Investing.com - خفضت السلطات المالية في الأرجنتين، أكبر مقترض من صندوق النقد الدولي، أمس الاثنين، قيمة العملة المحلية (بيزو) بحوالي 20%، وذلك على خلفية نتائج مفاجئة حققها السياسي اليميني المتطرف خافيير ميلي في اقتراع تمهيدي للانتخابات الرئاسية الأحد.
وفي غضون ذلك، قال مسؤول في البنك المركزي الأرجنتيني اليوم الاثنين، إن بلاده سترفع أيضاً سعر الفائدة الرئيسي إلى 118% من 97% حالياً.
اقرأ أيضًا: الدولار يتحرك على وقع قرار صيني مفاجئ.. ويهوى من قمة شهر
وأكد المصرف أن الخطوة ستتيح امتصاص "توقعات سعر الصرف وخفض التداعيات على الأسعار إلى الحد الأدنى".
وأظهرت أرقام المصرف المركزي الأرجنتيني تداول البيزو عند 365.50 للدولار، مقارنة مع 298.50 الجمعة.
ويعد هذا الانخفاض الأكبر لسعر الصرف الرسمي في يوم واحد منذ ديسمبر 2015.
تعاني الأرجنتين في الآونة الأخيرة من أزمة اقتصادية حادة، ومن المتوقع أن تدخل في كساد هذا العام مع تجاوز التضخم السنوي نسبة 115%.
اقرأ أيضًا: سباق محموم بين السعودية والإمارات في هذا المجال.. المنافسة تشتعل!
ودعم صندوق النقد الدولي البلاد بخطة إنقاذ قياسية بقيمة 44 مليار دولار في عهد الرئيس الأسبق موريسيو ماكري. لكن أعيد التفاوض على الاتفاق وإعادة تمويله في عهد الرئيس السابق ألبرتو فرنانديز.
في الأول من أغسطس الجاري، استحق على الأرجنتين سداد 454 مليون دولار للصندوق، كفائدة للقرض، لكن إجمالي المبلغ ارتفع إلى 775 مليوناً عند إضافة الرسوم الإضافية المرتبطة بحجم الدين الكبير.
الانتخابات الرئاسية
حقق ميلي الخارج عن النادي السياسي التقليدي، والذي سبق أن تعهّد دولرة الاقتصاد المتعثر للأرجنتين، نتائج أفضل من المتوقع في الاقتراع التمهيدي الأحد. واعتبرت وسائل إعلام محلية النتائج أشبه بـ "تسونامي سياسي".
وفي نظام انتخابي يعد فريدا من نوعه في المنطقة، صوّت الأرجنتينيون لاختيار مرشحهم المفضل بين 22 متنافسا على الانتخابات الرئاسية، في إجراء يتيح للأحزاب اختيار مرشحها الرئيسي ويسمح في الوقت عينه باختبار شعبيتهم.
وتقدم ميلي بنيله أكثر من 30% من الأصوات، بينما نالت مرشحة الائتلاف من يسار الوسط باتريسيا بولريخ نحو 28% من الأصوات، ووزير الاقتصاد سيرخيو ماسا نحو 26%.
ولا يسعى الرئيس ألبرتو فرنانديز لولاية جديدة في انتخابات تشرين الأول/أكتوبر، مع تراجع شعبيته بشكل حاد في خضم ارتفاع التضخم إلى 115% على أساس سنوي وزيادة معدلات الفقر إلى نحو 40% وتراجع البيزو.
وقد فرضت الحكومة التي تعاني من تراجع الاحتياطي الأجنبي، قيودا صارمة على العملة ورفعت ضريبة الاستيراد للحصول على مزيد من الدولارات.
وفي السوق السوداء، يتم تداول الدولار بنحو 680 بيزو للدولار الواحد.