واشنطن، 14 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): في إطار جهودها للقضاء على تجارة المخدرات المنتشرة في الأمريكتين، أكدت الولايات المتحدة أن مكافحة المخدرات في أراضيها دخلت في مرحلة جديدة تقوم على "تقليل الطلب"، واقترحت على الدول اللاتينية "الراغبة" الاستعانة بتقنياتها الوقائية.
وأبرز نائب مدير مكتب السياسة الوطنية لمكافحة المخدرات توماس ماكليلان في مؤتمر صحفي قبيل الاجتماع السنوي للجنة البلدان الأمريكية لمكافحة تعاطي المخدرات "سيكاد"، المزمع عقده الأربعاء في ميامي (فلوريدا، الولايات المتحدة)، ان إدارة الرئيس باراك أوباما حددت نهاية "الحرب ضد المخدرات" التي بدأتها حكومة سلفه جورج بوش، مشيرا إلى أنها تصب تركيزها على الوقاية من التعاطي والعلاج والتعافي وتقليل الطلب.
وأبدى ماكليلان "تفاؤله الشديد" حيال سلسلة من "الاكتشافات العلمية الجديدة"، ستتيح تطبيق طرق جديدة للوقاية، مؤكدا في الوقت ذاته على استعداد الولايات المتحدة لتقاسمها مع جميع دول القارة الراغبة في ذلك.
وسيتم تقديم هذا العرض في إطار الاجتماع السنوي لـ "سيكاد"، التابعة لمنظمة الدول الأمريكية، والتي ستقدم الولايات المتحدة خلاله، وللمرة الأولى، ترشحها لرئاسة الهيئة التي تتولى تشيلي قيادتها.
وأشار الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية خوسيه ميجيل إنسولثا في المؤتمر الصحفي إلى أن ظاهرة تجارة المخدرات لا يمكن فهمها إلا بأنها "مشكلة دولية"، حيث تتم عمليات الزراعة والنقل والتجارة في بلدان مختلفة.
وفي هذا السياق، أعرب إنسولثا عن ثقته في "أداة التنسيق" التي تمثلها "سيكاد"، والتي سيعرض في اجتماعها القادم تقريرا جديدا حول استهلاك المخدرات في نصف الكرة الغربي.
وأضاف أن لجنة البلدان الأمريكية لمكافحة تعاطي المخدرات ستدرس "التحديات الجديدة" التي تواجه القارة مثل ارتفاع معدل الاستهلاك بين النساء وفي الأعمار المبكرة، وانتشار المخدرات الكيميائية.
ومن جانبه، أعرب نائب أمين مكتب شئون المخدرات الدولية وتطبيق القانون بالولايات المتحدة ديفيد جونسون عن ثقته في أن يتيح اجتماع "سيكاد" لبلاده الاقتراب من الدول الأعضاء، حيث يعتبر التعاون مع بعض الدول متوقفا مثل فنزويلا.
وقال: "تشكل فنزويلا تحديا كبيرا في مجال مكافحة المخدرات، ولم نحظ الى الآن بثمار في الحوار، ونأمل بان يكون "سيكاد" هو الإطار الأمثل لتحقيق تقدم".
ويعتبر مكتب شئون المخدرات الدولية وتطبيق القانون بالولايات المتحدة المسئول عن إعداد تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي عن التعاون الدولي في مكافحة تجارة المخدرات، الذي سيصدر في مارس/آذار، والذي يؤثر في اعتماد المساعدات الاقتصادية والعسكرية التي توافق أو ترفض واشنطن تقديمها إلى البلدان الأخرى.
وأكد جونسون أن الولايات المتحدة تعطي الأولوية في هذه المرحلة إلى الوقاية، و"منع وصول المخدرات للتصنيع"، وإجراء "تحليلات لما يتوجب القيام به في كل وقت"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هذه الاستراتيجية ليست بالضرورة الأنسب في جميع البلدان.
وأوضح أنه "في حالة عصابات المافيا في المكسيك، على سبيل المثال، فمن الواضح ان المطلوب عدم التركيز على الشفاء ولكن زيادة الأمن".(إفي)