Investing.com - بعد قرار الفيدرالي الذي أشعل الأسواق أمس، وتسبب في هبوط العملات الرئيسية الأخرى مقابل الدولار الذي صعد لأعلى مستوى في 20 عامًا، كان من بين العملات الأكثر تأثرًا بالقرار هو الجنيه الاسترليني، والذي سقط لأدنى مستوى له منذ 37 عامًا.
عاجل: الذهب يفقد بريقه ويسقط بعنف صوب الـ 1650.. قوة الدولار تطغى على الجميع
الاسترليني أمام الدولار
سقط الجنيه الإسترليني الآن إلى أدنى مستوى في 37 عاماً إلى 1.1317 دولار وسجل انخفاضًا بحوالي 0.5% خلال تعاملات اليوم، حيث ينتظر الدعم من الفائدة التي سيحددها بنك إنجلترا بعد قليل والتي من المتوقع أن تنعكس إيجابيا على الجنيه في ظل توقعات رفع الفائدة من قبل البنك.
يأتي تراجع الاسترليني، بجانب باقي العملات، إلى قوة الدولار المتنامية بعد قرار الفيدرالي الأمريكي أمس، خاصة بعدما وصل إلى ذروة الـ 20 عامًا.
وصعد مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية منها اليورو والإسترليني والين إلى 111.79 لأول مرة منذ منتصف 2002.
عاجل: البنوك التركية تخسر 12.1 مليار..والمركزي التركي يعاند البنوك العالمية
مواجهة التضخم
يجتمع بنك إنجلترا بعد دقائق من الآن لوضع سياسة نقدية لمجابهة التضخم، يأتي ذلك فيما تهدد احتمالية وجود حافز جديد من الحكومة لدعم الأسر والشركات ضد ارتفاع تكاليف الطاقة، بتأجيج التضخم الذي يصل إلى ما يقرب من 10%.
قال إيموجين باشرا، المحلل في شركة "نات ويست ماركتس": "يبدو أن بنك إنجلترا أكثر قلقاً بشأن التضخم المرتفع اليوم وسبل معالجة ذلك، حتى لو كان ذلك على حساب تسجيل نمو أضعف"، مضيفاً أنه كان هناك “تحول متشدد” في قرار بنك إنجلترا الأخير في أغسطس.
ويتبين من ذلك أن مقياس التشديد الذي تأخذه أسواق المال في الحسبان يعني أن الفائدة الرئيسية سترتفع إلى 3.75% بحلول نهاية العام، و4.5% في أقرب وقت في مارس، أي حوالي 80 نقطة أساس أكثر مما كان متوقعاً قبل شهر.
عاجل: بيانات إيجابية قبل ساعات من قرار المركزي التركي.. والليرة تترقب "الفائدة"
أزمة الطاقة
صرح كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا "هوو بيل" في وقت سابق بأن توقعات بنك إنجلترا لمعدلات التضخم المستقبلية تعتمد بشكل كبير على أسعار الغاز التي شهدت تقلبات عنيفة بالفترة الأخيرة، وصعدت بشكل جنوني.
وأشار بيل أنه على الرغم من عدم قطعية الأمر، إلا أن حزمة الدعم التي أعلنت الحكومة البريطانية عنها على أسعار الطاقة، من شأنها المساعدة في خفض التضخم بشكل واضح، وهو ما قد يدفع بنك إنجلترا لخفض توقعاته لتضخم الأسعار.
ولكنه شدد أيضا على وجود قدر كبير عدم اليقين وبعض النقص بالتفاصيل بالوقت الحالي، ولكن في حال تحقيقها للتأثير المرغوب، فإن نمو أسعار المستهلك البريطاني قد ينخفض على المدى القصير، وإن كان بنك إنجلترا يهتم أكثر بتوقعات الارتفاع التي ستدفعه لتوجيه سياسته النقدية.
وأوضح بيل أن التأثير الكامل للزيادات التي فرضها بنك إنجلترا على أسعار الفائدة لمحاربة التضخم سيكون واضحا في أواخر عام 2023.
قرار الفائدة
يرى الخبراء لدى بنك UOB بأنه من المرجح أن يستمر بنك إنجلترا في تشديد السياسة النقدية خلال اجتماعه المقرر اليوم، حيث قد يقرر البنك رفع الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس تزامنا مع التضخم المرتفع داخل بريطانيا ومحاولة البنك لكبح هذا التضخم.
وأشار الخبراء لدى بنك UOB بأنه مع تفاقم أزمة تكلفة المعيشة، فإن هناك مجالا لزيادة سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس فقط إلى 2.25% وذلك قبل أن يتوقف البنك بشكل مؤقت عن رفع الفائدة رغم إعلان بنك إنجلترا بأنه السياسة النقدية لن تمضي قدما وفقا لأي مسار محدد وسط توقعات لركود الاقتصاد البريطاني خلال الربع الأخير من هذا العام وامتداده خلال العام المقبل.
وفي الوقت ذاته، فإن التوقعات تشير إلى ارتفاع التضخم نحو 13.3% في أكتوبر وسط ارتفاع في أسعار الغاز، والتحذيرات من استمرار الارتفاعات خلال الفترة المقبلة، وهذا بدوره يزيد الضغوط على بنك إنجلترا.