بقلم بيتر نيرس
Investing.com – ارتفع الدولار في تداولات صباح اليوم الجمعة، وأوقف اتجاهه الهبوطي الأخير، حيث ارتفعت عوائد سندات الخزينة، إلا أن المكاسب بقيت محدودة قبل إصدار بيانات سوق العمل المرتقبة.
فعند الساعة 2:55 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (7:55 صباحاً بتوقيت جرينتش)، ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.1٪ ليشير إلى 89.812، ويبدأ تعافيه بعد سقوطه إلى أدنى مستوياته في نحو 3 سنوات في وقت مبكر من هذا العام، إثر تراجع كبير بنسبة 7٪ خلال عام 2020.
وتراجع الزوج الأكثر تداولاً في سوق العملات، اليورو/دولار، بنسبة 0.1٪ ليتداول عند 1.2262، بعد أن كان قد سجل أعلى مستوياته في نحو 3 سنوات في وقت سابق من الأسبوع عند 1.2346. أما الدولار/ين فلقد أرتفع بنسبة 0.1٪، ليتداول عند 103.90، بينما تقدم الباوند/دولار بنسبة 0.1٪ ليتداول عند 1.3579، وارتفع الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر بنسبة 0.2٪، ليتداول عند 0.7783.
وبقيت العملة الأمريكية في حالة انخفاض منذ أشهر. وكانت الدوافع الأساسية لذلك، هي توقع المزيد من حزم التحفيز في الولايات المتحدة، وتعهد الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على أسعار الفائدة عند مستويات منخفضة، بالإضافة إلى الأمل في حدوث انتعاش اقتصادي عالمي في 2021، مدعوماً بلقاحات كورونا التي تم البدء في استخدامها بالفعل الشهر الماضي.
وتعزز الإيمان بتوقعات المزيد من التحفيز (والتي تضغط على الدولار) بعد الانتخابات التي جرت هذا الأسبوع، حيث أصبح الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن يتمتع بالسيطرة الكاملة على الكونجرس، وذلك بفضل فوز المرشحين الديمقراطيين جون أوسوف ورفائيل وارنوك في الانتخابات المعادة لمجلس الشيوخ في ولاية جورجيا. وبالتالي، أصبح من المتوقع أن يساعد مجلس الشيوخ الذي أصبح الآن في قبضة الديمقراطيين، الرئيس المنتخب على الدفع بجدول أعماله، بما في ذلك المزيد من حزم التحفيز التي أعلن أنه يريدها.
كما أعطى تصديق الكونجرس على فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 3 نوفمبر ضد الرئيس الحالي دونالد ترامب دفعة قوية للرئيس المنتخب. وتوقفت عملية التصديق بسبب احتجاجات من مؤيدي الرئيس ترامب الذين اقتحموا مبنى الكونجرس. وردت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر بالطلب من إدارة الرئيس ترامب بإقالته على الفور من منصبه.
وندد الرئيس الأمريكي ترامب بأحداث الشغب عبر رسالة الفيديو. وأضاف: "سيتم تنصيب إدارة جديدة في 20 يناير ... ينصب تركيزي الآن على ضمان انتقال سلس ومنظم للسلطة".
وفي الوقت نفسه، قالت لوريتا ميستر، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، إنها لا تعتقد أن حزم التحفيز المالية المتزايدة في عهد بايدن ستعني تراجعاً في تسهيل السياسة النقدية من طرف الاحتياطي الفيدرالي في عام 2021. وهذا معاكس لما صرح به بعض من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي الآخرين، بما في ذلك رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو تشارلز إيفانز، ورئيس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك، الذين قالوا إنهم قد يدعمون تقليص وتيرة برنامج شراء الأصول قبل نهاية عام 2021 إذا انتعش الاقتصاد بقوة كافية.
ولكن الدولار وجد الدعم في الجلسات الأخيرة، من طرف الارتفاع في عوائد سندات الـ 10 سنوات التي تصدرها الحكومة الأمريكية، والتي وصلت إلى 1٪ في وقت سابق من هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ مارس، وسط الاضطرابات السياسية التي شهدتها العاصمة واشنطن.
وبخصوص العملة الأمريكية، قال المحلل كريس تيرنير من بنك ING إن "التوقعات بأن طرح اللقاحات سيسمح للاقتصادات بإعادة الفتح في الربع الثاني من العام، تعني أنه إذا رأينا أي تصحيحات في اتجاه الدولار، فإنها ستكون ضحلة بشكل معقول. نحن نتوقع الآن أن يهني زوج اليورو/دولار العام الحالي بالقرب من 1.30، والدولار/ين قرب مستوى الـ 100".
وعلى الأجندة الاقتصادية، ستترقب الأسواق تقرير وزارة العمل الأمريكية، أو تقرير الوظائف الشهري، والذي سيصدر في موعده المعتاد اليوم الجمعة عند الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي. ومن المتوقع أن يظهر التقرير إضافة 71 ألف وظيفة، وهو ما سيُشكل، في حال تحقق ذلك، تراجعاً كبيراً في التوظيف من 245 ألفاً الشهر الماضي. كما يُتوقع أن يُظهر التقرير ارتفاعاً في معدل البطالة إلى 6.8٪، من 6.7٪ في الشهر السابق.
وكانت أحدث البيانات المرتبطة بسوق العمل قد صدرت يوم أمس الخميس، وأظهرت أن عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي، قد أنخفض بشكل طفيف إلى 787 ألف شخص، وهو ما جاء معاكساً للتوقعات التي كانت تترقب ارتفاعاً إلى 800 ألفاً، من رقم الأسبوع الذي سبقه والبالغ 790 ألفاً.
كما ذكر التقرير كذلك أن المطالبات المستمرة، والتي يتم احتسابها للأسبوع الذي يسبق الأسبوع الذي تُحتسب له المطالبات الأولية، قد سقطت إلى 5.072 مليون مطالبة، من 5.200 مليون الأسبوع الماضي.
وقبل ذلك، كانت بيانات شركة أيه دي بي والتي تعمل في مجال معالجة جداول الرواتب في الشركات الخاصة، قد أظهرت يوم الأربعاء أن عدد جداول الرواتب التي تمت معالجتها خلال ديسمبر قد انخفض بـ 123 ألفاً، وهو ما يمهد لمفاجأة سلبية كبيرة، قد تظهر في تقرير اليوم.
وعن الليرة التركية، ورغم التوقعات الإيجابية من المؤسسات، وفقا لاستطلاع أجرته شركة Metropoll للأبحاث واستطلاعات الرأي، أنّ ما يقرب من 70% من سكان تركيا يعتقدون أن البلاد تسير في اتجاه سيء.
ما يمثل أعلى نسبة من "المتشائمين" خلال السنوات الخمس الماضية، حيث قال 64.8% إن تركيا آخذة في التراجع، اعتبر حوالي 21.7% أن البلاد تتحسن.
وقال 80% من المُستطلعين إلى أنهم عانوا من مستويات تضخم تجاوزت الرقم الرسمي لمعهد الإحصاء التركي الذي كان آخرها 14%.
في حين توقع 51% من المستجيبين للاستطلاع، أن يكون مستوى التضخم أعلى من 30%.