Investing.com - كشف معهد التمويل الدولي "IIFC"، في مذكرة بحثية حديثة، أن الجنيه المصري مقوم حاليا بأعلى من قيمته الحقيقية بحوالي 10% مقارنة بـ "سعر الصرف الفعلي الحقيقي".
وكان المعهد ذاته قد ذكر في تقرير سابق، مطلع يوليو الماضي، أن عدم تنفيذ شروط صندوق النقد المتمثلة في تعويم الجنيه المصري بشكل كامل، بجانب تقليص دور الدولة في الاقتصاد، قد تسبب في جمود المفاوضات المتعلقة ببرنامج التمويل الذي تم الاتفاق عليه بين مصر وصندوق النقد الدولي في ديسمبر من العام الماضي.
وخفضت مصر قيمة الجنيه حوالي 50 بالمئة منذ فبراير 2022 بعدما أدت الحرب الأوكرانية إلى تخارج المستثمرين الأجانب من سوق أدوات الخزانة المصرية ونقص حاد في العملة الأجنبية.
ووعدت مصر بالسماح للعرض والطلب بتحديد سعر العملة في إطار حزمة إنقاذ حجمها ثلاثة مليارات دولار وقعتها مع صندوق النقد الدولي في ديسمبر.
وظل سعر الصرف الرسمي ثابتا عند حوالي 30.90 جنيه للدولار لأكثر من ثلاثة أشهر بينما تراجعت العملة المصرية في السوق السوداء إلى حوالي 38 إلى 40 جنيها للدولار خلال الساعات القليلة الماضية.
اقرأ أيضًا: مصر تعتزم بيع حصة جديدة في إحدى أكبر الشركات المملوكة للدولة
الحل يكمن في التعويم الكامل للجنيه
أرجع المعهد مبالغته في تقدير العملة إلى ارتفاع التضخم في السوق المحلية إلى مستويات قياسية وانخفاض التضخم بين الشركاء التجاريين، وثبات سعر الصرف، والذي يقول محللو المعهد، إنه قد يتسع إلى 20% بحلول نهاية عام 2024.
منذ بداية العام الحالي، استقر سعر صرف الدولار عند مستوى 30.96 جنيها في التعاملات الرسمية منذ آخر خفض أعلنه البنك المركزي المصري في يناير/كانون ثاني الماضي والذي جاء بعد سلسلة من تخفيضات سعر العملة التي أدت إلى خسارة الجنيه ما يقرب من نصف سعره مقابل الدولار. وفي الوقت نفسه، يبلغ يزيد سعر الصرف بالسوق الموازية حاليا بنحو 30% عن السعر الرسمي.
وأشار معهد التمويل الدولي، إلى أن الحل يتمثل في التعويم الكامل للجنيه. مضيفا: "البيانات تعزز الحجة لصالح تحرير سعر الصرف، وهو تحول في السياسة من شأنه، إذا صاحبه سياسات أكثر صرامة، أن يساعد في تقريب مصر خطوة نحو استقرار الاقتصاد الكلي".
فيما يتوقع العديد من الخبراء والبنوك والمؤسسات الدولية تخفيضا جديدا في سعر الجنيه بالتزامن مع المراجعة المتوقعة من قبل صندوق النقد الدولي لبرنامج قرض مصر البالغة قيمته 3 مليارات دولار، والذي وافقت الحكومة بموجبه على التحول إلى سعر صرف مرن.
اقرأ أيضًا: محلل يلمح إلى وجود تلاعب بالبيانات في أمريكا.. ويتوقع ارتفاع تاريخي للذهب
اقرأ أيضًا: ثروة إيلون ماسك تزداد بـ 18 مليار دولار في يوم واحد فقط.. فما السر؟
تخفيض العملة يقلل من الضغوطات
وكشف المعهد، أن تخفيضات سعر الجنيه لمرة واحدة بدءا من عام 2016 ساعدت في تخفيف الضغط على العملة على المدى القصير، مما جعل السعر الرسمي يتماشى مع السعر الحقيقي. ومع ذلك، فإن "الاختناقات في الاقتصاد وضعف انتقال السياسة النقدية والإقراض المدعوم والسياسات المالية التوسعية" سرعان ما تؤدي إلى ظهور ضغوط تؤدي إلى ارتفاع السعر الحقيقي، مما يولد الحاجة إلى تخفيض آخر لقيمة العملة و"بدء الدورة من جديد".
أوضح المعهد أيضًا أنه حتى في غياب إصلاحات السياسات الأخرى، فإن الانتقال إلى التعويم الكامل "من شأنه أن يسمح لسعر الصرف الحقيقي بالهبوط بالقرب من مستوى قيمته العادلة، مما يصب في صالح قطاع التصدير وخفض عجز الحساب الجاري والمساعدة في جلب رأس المال وتقريب مصر خطوة نحو استقرار الاقتصاد الكلي".
ومن المتوقع أن يبدأ صندوق النقد الدولي الجمعة المقبلة، مراجعته لبرنامج قرض الـ 3 مليارات دولار لمصر. لكن احتمالات وصول بعثة صندوق النقد إلى القاهرة هذا الأسبوع تبدو ضئيلة. وكان من المقرر إجراء المراجعة الأولى لبرنامج القرض منتصف مارس/آذار الماضي قبل أن تتأجل بسبب عدم تحقق بعض الشروط الرئيسية في اتفاقية القرض.
كيف تجهز نفسك للتداول وتحقيق الأرباح؟
يقدم لكم انفستنج السعودية ويبينار مجاني يوضح لكم فيه المحلل عمر الصياح كل ما عليكم القيام للتجهز للتداول بشكل صحيح وآمن.
يأخذ الويبينار مكانه يوم الخميس في تمام السابعة بتوقيت الرياض.
كل ما عليكم هو الاشتراك: اضغط هُنا