراع العربي الإسرائيلي.
وحتى في معاهدة كامب ديفد التي وقعت بين مصر وإسرائيل في عام 1979 كانت القدس مشكلة أساسية عند تناول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.(إفي)