بقلم بيتر نيرس
Investing.com – تراجع الدولار خلال الجلسة الأوروبية لليوم الثلاثاء، لكن الخسائر بقيت محدودة، حيث استمر طلب الملاذ الآن في تقديم بعض الدعم للعملة الأمريكية، وسط حالة عدم اليقين بشأن انتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي في ولاية جورجيا.
وعند الساعة 3:10 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (8:10 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.1٪ ليشير إلى 89.773. وبذلك، تبقى العملة الأمريكية ليست ببعيدة عن أدنى مستوياتها منذ أبريل 2018، والذي كان قد سجلته يوم أمس الاثنين عند 89.415.
وارتفع الزوج الأكثر تداولاً في سوق العملات اليورو/دولار بنسبة 0.2٪ ليسجل 1.2271، بعد أن كان قد سجل أعلى مستوياته منذ أبريل 2018 خلال جلسة يوم أمس عند 1.2310. بالإضافة إلى ذلك، تراجع الدولار/ين بنسبة 0.2٪ ليتداول عند 102.92، بعد أن سجل أدنى سعر له منذ شهر مارس يوم أمس الاثنين أيضاً، عند 102.715.
كما تقدم الباوند بنسبة 0.2٪ ليتداول عند 1.3602، ويستعيد بعض الخسائر التي مني بها يوم أمس بعد إعلان إغلاق على المستوى الوطني لمدة 6 أسابيع في إنجلترا. أما الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر، فلقد تقدم بنسبة 0.8٪، ليسجل 0.7721، ويقترب من أعلى مستوياته في عامين ونصف، والذي كان قد سجله في أخر أيام عام 2020 عند 0.7743.
وتتجه جميع الأنظار إلى ولاية جورجيا، التي ستقوم اليوم بانتخاب ممثليها في مجلس الشيوخ. وستحدد هذه الانتخابات الحزب الذي سيسطر على الغرفة العليا في الكونغرس الأمريكي، وبالتالي السهولة التي يستطيع بها الرئيس المنتخب جو بايدن دفع أجندته، مثل المزيد من حزم التحفيز، أو الانفاق على البنية التحتية، أو قانون يقر فيه رفع الضرائب بهدف جمع المزيد من المال للإنفاق التحفيزي.
ويرى الكثيرون أن الفوز بالمقعدين سيكون من نصيب الجمهوريين، إلا أن بعض المحللين السياسيين يتوقعون أن يكون السباق نحو مجلس الشيوخ حامس الوطيس، وأن المنافسة ستكون كبيرة، وأنه قد لا تُعرف نتيجته على الفور.
وفي تقرير لـ ING قال محللو البنك: "نعتقد أن هنالك ما يبرر توخي الحذر قليلاً قبل أحد أحداث المخاطر الكبرى الأولى لعام 2021: انتخابات مجلس الشيوخ المُعادة في ولاية جورجيا. وفي حين يتوقع معظم المحللين أن يحتفظ الجمهوريين بالمقعدين المعنيين، قد يرغب المستثمرون في رؤية هذه النتيجة تتأكد قبل أن يقوموا بدفع المراكز المبنية على الانفاق التحفيزي (وضعف الدولار) أكثر من ذلك".
وتتضمن أجندة البيانات الاقتصادية الأمريكية لليوم الثلاثاء، إصدار بيانات مؤشر معهد إدارة التوريد لمدراء المشتريات أو ما يعرف اختصاراً باسم ISM، والمقرر عند الساعة 10:00 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (3:00 بعد الظهر بتوقيت جرينتش). ومن المقرر أيضاً أن يتحدث 2 من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي قبل يوم واحد من إصدار البنك لـ محضر اجتماع 2020 الأخير، يوم غد الأربعاء. وسيدقق المستثمرون في المحضر بحثاً عن المزيد من التفاصيل حول كيفية سير المناقشات التي تطرقت لجعل توجيهات السياسة النقدية المستقبلية أكثر وضوحاً، وإن كان هنالك احتمالات للمزيد من شراء الأصول في عام 2021. أما يوم الجمعة، فستصدر وزارة العمل الأمريكية تقرير الوظائف الشهري، والذي يتضمن أيضاً معدل البطالة. وكانت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند لوريتا ميستر قد قالت يوم أمس الاثنين إن السياسة النقدية ستبقى تسهيلية "لبعض الوقت".
ومن أخبار العملات الأخرى، ارتفع الدولار أمام اليوان الصيني بنسبة 0.1٪ ليتداول عند 6.4646، بعد أن تعرض اليوان لبعض عمليات البيع المتأخرة. وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء، حددت السلطات الصينية سعر الصرف الرسمي لليوان عند أعلى سعر له منذ التخلي عن نظام ربط العملة في عام 2005. فلقد حددت بكين نقطة الوسط عند 6.4760 يوان للدولار الواحد، قبل افتتاح الأسواق المحلية اليوم. وهذا السعر أعلى بـ 1٪ من نقطة الوسط المحددة سابقاً. وكان قد سبق ذلك تغيير مفاجئ في موقف بورصة نيويورك من الغاء إدراج بعض أكبر شركات الاتصالات (SE:7010) الصينية، وهي خطوة فسرها البعض على أنها إشارة إلى التقارب بين الولايات المتحدة والصين، بعد مغادرة الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض.
فيما تتابع الليرة التركية ارتفاعها مقابل الدولار، لتسجل اليوم سعر 7.3894، بعد السياسات النقدية المشددة التي أكد عليها البنك المركزي التركي العام الماضي برفع الفائدة بأكثر من توقعات السوق، وقدرته على زيادة الاحتياطي النقدي.