FXNEWSTODAY - بعد فترة من الأداء المتواضع استمرت لعدة أسابيع قليلة، عاد الدولار الأمريكي إلى الصدارة مرة أخرى، حيث تصدر قائمة العملات العالمية الرابحة الأسبوع الماضي، وتفوق على جميع العملات الرئيسية والثانوية.
والسبب الرئيسي وراء عودة الدولار الأمريكي بقوة يعود إلى بيانات التضخم الساخنة فى الولايات المتحدة، حيث أظهرت هذه البيانات أن الضغوط التضخمية لا تزال راسخة على صانعي السياسات النقدية فى مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
عززت هذه البيانات فرضية استمرار أسعار الفائدة الأمريكية "مرتفعة" لأطول فترة ممكنة هذا العام، وقلصت من فرص خفض الفائدة فى اجتماع يونيو، مما أدي إلى قفزة كبيرة فى العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات.
وبالعودة إلى قائمة العملات الرابحة، فقد تذيل الدولار النيوزيلندي تلك القائمة بسبب عزوف المستثمرين عن المخاطرة، بالإضافة إلى نشاط احتمالات خفض أسعار الفائدة النيوزيلندية فى النصف الأخير من هذا العام.
وقبل استكمال الأسباب التي دعمت الدولار الأمريكي وضغطت بشدة على الدولار النيوزيلندي، نتعرف أولاً على أداء العملات الثمانية الكبرى فى سوق صرف العملات الأجنبية على مدار الأسبوع المنقضي.
حقق الدولار الأمريكي ارتفاعًا بمستوي 9 نقطة على مؤشر " أف اكس نيوز تودي " الأسبوعي لقياس قوة العملات، ثم اليورو فى المركزي الثاني بمستوي 5 نقطة، ثم الدولار الكندي فى المركزي الثالث بمستوي 4 نقطة، وأحتل الدولار النيوزيلندي المركز الأخير بمستوي سالب 8 نقطة.
الدولار الأمريكي والنيوزلندي والين الياباني
وبالنظر إلى تفاصيل أداء الدولار الأمريكي الأسبوع الماضي أمام السبع عملات الكبرى، نجده قد اكتسح الدولار النيوزيلندي وحقق ارتفاع بنسبة 1.5%، وسجل يوم الجمعة 15 مارس أعلى مستوى فى أسبوع 60.81 سنتًا.
وصعد بنسبة 1.3% مقابل الين الياباني وسجل الجمعة أعلى مستوى فى أسبوع عند 149.16 ينات، وزاد بنسبة 1.0% مقابل الدولار الأسترالي و سجل أعلى مستوى فى أسبوع عند 65.52 سنتًا.
وأضاف نسبة 0.95% مقابل الجنيه الإسترليني وسجل يوم الجمعة 15 مارس أعلى مستوى فى أسبوع 1.2725 دولارًا، وارتفع بنسبة 0.75% مقابل الفرنك السويسري وسجل أعلى مستوى فى أسبوع عند 0.8853.
وزاد بنسبة 0.5% مقابل الدولار الكندي وسجل الجمعة أعلى مستوى فى أسبوع عند 1.3552 دولارًا، وصعد بنسبة 0.45% مقابل اليورو وسجل أعلى مستوى فى أسبوع عند 1.0899.
التضخم الساخن فى الولايات المتحدة
أظهرت بيانات الأسبوع الماضي فى واشنطن، ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين الإجمالي بنسبة 3.2% سنويًا فى فبراير، أعلى من توقعات السوق ارتفاع بنسبة 3.1%، وسجل المؤشر ارتفاع بنسبة 3.1% فى يناير.
وسجل مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي ارتفاع بنسبة 3.8% سنويًا فى فبراير، أعلى من توقعات السوق ارتفاع بنسبة 3.7%، وسجل المؤشر ارتفاع بنسبة 3.9% فى يناير.
وأظهرت بيانات أيضًا، ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين الإجمالي بنسبة 1.6% سنويًا فى فبراير، أعلى من توقعات السوق ارتفاع بنسبة 1.1%، وسجل المؤشر ارتفاع بنسبة 1.0% فى يناير.
وسجل مؤشر أسعار المنتجين الأساسي ارتفاع بنسبة 2.0% سنويًا فى فبراير، أعلى من توقعات السوق ارتفاع بنسبة 1.9%، وسجل المؤشر ارتفاع بنسبة 2.0% فى يناير.
الفائدة الأمريكية
عقب بيانات التضخم أعلاه، تراجع تسعير العقود الآجلة لاحتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية فى مارس بنحو 25 من 3% إلى 1%، واحتمالات الخفض فى مايو من 20% إلى 12% ثم إلى 7%، واحتمالات الخفض فى يونيو من 72% إلى 67% ثم إلى 60 %.
ويسعر المتداولون حاليًا (3) تخفيضات فى أسعار الفائدة الفيدرالية بحوالي 75 نقطة أساس لعام 2024، بانخفاض عن (4) تخفيضات محتملة بحوالي 100 نقطة أساس مطلع هذا الأسبوع، وفقًا لتطبيق احتمالية أسعار الفائدة التابع لشركة ل-إس-إي-جي.
عائد السندات الأمريكية
ارتفع عائد السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات الأسبوع الماضي بأكثر من 5.5 نقطة مئوية، بأكبر مكسب أسبوعي فى 2024، تحديدًا منذ أكتوبر 2023، وسجل أعلى مستوى فى أسبوعين 4.32%، الأمر الذي عزز بقوة من فرص الاستثمار فى الدولار الأمريكي.
جاء هذا التطور فى سوق سندات الولايات المتحدة، بسبب بيانات التضخم الراسخ فى البلاد، و التي تظهر أن معركة الاحتياطي الفيدرالي لم تنتهي مع الأسعار المرتفعة والظروف المشددة.
الدولار النيوزيلندي
توضح الصورة أعلاه الأداء السلبي للدولار النيوزيلندي الأسبوع الماضي أمام العملات السبع الكبرى فى سوق صرف العملات الأجنبية، وذلك بسبب العزوف عن المخاطرة فى ظل الصعود الواسع فى العائدات الأمريكية وهبوط الأسهم فى وول ستريت.
أسواق الصرف الأجنبي حساسة للغاية لتوقعات أسعار الفائدة. تنخفض العملات عندما ترفع الأسواق توقعاتها بتخفيض أسعار الفائدة وترتفع عندما يحدث العكس.
وفي هذا الصدد، فإن أي نشاط في توقعات السوق الحالية بشأن تخفيضات أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي النيوزيلندي يضغط بشدة على سعر صرف الدولار النيوزيلندي.