Investing.com - أعلنت وزارة المالية الروسية منذ قليل أنها سددت بالعملة الروسية الروبل قروضا أجنبية لسندات مقومة بالدولار، وذلك بعدما رفض مصرف مراسل أمريكي إتمام أوامر الدفع بالعملة الأمريكية.
وبذلك تكون روسيا قد سددت للمرة الأولى ثمن قروض أجنبية بالعملة الروسية، وأكدت من خلال الخطوة التزامها الوفاء بتعهداتها المالية على الرغم من القيود الغربية عقوبات.
ووفقا لبيان صدر عن الوزارة الروسية فقد تم سداد مبلغ بقيمة 649.2 مليون دولار لمقرضين أجانب بالعملة الروسية، وذكرت الوزارة، أن روسيا لأول مرة سددت سندات يوروبوند (دولية) "روسيا-2022" وروسيا-2042" لحامليها الأجانب بالروبل بعد أن رفض بنك أجنبي تنفيذ أوامر بالعملة الأجنبية. وأشارت الوزارة الروسية في البيان إلى أن عملية السداد تمت يوم الاثنين الماضي بتاريخ 4 أبريل 2022.
وخلال الأسبوع الجاري قالت وزارة الخزانة الأمريكية إنها منعت سداد مدفوعات ديون بالدولار من حسابات الحكومة الروسية في البنوك الأمريكية، وتحديدا تم حظر سداد المدفوعات من الحسابات الروسية المجمدة في البنوك الأمريكية.
تغير الموقف
قالت المتحدثة باسم وزارة الخزانة الأمريكية منذ أيام قالت أنه تم إيقاف أحدث مدفوعات كوبون على السندات السيادية الروسية، هو الأمر الي يضع موسكو في مكان أقرب إلى التخلف عن السداد، في حدث تاريخي.
ووفقا لوسائل إعلام غربية فإن أحدث مدفوعات كوبون على السندات السيادية لم تحصل على إذن من وزارة الخزانة الأمريكية كي يتعامل معها جي.بي مورجان، بنك المراسلة.
منذ أيام نجحت موسكو في اختبار سداد الديون على عكس التوقعات بعجز البلد التي تلقت حزمات غير مسبوقة من العقوبات الأمريكية والأوروبية، بعد تولي بنك جيه.بي مورجان تشيس اند كو تولى معاجلة مدفوعات كوبون روسية على سنداتها السيادية المستحقة في عام 2029.
عجز
قالت فيتش ستكون روسيا في حالة تخلف عن السداد إذا ما لم تعالج في غضون 30 يوماً من تاريخ استحقاق السداد التزاماتها تجاه فوائد السندات المقومة بالروبل والتي كانت مستحقة في وقت سابق من هذا الشهر.
وسيحدد ذلك الأول من أبريل كموعد رئيسي محتمل للبلاد، التي لم تتخلف عن سداد سندات بالعملة المحلية منذ عام 1998، وأخفقت في الوفاء بالتزامات الديون الخارجية في عام 1918، بعد الثورة البلشفية.
قالت فيتش: "في حالة دفع فوائد سندات روسيا الدولية المقومة بالدولار المستحقة بالعملة المحلية، سيشكل ذلك تخلفاً سيادياً، عند انتهاء فترة السماح البالغة 30 يوماً".
وسيكون هذا النوع من إعادة التصنيف القسري لالتزامات الدفع متسقاً مع قرار فيتش السابق بخفض التصنيف الائتماني بالعملة الأجنبية لروسيا إلى ثاني أدنى مستوى من الدرجة C، مما يشير إلى بدء عملية التعثر أو شبه تعثر.
سماح مؤقت
وتمكنت روسيا، التي لديها إجمالا 15 سندا دوليا مستحقا تبلغ قيمتها الاسمية نحو 40 مليار دولار، من تجنب التخلف عن سداد ديونها الدولية حتى الآن على الرغم من العقوبات الغربية غير المسبوقة.
وإذا فشلت روسيا في سداد أي من مدفوعات سنداتها التالية خلال آجال استحقاقها، أو دفعت بالروبل بدلا من الدولار أو اليورو أو عملة أخرى محددة، فسيشكل ذلك تخلفا عن السداد.
وفي حين أن روسيا غير قادرة على الوصول إلى أسواق الاقتراض الدولية بسبب عقوبات الغرب، فإن التخلف عن السداد سيمنعها من الوصول إلى تلك الأسواق لحين سداد أموال الدائنين بالكامل وتسوية أي قضايا قانونية ناجمة عن التخلف عن السداد.
و كان من المقرر أن تسدد روسيا 66 مليون دولار لحملة سندات منتصف مارس ومن المقرر أن تسدد روسيا 102 مليون دولار في 28 مارس ، و447 مليون دولار في 31 مارس و 2 مليار دولار مستحقة في الرابع من أبريل المقبل. ويستحق على روسيا 15 سندا دوليا مستحقا بقيمة اسمية تبلغ نحو 40 مليار دولار.
السداد بالروبل
وقال أنطون سيلوانوف وزير المالية الروسي إن موسكو أوفت بالتزاماتها تجاه الدائنين، لكنه أكد في الوقت نفسه على أن إمكانية أو عدم إمكانية الوفاء بالتزامات الدولة بالعملة الأجنبية هي مسألة لا تعتمد على موسكو.
وقالت روسيا من قبل بأنها ستحاول سداد الأموال بالروبل بدلاً من الدولار إذا منعتها الولايات المتحدة من السداد.
وقال وزير المالية الروسي أن العقوبات منعت المركزي الروسي من الوصول إلى 300 مليار دولار من اجمالي الأصول البالغ 643 مليار دولار.
"عاجل: بوتين يُحذر..سينتقم بشدة
قرار أمريكي
قد تكون هناك تعقيدات في الأسابيع والأشهر المقبلة، خاصة بالنسبة للسندات التي يجب دفعها بالدولار، بعد انتهاء صلاحية الترخيص المؤقت الصادر عن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في الولايات المتحدة في 25 مايو
وإذا لم تسدد روسيا أيا من مدفوعات سنداتها خلال فترات السماح المحددة، أو إذا دفعت بالروبل سندات يتعين سدادها بالدولار أو اليورو، فسيكون ذلك تخلفا عن السداد.
وحذر أنطون سيلوانوف وزير المالية الروسي من أن عمليات السداد قد لا تتم إذا رفضت الولايات المتحدة ذلك، مضيفًا: "لدينا المال وسددنا الالتزامات لكن الكرة في ملعب أمريكا الآن".