Investing.com - تحديث عند الساعة 12:57 مساءً بتوقيت غرينتش
عزز الدولار الأمريكي من مكاسبه أمام سلة من العملات الرئيسية، إذ تلقى مزيدًا من الدعم من بيانات البطالة التي صدرت منذ قليل وأفادت بتراجع إعانات البطالة بأقل من التوقعات ومقارنة بالقراءة السابقة أيضًا. وهو الأمر الذي يحفز الفيدرالي نحو الحفاظ على سياسته النقدية المتشددة مما يدعم الدولار.
ويرتفع المؤشر الآن بنسبة 0.5% متجاوزًا مستوى الـ 103.21 نقطة.
والجدير بالذكر أن عضوين من أعضاء الفيدرالي الأمريكي سيتحدثان بعد قليل، وهما لوري لوجان وفيليب جيفرسون.
للإطلاع على بيانات البطالة: بيانات البطالة الأمريكية تخالف التوقعات.. وحركة ملحوظة بالأسواق
---
إذا اتفق المستثمرون على شيء واحد هذا العام، فسيكون أن الدولار سينخفض. وقد جعل هذا ارتداد الدولار بنسبة 2٪ خلال الشهر الماضي محيرًا بشكل خاص.
فقد ينخفض معدل التضخم في الولايات المتحدة وقد يوقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة الشهر المقبل. لذا يجب أن يكون الدولار في طريقه إلى الأسفل، أليس كذلك؟
ويقول المحللون إن عددا من العوامل ربما تلعب دورها. أحدها أن مجموعة من المخاوف - بشأن مفاوضات سقف الديون الأمريكية، وسلامة البنوك، وتوقعات الاقتصاد العالمي - تعمل على تلميع أوراق اعتماد الدولار باعتباره ملاذ آمن.
وفي الوقت نفسه، هناك بعض الدلائل على أن الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى، وأن هناك المزيد من العوامل الفنية المتعلقة بوضع المستثمرين متضمنة.
مخاوف سقف الديون
ارتفع مؤشر الدولار - الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات أخرى - بنسبة 2 ٪ تقريبًا منذ منتصف أبريل إلى حوالي 103، على الرغم من أنه لا يزال منخفضًا بنسبة 10 ٪ تقريبًا من أعلى مستوى له في 20 عامًا في سبتمبر الماضي عند 114.78.
تفسير الذهاب إلى استراتيجيي العملات في الوقت الحالي هو أن أزمة سقف الديون تعزز الدولار.
يقترب الديمقراطيون والجمهوريون من التوصل إلى اتفاق بشأن زيادة حد الاقتراض البالغ 31.4 تريليون دولار. لكن تهديد التخلف عن سداد ديون الولايات المتحدة كارثي محتمل باقياً في وقت تبدو فيه العديد من البنوك ضعيفة.
وعندما تواجه الأسواق مخاوف من هذا القبيل، فإنها غالبًا ما تشتري أصولًا أقل خطورة مثل السندات والذهب والدولار.
وقالت إيسثر ريتشلت، محللة العملات لدى كوميرزبنك إن: "القوة الأخيرة للدولار الأمريكي مدفوعة إلى حد كبير بزيادة الطلب على الملاذ الآمن في ضوء" المجهول غير المعروف ".
"ما مدى شدة نقاط الضعف في البنوك الإقليمية الأمريكية وماذا يمكن أن تكون تداعيات التصعيد في صراع سقف الديون الأمريكية؟"
وقد تساهم بعض الإشارات المقلقة بشأن النمو الاقتصادي العالمي أيضًا في شراء الملاذ الآمن. حيث أظهرت البيانات الصادرة من الصين هذا الأسبوع أن اقتصادها كان ضعيفًا في أبريل.
قد لا ينتهي الاحتياطي الفيدرالي
يشك ألفين تان، رئيس استراتيجية آسيا للعملات الأجنبية لدى أر بي سي كابيتال ماركتس، في حجة الملاذ الآمن.
وقال إنه إذا شعر المستثمرون بالقلق، فإن الأسهم ستنخفض. وفي الواقع، ظل مؤشر إس اند بي 500 ثابتًا منذ منتصف أبريل وارتفع بأكثر من 8٪ هذا العام.
وقال تان إن المخاوف من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لم ينه التضخم بعد هي جزء من القصة. كما أظهر استطلاع أجرته جامعة ميشيغان الأسبوع الماضي أن توقعات تضخم المستهلكين ارتفعت إلى أعلى مستوى لها في خمس سنوات بنسبة 3.2٪ في مايو، مما أدى إلى ارتفاع عائدات السندات والدولار.
كما يتوقع التجار حاليًا أن يخفض البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة بشكل حاد في وقت لاحق من هذا العام مع استمرار الركود، لكن تان متشكك.
وقال إنه: "نعتقد أن هناك فرصة لارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية". و"ما زلنا غير مقتنعين بالحجة القائلة بأن الدولار في تراجع مستمر من هنا".
الارتداد الطبيعي
بالنسبة للمحللين الآخرين، فإن ما يسمى بالعوامل التقنية تلعب دورها.
وضع المستثمرون رهانات كبيرة مقابل الدولار. حيث بلغ صافي الرهانات القصيرة لصناديق التحوط والمضاربين الآخرين 14.56 مليار دولار الأسبوع الماضي، وفقًا لبيانات من لجنة تداول السلع الآجلة، وهو أكبر مركز من نوعه منذ منتصف عام 2021.
وعلى عكس الحدس، يمكن أن يساعد هذا الوضع في دفع المسيرات. وإذا ارتفع الدولار بشكل طفيف، فقد يضطر بعض المتداولين إلى إغلاق مراكزهم القصيرة عن طريق شراء الدولار، مما يعزز قيمته.
وقال تشيستر نتونيفور، محلل العملات الأجنبية لدى شركة بي سي ايه ريسرش، "إن الدولار في ذروة بيع كبيرة للغاية".
و"هذا أحد المؤشرات الفنية. لكن المؤشر الفني البسيط هو أنه من غير المعتاد أن يكون لديك انخفاض في الاتجاه المستقيم للدولار."