Investing.com - تتوالى الصفعات التي تستقبلها الليرة التركية سواء تلك التي تأتي بفعل فاعل من أهلها أو التي تأتي من الخارج. وتترقب الليرة التركية قرار المركزي التركي بعد قليل، والذي تبحث خلاله عما يعوض بعضًا من خسائرها بعد تصريحات مفاجئة للفيدرالي الأمريكي أمس الأربعاء.
وينتظر الجميع معرفة تطلعات المركزي التركي لمعدل الفائدة والتضخم وما لهما من تداعيات على سعر صرف الليرة التركية.
الليرة الآن
ويبدو أن الليرة في طريقها خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الخميس لتسجيل التراجع الرابع على التوالي مقابل الدولار. ونزلت الليرة منذ مطلع الأسبوع الجاري من مستويات 8.3818 دولار إلى 8.6267 دولار في هذه اللحظات من تعاملات اليوم الخميس. وتقترب الليرة من قاع تاريخي عند مستويات 8.7855 والذي لامسته خلال تعاملات 2 يونيو الماضي. وتتراجع الليرة في هذه الدقائق من تعاملات اليوم الخميس بحوالي 0.24% أو نزولًا بحوالي 0.0294 عند مستويات 8.6330 دولار.
صفعة الفيدرالي
عمقت تصريحات الفيدرالي الأمريكي أمس الأربعاء من جراح الليرة التركية، وقلبت هذه التصريحات الأسواق وكبدت الذهب خسائر حادة بينما ارتفع مؤشر الدولار على إثرها.
وأبقى الاحتياطي الفيدرالي على معدل الفائدة الأمريكي مستقرًا قرب الصفر، في نطاق 0.00% - 0.25%. ويتوقع الفيدرالي رفع الفائدة في 2023 بدلًا من 2024. ورفع الفيدرالي توقعات التضخم الأساسي بنسبة 1%، وصولًا لـ 3.4%، مقارنة بتوقعات مارس. وأصر الفيدرالي على أن التضخم "مرحلي". ويرتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، بقوة خلال تلك اللحظات إلى مستويات 91.64 بزيادة 0.6%. بينما نزل العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بحوالي 0.014 أو 1.566 %.
لم تفلح
وعوَّل الكثيرون على اجتماع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الاثنين الماضي، مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، على هامش قمة حلف الناتو، في أول لقاء لهما منذ تولي بايدن الرئاسة. بيد أن الاجتماع يبدو وأنه لم يسفر عما ينعش الليرة التركية؛ لتواصل أدائها السلبي مقابل الدولار. وسجل الدولار ارتفاعين متتالين مقابل الليرة خلال تعاملات الإثنين والثلاثاء ليقفز من مستويات 8.38 إلى مستويات 8.5476.
صفعات سابقة
وكانت الليرة التركية تلقت ضربة جديدة مفاجئة عقب اتخاذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قرارًا مفاجئا بتغير أحد نواب رئيس المركزي التركي. وتم إقالة نائب رئيس البنك المركزي التركي، أوغوزان أوزباش، وتم تعيين البروفيسور سميح تومين بدلًا عنه. وجاء استبدال الرئيس التركي لأوزهان كرابع تغيير لصانع للسياسات النقدية بالبنك المركزي خلال الشهرين الماضيين .
وأتت الإقالة بعد شهرين من إقالة أردوغان لمحافظ البنك المركزي السابق، ناجي إقبال، والذي كان المحافظ الثالث للبنك في غضون عامين. ومثّلت إقالة إقبال حينها مفاجأة صدمت المستثمرين ودفعت الأسواق إلى الهبوط. وكان إقبال يتبنى سياسة رفع أسعار الفائدة بهدف كبح جماح التضخم ودعم العملة التركية. وفي الـ 30 من مارس أُقيل نائب محافظ البنك المركزي التركي، مراد جيتينكايا، من منصبه، بحسب مرسوم رئاسي. وأدى القرار إلى اضطراب في السوق في ظل مخاوف من أن تركيا ربما تعود إلى سياسات اقتصادية غير تقليدية، من بينها فرض قيود على رؤوس الأموال لحماية عملتها.
مستقبل قاتم
وتوقع البنك الألماني، كوميرز بنك، تراجع الليرة التركية لمستوى 9 دولار وفق فريق التحليل الفني للعملات بالبنك. وتقول كارين جونز، رئيسة التحليل الفني والاستراتيجي للعملات، إن المستوى النفسي الرئيسي 9 دولار قد يكون مستوى الهبوط التالي بالنسبة لليرة التركية، طالما لم تعد الليرة التركية لمستوى 8.2965 ليرة تركية لكل دولار أمريكي.
وهناك مقاومة عند: 8.7218 ليرة تركية لكل دولار، و8.82. وربما تصل الليرة التركية خلال جلسات التداول لـ 9.1 ليرة تركية لكل دولار. وترى جونز دعم الليرة التركية حول مستويات 8.4869 و8.4605 ليرة تركية لكل دولار، وهو دعم ضعيف من وجهة نظرها.