بانكوك، 12 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): وصف المجلس العسكري الحاكم في ميانمار مطالبة الولايات المتحدة بمساعدة الصين والهند ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) لدفع جهود تحقيق الديمقراطية في البلد الأسيوي بأنه "تدخلا استعماريا جديدا".
وفي بيان نشرته صحيفة (النور الجديد لميانمار) اليوم الخميس، أكد قائد المجلس العسكري ثان شوي أن الحكومة تعد عدتها لإجراء انتخابات في 2010 وفقا لما ينص عليه الدستور الجديد.
وأضاف شوي "بعض الدول الاستعمارية الجديدة تتدخل في شئون دول أخرى بهدف تعزيز نفوذها وهيمنتها".
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد أكدت الأربعاء خلال اجتماع وزراء منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في سنغافورة أن دول الجوار ورابطة آسيان يجب أن تقوم بدور هام في الضغط على ميانمار للقيام بإصلاحات ودفع حوار جاد مع زعيمة المعارضة أونج سان سو كي.
جدير بالذكر أن الناشطة البورمية سو كي حازت على جائزة نوبل للسلام في 1991 وهي تتزعم حزب (الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية)، حزب المعارضة الرئيسي والفائز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة (1990) بما يزيد عن 82% من أصوات الناخبين، إلا ان المجلس العسكري رفض الاعتراف بنتائج تلك الانتخابات.
كما يشار إلى أن سو كي تخضع حاليا لحكم بالإقامة الجبرية في منزلها بعد أن أدانتها محكمة عسكرية في أغسطس/آب الماضي بتهمة بانتهاك شروط الإقامة التي كانت مفروضة عليها منذ عام 2003 ، ويرى المحللون أن العقوبة تهدف لإبعاد الناشطة عن المشاركة في الانتخابات التي تشهدها البلاد العام القادم.
وكان نائب وزيرة الخارجية الامريكية لشئون آسيا، كيرت كامبل ومساعده سكوت مارسيل قد توجها في زيارة رسمية إلى ميانمار الأسبوع الماضي، في أول زيارة لمسئول أمريكي رفيع منذ 14 عاما بعد الزيارة التي قامت بها مادلين أولبرايت إلى هناك عام 1995 عندما كانت تشغل منصب سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة.
وقد اجتمع المسئولان الأمريكيان خلال الزيارة مع رئيس وزراء ميانمار الجنرال ثين سين، وزعيمة المعارضة سان سو كي وغيرهما، وذلك في إطار إعلان كلينتون في سبتمبر/أيلول الماضي عن بدء عملية حوار مباشر لدفع الديمقراطية في ميانمار، قد تسفر عن تخفيف أو رفع العقوبات المفروضة على البلد الأسيوي منذ 1997 والتي قام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتمديد العمل بها.
جدير بالذكر أن كلينتون جددت مطالبتها اليوم لنظام ميانمار بالإفراج عن زعيمة المعارضة، مشيرة إلى أن عقوبة الإقامة الجبرية التي خضعت لها سو كي طيلة 14 عاما "تخلو من أي أساس" وتهدف فقط لإعاقتها عن جهودها لدفع الحركة الديمقراطية، وذلك في مؤتمر صحفي عقدته كلينتون في مستهل زيارتها للفلبين، التي تأتي في إطار جولة أسيوية. (إفي)