Investing.com - بعد اجتماع طارئ جاء إبان هبوط تاريخي لليرة التركية، لم يأت المركزي التركي أو رئيس البلاد رجب طيب أردوغان بما يطمئن المستثمرين. ويستمر هبوط الليرة بعد أن دافع الرئيس رجب طيب أردوغان عن تخفيضات حادة في أسعار الفائدة وتعهد بالفوز فيما سماها حرب الاستقلال الاقتصادي.
وخلال تعاملات اليوم الأربعاء استمر نزيف الليرة التركية لتهبط من جديد أدنى مستويات الـ 13 ليرة / دولار بعد تراجع نسبي لتلك الخسائر أمس الثلاثاء.
اجتماع طارئ
قال البنك المركزي التركي يوم الثلاثاء إنه يمكنه فقط التدخل في الأسواق في ظل ظروف معينة لتقلبات مفرطة، مضيفا أن موجة مبيعات في الليرة التركية "غير واقعية ومنفصلة تماما" عن الواقع.
وأضاف البنك في بيان "في ظل ظروف معينة يمكن فقط للبنك المركزي أن يتدخل في تقلبات مفرطة بدون استهداف أي اتجاه دائم."
وقال محافظ البنك المركزي التركي، شهاب كافجي أوغلو، أن البنك المركزي التركي لن يتدخل في تحركات السوق إلا في الأوقات "فائقة التقلب."
وأعلن البنك أن سعر الصرف الأجنبي "غير صحي." وأتبع البنك المركزي بأن ليس هناك أي تعليقات حيال مستويات سعر الصرف الحالية.
عاجل: حدث تاريخي قد يوقف الانهيار
هبوط الليرة
ونزلت الليرة التركية خلال تعاملات اليوم الأربعاء في حدود 1.5% هبوطا إلى مستويات أعلى الـ 13 ليرة / دولار، بينما تم مشاهدة الليرة عند مستويات 13.1589 ليرة / دولار.
وسجلت الليرة التركية أمس الثلاثاء نزولا تاريخيا اقترب من 20% إلى مستويات 13.5276 ليرة/ دولار، لتصل أدنى مستوياتها على الإطلاق.
ومنذ نهاية يناير 2021 عند كانت الليرة تتداول عند مستويات 7.3099ليرة/دولار، هبطت العملة التركية بأكثر من 85% لتصبح أسوأ العملات الناشئة أداء مقابل الدولار.
عاجل: إعلان هام من البنك المركزي التركي
الذهب التركي
ويبدو أن الأتراك لم يجدوا الملاذ لدى الرئيس التركي أو محافظ المركزي التركي، لذا استمرت هجرتهم صوب اقتناء الذهب الذي يسجل مستويات قياسية.
ويرتفع الذهب التركي خلال تلك اللحظات إلى مستويات 747 ليرة/ جرام بزيادة تقترب من 60 ليرة للجرام الواحد بارتفاع 9%.
بينما تم مشاهدة الذهب في التعاملات المبكرة عند مستويات 757.9 ليرة / جرام، مقابل مستوياته القياسية أمس الثلاثاء عند مستويات 772 ليرة / جرام.
ومنذ سجل الذهب التركي مستويات 415 ليرة / جرام نهاية فبراير الماضي يرتفع الآن بأكثر من 350 ليرة في الجرام الواحد بأكثر من 82%.
عاجل: الليرة التركية تتجاوز الـ 13، السلطان أسقطها
أردوغان أقوى من الفائدة
ورغم أن المركزي التركي قام بخفض الفائدة ثلاث مرات بحوالي 400 نقطة أساس، إلا أن تراجعات الليرة عادة ما كانت تأتي أقوى بعد تصريحات الرئيس أردوغان. وقبل الهبوط التاريخي أمس، دافع أردوغان عن هذه السياسة في مؤتمر صحفي في وقال إن تشديد السياسة النقدية لن يخفض التضخم.
وقال عقب اجتماع لمجلس الوزراء "أرفض السياسات التي تؤدي إلى انكماش بلادنا وتضعفها وتحكم على شعبنا بالبطالة والجوع والفقر".
وهو ما نشر الخوف من أن يستمر المركزي التركي والحكومة التركية في مسارها التحفيزي على الرغم من ضعف الليرة التركية.
عملات رقمية ترتفع بعد تغريدة ماسك، أحدهم رغم أنفه
يقول أردوغان وهو المناصر الأكبر لخفض أسعار الفائدة وقد صرح قبل يوم إعلان سعر الفائدة قائلا: "سنمضي في طريقنا لرفع "سوط" الفائدة عن الشعب التركي."
وفي سبيله لدفع المركزي التركي للخفض قام أردوغان برفد 3 محافظين للمركزي التركي في الثلاث سنوات الأخيرة. كما أنه قام بالاستغناء عن خدمات 3 من المسؤولين عن السياسة النقدية التركية في البنك المركزي التركي منذ شهور. وبالفعل استجاب المركزي التركي لدعوات الرئيس وتم التخفيض بـ 400 نقطة في الثلاث إعلانات الماضية.
توقعات
قال بنك الاستثمار جولدمان ساكس (NYSE:GS) إنه يتوقع الآن أن يرفع البنك المركزي التركي سعر الفائدة الرئيسي إلى 20% في الربع الثاني من العام القادم.
وذلك بالرغم من أنه يرى أيضا مخاطر لتحرك في موعد أقرب بالنظر إلى الضغوط المستمرة على العملة التركية.
إلا أن التوقعات تتجه نحو أن يقرر صانعو السياسة خفضا آخر للفائدة بمقدار 100 نقطة أساس في ديسمبر.
وقال مراد اونور المحلل في جولدمان ساكس إن رفع الفائدة إلى 20 %"لن يكون كافيا لخفض التضخم نحو مستويات أقل من عشرة بالمئة لكنه كاف، في رأينا، للحفاظ على الاستقرار المالي."
العملة الغاضبة ترتفع 56333333333%، تحذف 9 أصفار
ما القادم؟
ودعا نائب محافظ البنك المركزي السابق سميح تومين، الذي أقاله أردوغان الشهر الماضي، إلى العودة الفورية للسياسات التي تحمي قيمة الليرة.
وقال: "يجب التخلي عن هذه التجربة غير العقلانية التي ليس لها فرصة للنجاح على الفور وأن نعود إلى سياسات الجودة التي تحمي قيمة الليرة التركية والشعب."
ومن المتوقع أن تسجل الليرة التركية مزيدًا من التراجع في الأسابيع المقبلة في ظل انصياع البنك المركزي لرغبات الرئيس أردوغان.
يقول HSBC Asset Management Turkey: "على الرغم من انخفاض الليرة منذ أوائل سبتمبر، من المرجح أن يختار البنك المركزي خفضًا آخر من خلال التركيز على التباطؤ في القروض التجارية.
وترى وكالة التصنيف الائتماني فيتش أن الخفض الكبير المفاجئ لأسعار الفائدة في تركيا بأنه خطوة أخرى في الاتجاه الخاطئ، بينما تتوقع الوكالة خفضا جديدا للفائدة.
ويقول محللون في وكالة فيتش: "إن تخفيف الإجراءات النقدية كان خطوة سابقة لأوانها، ويبدو أنها جاءت بدافع سياسي دون أن تترك للبنك المركزي الهامش المطلوب لحماية الليرة المتعثرة".