Investing.com - انخفضت الليرة التركية عقب بيانات اقتصادية هامة جاءت جميعها إيجابية اليوم الإثنين حيث باتت على بعد خطوات من تسجيل أدنى مستوى على الإطلاق، وهي المستويات التي بلغتها العملة التركية في 20 ديسمبر.
وكانت الليرة التركية سقطت نهاية العام الماضي إلى مستويات 18 ليرة / دولار في ظل ارتفاع معدلات التضخم في البلاد إلى مستويات قياسية تزامنا مع إعلان الرئيس التركي عن نموذج اقتصادي يدعم أسعار الفائدة المنخفضة.
الليرة الآن
تتداول الليرة التركية خلال هذه اللحظات على تراجع في حدود 0.3% نزولا إلى مستويات قرب الـ 17.3 ليرة / دولار وهى الأدنى منذ 20 ديسمبر 2021.
وفي المقابل يرتفع جرام الذهب بالليرة التركية إلى أعلى مستوياته خلال 6 أشهر حيث ارتفع بأكثر من 130 ليرة في الجرام الواحد في أقل من شهر.
وزاد سعر غرام الذهب بالليرة التركية خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الإثنين في حدود 4 ليرات أو ما يعادل 0.7% وصولا إلى مستويات قرب الـ 1040 ليرة للجرام الواحد.
بيانات هامة
وصدرت الآن بيانات الحساب الجاري التركية خلال أبريل إضافة إلى بيانات الإنتاج الصناعي السنوية ومبيعات التجزئة على صعيد شهري وسنوي.
وجاءت بيانات الإنتاج الصناعي السنوية خلال أبريل إيجابية حيث تجاوزت التوقعات لتسجل نموًا بنسبة 10% مقابل توقعات بتسجيل 8% ومقابل القراءة السابقة خلال مارس عند 9.6%.
بينما جاء عجز الحساب الجاري أفضل من التوقعات حيث سجلت عجزًا بقيمة 2.74 مليار ليرة مقابل توقعات بتسجيل عجز في حدود 2.85 مليار ليرة ومقابل عجز فعلي خلال مارس الماضي بقيمة 5.55 مليار ليرة.
وزاد حجم مبيعات التجزئة على أساس شهري بنسبة 2.1٪ شهريًا حجم مبيعات التجزئة خلال أبريل، بينما ارتفع على أساس زاد حجم مبيعات التجزئة بنسبة 14.7٪ على أساس سنوي، وفقا لبيانات رسمية من مركز الإحصاء التركي.
تطور السعر
ونزلت الليرة من مستويات قرب الـ 8 ليرة دولار قبل بدء تطبيق نموذج أردوغان الاقتصادي إلى مستويات دون الـ 18 ليرة دولار في أقل من 6 أشهر.
وخفض المركزي التركي أسعار الفائدة من سبتمبر وحتى ديسمبر 500 نقطة أساس في 4 اجتماعات متتالية، على الرغم من اشتعال التضخم في البلاد إلى أعلى مستوى في 20 عام.
نزلت الليرة التركية من جديد إلى مستويات دون الـ 17.2 ليرة / دولار، لتتداول قرب أدنى مستوياتها في 6 أشهر، وفي المقابل ارتفعت أسعار جرام الذهب بالليرة التركية وصولا إلى مستويات 1025 ليرة جرام.
عاجل: تسقط صفر جديد.. بعد ارتفاع 150000000%
ومنذ بداية العام الجاري نزلت الليرة التركية بأكثر من 3.6 ليرة مقابل الدولار أو ما يعادل 30% نزولا من مستويات 13.3 ليرة إلى المستويات الحالية لتصبح واحدة من أسوأ العملات الناشئة أداءً مقابل الدولار.
ومنذ مطلع مايو الماضي وتحديدا منذ 5 مايو نزلت الليرة التركية مقابل الدولار في حدود 2.6 ليرة لتتراجع من مستويات 14.7 ليرة يوم 5 مايو إلى المستويات الحالية بتراجع 18%.
عاجل:ارتفاع وهمي.. انهيار مؤجل
توقعات قاتمة
واتخذت الليرة التركية مسارًا هبوطيًا وسط توقعات بأن تتجاوز مستويات القاع التاريخية مطلع العام المقبل 2023، بينما تتجه التوقعات إلى أن تنخفض الليرة التركية قرب مستويات 17.5 ليرة / دولار قبل نهاية العام الجاري.
وأجرت الهيئة التنظيمية للإحصاء في تركيا استبيانًا بين الممولين، حيث نشرت على أساسه استبيانًا لتوقعات المشاركين في السوق.
توقع المشاركون سعر صرف العملة الوطنية - الليرة التركية - 17.57 ليرة للدولار الأمريكي بنهاية 2022، بينما توقوا انخفاض الليرة إلى 18.47 ليرة دولار.
وتوقع المشاركون في الاستبيان أن التضخم في تركيا بنهاية العام قد يصل إلى 57.92٪، والنمو الاقتصادي - 3.3٪ بدلاً من 3.2٪ المخطط أصلاً.
ارتفع التضخم في تركيا إلى 73.5٪ على أساس سنوي في مايو من 69.97٪ في الشهر السابق ، حسبما أفاد المعهد الوطني للإحصاء في 3 يونيو.
عاجل: زلزال يسقط الجميع.. إلا هو
أردوغان السبب
ومن جديد وعقب فترة طويلة من الاستقرار جاءت تصريحات الرئيس التركي بشأن الفائدة والتضخم لتضرب استقرار الليرة التركية وتبدأ من جديد تسجيل تراجعات قوية مقابل الدولار.
جاءت تصريحات أردوغان في الوقت الذي سجلت فيه معدلات التضخم في تركيا مستويات هي الأعلى في ربع قرن حيث تجاوزت الـ 73%، وسط توقعات باستمرار الارتفاع.
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا ستواصل خفض أسعار الفائدة وليس زيادتها في مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة وأكد أردوغان تعهده بتعزيز الإنتاج والصادرات والتوظيف عن طريق سياسته غير التقليدية لأسعار الفائدة المنخفضة.
ووعد مجددا بفائض في ميزان المعاملات الجارية سيدفع العملة للاستقرار في نهاية المطاف ويهدئ التضخم، وأضاف أن جزءًا من المشكلة (التضخم) هو أن بعض المواطنين يصرون على الاحتفاظ بمدخراتهم بالعملات الأجنبية، والجزء الآخر هو المدخلات المستوردة بسبب تزايد الإنتاج.
وأضاف الرئيس التركي أن هذه الحكومة لن تزيد معدلات الفائدة، على العكس نحن سنواصل خفض المعدلات، وحث الأتراك على الاستفادة من قروض منخفضة الفائدة وعلى الاستثمار.