Investing.com - كشف الرئيس التنفيذي لمنظمة "ساوث سنتر" عن أنه من المتوقع أن تجعل قمة "بريكس" الخامسة عشرة المقرر عقدها هذا الشهر، نظام الحوكمة العالمي أكثر عدلا ضمن جهود موازنة هيمنة الدول الغربية.
وعلى الرغم من أنه ليس هناك تأكيدات على أن القمة التي تستضيفها جنوب أفريقيا في الـ 22 من أغسطس الجاري ستناقش إطلاق عملة موحدة لدول التكتل أم لا، إلا أنه من المؤكد أن تعزيز التعامل بين دول المجموعة بعملاتها المحلية سيكون بنداً مهماً على جدول الأعمال. فتجمع الدول الخمس الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، تجمع اقتصادي ربما أكثر منه سياسي.
و"بريكس" عبارة عن تكتل سياسي واقتصادي عالمي بارز يضم كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وهو يستقطب إلى جانب الجزائر اهتمام دول كثيرة في منطقة الشرق الأوسط مثل السعودية وإيران ومصر والإمارات، بهدف إحداث توازن مع الهيمنة الاقتصادية الغربية.
اقرأ أيضًا: بنك أمريكي يكشف عن مخاطر مرتفعة بالاقتصاد المصري.. ويغير نظرته المتفائلة
الحد من هيمنة الدولار
قال "كارلوس ماريا كوريا" الذي يرأس المنظمة الحكومية الدولية "ساوث سنتر" -التي تساعد البلدان النامية على تعزيز مصالحها المشتركة في الساحة الدولية ومقرها في جنيف- إن جدول أعمال قمة "بريكس"، تتصدرها الجهود المبذولة للحد من هيمنة الدولار الأمريكي وزيادة أعضاء الكتلة.
وأضاف "كوريا" خلال مقابلة مع وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا": "إحدى القضايا الرئيسية التي يجب على دول البريكس أن تنظر فيها هي الحوكمة العالمية".
وأضاف الخبير الاقتصادي، أن هناك حاجة لتغيير النظام الحالي، حيث وصفه بأنه نظام غير عادل وغير متماثل، وخص بالذكر حاجة هيكل النظام المالي إلى إصلاح كبير.
اقرأ أيضًا: "موديز" تكشف عن تفاصيل هامة بشأن مراجعة التصنيف الائتماني لمصر
وتابع: "من بين آمالي أن تنظر مجموعة البريكس في دمج دول أخرى، سيكون هذا مهمًا للغاية لأنه سيعطي حجمًا للمجموعة ويحسن البعد السياسي لبلدان البريكس بشكل كبير".
وأعرب عن رأيه في أن قمة البريكس -التي ستعقد في جنوب إفريقيا هذا الشهر، بحضور شخصي لأول مرة منذ فترة الوباء-، تلعب دورا هاما في موازنة القوى العالمية، حيث تبحث عن حلول تتماشى مع مصالح الدول النامية.
اقرأ أيضًا: {{news-2448994||الذهب سيخترق أعلى مستوياته على الإطلاق.. محللون يتوقعون بلوغه 2500 دولار} }
عملة بريكس.. بديل الدولار
أعلن ألكسندر باباكوف نائب رئيس مجلس الدوما الروسي في مارس الماضي في العاصمة الهندية نيودلهي أن بلاده تقود جهوداً دولية بالتعاون مع دول البريكس للتحضير لعملة جديدة تُستخدم للتجارة عبر الحدود.
ويقول المدير السابق لصندوق الاستثمار "فيديليتي فند" كريس غاليزيو: "سيسجل اليوم الذي استولت فيه الولايات المتحدة على أصول الاحتياطات الروسية في التاريخ على أنه يوم مماثل لما حدث عام 1944 (بريتون وودز) وما حدث عام 1971 حين ألغى ريتسارد نيسكون قاعدة الذهب".
وأضاف إنه "تحول في مسيرة العملة، إذ أظهر ذلك اليوم لكل بلد حول العالم أن احتياطاتها التي تحتفظ بها بالدولار الأميركي يمكن أن تصادر في أية لحظة بحسب رغبة الحكومة الأميركية".
بيد أن رغبة بعض البلدان في التحول عن الدولار الأميركي ليست بالشيء الجديد، إذ كانت فكرة استخدام العملات الوطنية تظهر بين وقت وآخر منذ ستينيات القرن العشرين، غير أن الجديد في هذه الآونة هو رغبة العديد من البلدان في الانضمام إلى تجمع البريكس، ما قد يشكل ضربة قاصمة للدولار الأميركي.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت في يوليو تموز الماضي عن أنيل سوكلال كبير دبلوماسيي جنوب إفريقيا والمسؤول عن العلاقات مع البريكس، قوله إن أكثر من 40 دولة أعربت عن اهتمامها بالانضمام إلى المجموعة.
قد يشمل هذا التوسع بلداناً مثل إندونيسيا وتركيا والمكسيك والأرجنتين وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وكوبا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجزر القمر والغابون وكازاخستان.
عملة ذهبية
من المحتمل ألا يتم الإعلان عن عملة جديدة لبريكس في المدى القريب، لكن الأحداث الجيوسياسية الأخيرة تجعل البديل المدعوم بالذهب للدولار الأمريكي أكثر جاذبية للكتلة، وفقًا للمحلل لوبو تيغري، محرر "The Independent Speculator".
على الرغم من التطور في أن العملة المشتركة المدعومة بالذهب خارج جدول الأعمال في الوقت الحالي، فإن تيغري يدعم الفكرة من الناحية المفاهيمية. وقال "أعتقد أن ما يمنح هذه الفكرة الكثير من القوة، هو أنها في الواقع منطقية وقابلة للتطبيق".
وفي الوقت نفسه،
فاجأ روبرت كيوساكي، مؤلف الكتاب الأكثر مبيعًا "الأب الغني والأب الفقير"، الجميع، الأسبوع الماضي، بتحذير شديد بدا كصوت الرعد في جميع أنحاء العالم المالي.
في إحدى حلقات برنامج "الأب الغني راديو شو"، حطم روبرت كيوساكي جدران الرتابة المعتادة عندما وصف الدولار الأمريكي بأنه سوف يتم "تحطيمه". سبب أطروحته؟ هو تجمع من الدول الاقتصادية العملاقة، وهي تلك البلدان الموحدة تحت اسم البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا)، الذين سيجتمعون في جوهانسبرج في منتصف أغسطس لبدء النقاش حول إنشاء عملة مشتركة جديدة.
وقال: "إن لحظة تغيير هائل ستخترق كتب التاريخ في 22 أغسطس 2023". ويقول كيوساكي إن دول البريكس سوف تعقد مؤتمرًا في جوهانسبرج في ذلك التاريخ، وهدفهم واضح وضوح السماء بعد العاصفة - إطلاق عملة جديدة مدعومة بالذهب في العالم.