Investing.com - يبدو أن ضعف الدولار لديه مجال للاتساع أكبر من ذلك بعد أن قال مجلس الاحتياطي الفيدرالي إن رفع أسعار الفائدة سيعتمد على البيانات، مما يعزز ثقة المتداولين في أن دورة التشديد الأمريكية على وشك الانتهاء.
انخفض مقياس بلومبرغ للعملة الأمريكية للجلسة الثالثة يوم الخميس، مما رفع خسائر هذا العام إلى أكثر من 3٪ بعد أن رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة وأكد أن خطوته التالية ستعتمد على البيانات الاقتصادية القادمة. وتراجع الدولار أمام سلة من 10 عملات في التعاملات الآسيوية، فيما قادت عملتا نيوزيلندا وأستراليا المكاسب، وفقًا لوكالة بلومبرغ.
اقرأ أيضًا: توقعات: الذهب يتجهز لارتفاعات قياسية.. وهذا ما يحد من صعود الأسعار!
تسببت رسائل الاحتياطي الفيدرالي في دفعة جديدة للمجموعة المتزايدة من المراهنين على انخفاض الدولار مثل "أليانس بيرنشتاين هولدينغ"، و"إم أند جي إنفستمنتس"، الذين يرون أن تباطؤ الاقتصاد الأميركي يخفض من رغبة الاحتياطي الفيدرالي في رفع الفائدة مستقبلاً، ويثبت صحة الحجة بأن الدولار سيتراجع.
عزز مديرو الأصول رهانهم على انخفاض الدولار إلى مستوى قياسي، بينما تحولت صناديق التحوط أيضاً إلى مراكز بيعية (مدينة) صافية للعملة الأميركية هذا الشهر، وفقاً لبيانات لجنة تداول السلع الآجلة.
اقرأ أيضًا: تحذير من انهيار قوي للأسواق العالمية.. الدولار في خطر!
بيع الدولار بكثرة
قال نويل ديكسون، خبير استراتيجيات الاقتصاد الكلي في "ستيت ستريت غلوبال ماركتس - State Street Global Markets": "نتوقع اتجاه عملائنا المؤسسيين إلى بيع الدولار بكثرة الفترة المقبلة".
انخفض مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري 0.3% اليوم الخميس. كما ارتفعت عملات الأسواق الناشئة في آسيا بقيادة البات التايلندي والرينغت الماليزي. وارتفع مقياس هذه العملات على المؤشر (إم إس سي آس) 3% تقريباً هذا العام، معوضاً خسارة 4% سجلها العام الماضي.
اقرأ أيضًا: المركزي التركي يفاجئ الأسواق بتوقعاته للتضخم.. ويتعهد بمواصلة التشديد النقدي
وفي الوقت نفسه، يرى الخبراء في "إتش إس بي سي (LON:HSBA) هولدينغ - HSBC"، بمن فيهم "داراغ ماهر"، أن العامل الحاسم بالنسبة لوضع العملة الأميركية هو ما إذا كان من الممكن أن يستمر التضخم في التباطؤ نحو هدف الاحتياطي الفيدرالي، دون حدوث ركود اقتصادي عميق.
وقال الخبراء: "إذا كانت البيانات الأميركية تدعم سيناريو الهبوط السلس هذا، وهو ما حدث في الغالب مؤخراً؛ فيمكن أن يستأنف الدولار حينها الهبوط. ومع ذلك؛ من المرجح أن يؤدي التضخم الأميركي المرتفع، أو التباطؤ الملحوظ في النشاط الاقتصادي، إلى ارتفاع الدولار من خلال ارتفاع معدلات الفائدة والعزوف عن المخاطرة".
وقال فيشنو فاراثان، رئيس قسم الاقتصاد والاستراتيجية في "Mizuho Bank Ltd" في سنغافورة، في وقت سابق: "هناك اعتقاد بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يمكنه رفع الفائدة أكثر من ذلك بكثير، خاصة عندما تقارن ذلك مع أوروبا، وهذا ينعكس في مقدار الرهانات الطويلة على الدولار".
وأضاف: "رغم اعتراف الأسواق بأن الفيدرالي ربما يرفع أسعار الفائدة أكثر قليلاً، إلا أن الاعتقاد بأن الدولار وصل لذروته منتشر بشكل كبير، وصناديق التحوط تراهن على مزيد من تراجع الدولار الأميركي من الآن فصاعدًا".