بقلم بيتر نيرس
Investing.com – تراجع الدولار خلال تداولات اليوم الثلاثاء، بعد المكاسب التي حققها مؤخراً حيث انتعشت عملة الاحتياطي العالمي من أدنى مستوياتها في نحو 3 سنوات على خلفية ارتفاع عوائد سندات الخزينة الأمريكية.
فعند الساعة 2:55 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (7:55 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.1٪ ليشير إلى 90.403. وتقدم الدولار في الجلسات الـ 3 السابقة بعد ان كان قد تراجع لأدنى مستوياته منذ عام 2018 قبل ذلك.
وارتفع الزوج الأكثر تداولاً في سوق العملات، اليورو/دولار، بنسبة 0.2٪ ليتداول عند 1.2169، بعد أن كان قد سجل أعلى مستوياته في نحو 3 سنوات الأسبوع الماضي عند 1.2346. أما الدولار/ين فلقد تراجع بنسبة 0.1٪، ليتداول عند 104.14، بينما تقدم الباوند/دولار بنسبة 0.4٪ ليتداول عند 1.3561، ورافقه الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر، والذي ارتفع بنسبة 0.4٪، ليتداول عند 0.7729.
وعلى الرغم من خسائر اليوم، فقد تغيرت النغمة المحيطة بالدولار خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أن أدت احتمالية التحفيز المالي والتلميحات إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يبدأ في تقليص مشترياته من السندات بحلول نهاية العام الحالي، إلى ارتفاع عوائد سندات الخزينة الأمريكية.
وبعد نحو أسبوع، سيتولى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن منصبه رسميا.
وكان بايدن قد وعد بـ "تريليونات" من الدولارات في حزم تحفيز إضافية لمواجهة آثار فايروس كورونا على الاقتصاد. وسيتم تمويل هذه الحزم إلى حد كبير من خلال الاقتراض الإضافي. وقد نتج عن ذلك ارتفاع عوائد سندات الـ 10 سنوات التي تصدرها الحكومة الأمريكية، لتصل إلى 1.158٪ اليوم، بعد أن كانت قد وصلت إلى 1٪ الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ مارس.
ونتيجة لهذا التغيير في العوائد، أعلن بنك مورغن ستانلي تخليه عن توقعات الدولار الضعيف. ففي تقرير أصدره البنك، قال المحللون: "نتخذ موقفاً محايداً تجاه الدولار الأمريكي وسط احتمالات التحفيز المالي المتزايدة، ومعنويات الدولار المتزايدة". وأضاف المحللون أنهم يبحثون الآن عن "إشارات حول وقت التحول إلى الاتجاه الصعودي".
وعلى أجندة اليوم، سيراقب المتداولون بحذر، صدور بيانات تقرير جولتس للوظائف لشهر نوفمبر، والمقرر عند الساعة 10:00 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (2:00 بعد الظهر بتوقيت جرينتش). وستقدم هذه البيانات لمحة عما يحدث في سوق العمل فيما يتعلق بالتوظيف، خصوصاً بعد صدور التقرير الشهري لوزارة العمل، والذي أظهر أن الاقتصاد الأمريكي قد فقد 140 ألف وظيفة في القطاعات غير الزراعية في فترة الشهر التي يغطيها التقرير، والتي انتهت في منتصف ديسمبر.
وإلى جانب ذلك، من المقرر أن يلقي رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خطاباً يوم الخميس، قد يستخدمه لإعادة تأكيد أن أسعار الفائدة ستبقى بالقرب من الصفر حتى عام 2023 على الأقل، وأن مسار الاقتصاد يعتمد بشكل كبير على مسار الوباء.
ومن بين المتحدثين الآخرين من أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذين سنتابعهم هذا الأسبوع، هنالك كل من رئيس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوزتيك، ورئيسة الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند لوريتا ميستر، ورئيس الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن إيريك روزنغرين، والعضو برتبة حاكمة في مجلس الفيدرالي لايل برينارد، ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا باتريك هاركر، ونائب رئيس البنك ريتشارد كلاريدا.