من ستيف شيرر
روما (رويترز) - أدلى الرئيس الايطالي جيورجيو نابوليتانو بشهادته لأكثر من ثلاث ساعات يوم الثلاثاء في ظهور لم يسبق له مثيل في محاكمة كبيرة تتهم الدولة باجراء محادثات سرية مع مافيا صقلية في التسعينات من القرن الماضي.
ويسعى الادعاء في باليرمو الى تسليط الضوء على فترة غامضة حين استهدفت العصابة الدولة باغتيالات وتفجيرات. واستجوب المدعون رئيسا حاليا للدولة في محاكمة مافيا للمرة الأولى في تاريخ البلاد.
وبين المدعى عليهم نيكولا مانسينو الذي كان وزيرا للداخلية في ذلك الوقت وهو متهم بالادلاء بشهادة كاذبة. وبينهم ايضا سلفاتور ريينا الذي كان في وقت ما اقوى زعيم للمافيا في ايطاليا.
ويواجه رينا وثمانية آخرون في القفص اتهامات بمحاولة ابتزاز الدولة. وينفون جميعا ارتكاب أي اخطاء.
ونابوليتانو البالغ من العمر 89 عاما ليس متهما بأي جريمة. واستدعي كشاهد قد تكون لديه معرفة مفيدة للمحاكمة لكن الجلسة قد تلطخ صورة رئيس قاد ايطاليا في فترة من الاضطراب السياسي والاقتصادي.
وقال بيان من مكتب الرئيس بعد الجلسة إن نابوليتانو رد على الاسئلة "بأقصى درجة من الشفافية والطمأنينة" وبدون الاستناد الى حقه الدستوري في لزوم الصمت.
وقال لوكا سيانفيروني المحامي عن زعيم المافيا ريينا المولود في كورليوني للصحفيين خارج قصر كويرينيل الرئاسي حيث جرت المحاكمة وراء ابواب مغلقة إن الرئيس "كان شاهدا على أحداث 1992-1993 لا أكثر من ذلك."
ويزعم المدعون أن سياسيين كبارا والشرطة أجروا في اطار سعيهم لوضع حد للعنف المتزايد محادثات مع زعماء العصابة بعد مقتل قاضي التحقيق المناهض للمافيا جيوفاني فالكوني وزوجته وثلاثة حراس في انفجار قنبلة زرعتها المافيا على طريق عام 1992 .
ويقول المدعون إن استعداد الدولة للدخول في محادثات بعد مقتل فالكوني شجع في الواقع على مزيد من التفجيرات ومنها واحد قتل باولو بورسلينو وهو قاضي تحقيق آخر مناهض للمافيا بعد ذلك بشهرين.
وفي وقت التفجيرات كان نابوليتانو رئيسا لمجلس النواب الايطالي. وقد اصبح رئيسا للبلاد في 2006 .
وسأل المدعون الرئيس عن خطاب أرسل اليه عام 2012 من مستشاره القانوني لوريس دامبروزيو الذي اشار الى "اتفاقات لا يمكن الحديث عنها" وأوحى بأن نابوليتانو كان على علم بالمحادثات.
وقالت نيكوليتا بيرجنتيلي وهي محامية دفاع إن "الرئيس لم يتحدث مطلقا صراحة عن مفاوضات" بين الدولة والمافيا وانه وصف الكلام عن أي اتفاقات لا يمكن الحديث عنها بأنه "ظنون بدون أي عناصر موضوعية لدليل".
ولم يسمح لوسائل الاعلام بتغطية اجراءات الجلسة مما أثار احتجاجات من الصحفيين الايطاليين. ولم يسمح للموجودين في الجلسة التي عقدت وراء ابواب مغلقة بتسجيلها.
وحث نابوليتانو في بيانه بعد الجلسة على كتابة نص الشهادة سريعا كي يمكن نشرها وهي خطوة تتفق مع دوره النشط كرئيس للدولة.
وحضر حوالي 40 شخصا بينهم مدعون وقضاة ومحامو دفاع الجلسة في قاعة واسعة في قصر كويرينيل في وسط روما.
(اعداد عماد عمر للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)