إشتوريل (البرتغال)، 29 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): استحوذت الأزمة السياسية التي تشهدها هندوراس منذ يونيو/حزيران الماضي على فعاليات اليوم الأول من قمة رؤساء دول وحكومات إيبروأمريكا السنوية التاسعة عشرة التي تمتد فعالياتها حتى الثلاثاء في منطقة إشتوريل بالبرتغال.
وكانت أزمة هندوراس محور الاجتماع الوزاري الخاص الذي عقد قبل القمة بمشاركة وزراء خارجية دول أمريكا اللاتينية والكاريبي فضلا عن إسبانيا والبرتغال وأندورا، وشاركت بها أيضا باتريشيا روداس، وزيرة خارجية حكومة الرئيس المخلوع مانويل ثيلايا، ممثلة عن بلادها.
وقالت ردواس في تصريحات صحفية أنه "بات من المتعذر الآن على دول إيبروأمريكا الاعتراف بالانتخابات المزمع عقدها في البلاد، واصفة إياها بـ"غير القانونية"، مشيرة إلى أن هذا الرأي يتوافق أيضا مع موقف المجتمع الدولي من هذه الانتخابات ونتائجها أيضا.
وكررت روداس أن الرئيس المخلوع مانويل ثيلايا يأمل أن تعرب القمة عن موقف صريح وواضح من هذه المسألة في إطار دعم وتأييد الديمقراطية في هندوراس.
وأشارت مصادر مقربة من القمة لوكالة (إفي) أن هناك ضغوطا كبيرة تمارس على دول إيبروأمريكا من أجل إصدار بيان خاص بالوضع في هندوراس وموقف القمة منها، وخاصة أن كثيرا من دول المنطقة تعتبرها غير شرعية، بعد أن تمت الدعوة إليها قبل عودة ثيلايا للسلطة.
وتقود هذه الضغوط دول مثل فنزويلا وكوبا وبوليفيا والإكوادور ونيكاراجوا، وهي المجموعة التي تعرف باسم دول البديل البوليفاري ألبا.
واعتبر المحللون من الصعوبة بمكان إصدار بيان بالإجماع بشأن انتخابات هندوراس، حيث أن دولا أخرى من المنطقة تعتبرها شرعية وتميل إلى الاعتراف بها وبنتائجها.
وفي هذا السياق أعرب وزير خارجية بنما خوان كارلوس باليرا اليوم عن تفاؤله بإجراء العملية الانتخابية في هندوراس، وبقرب عودة السلام للبلد المجاور على أثرها، معتبر أن الانتخابات ستوفر سبيلا للخروج من نفق الأزمة السياسية التي تقترب من شهرها السادس.
واعترف باليرا بحالة الانقسام التي تشهدها القمة حيال أزمة هندوراس، وخاصة فيما يتعلق بالانتخابات ونتائجها، إلا أنه أكد احترام بلاده لمواقف الدول الأخرى.
من جانبه أعرب أمين عام منظمة الدول الأمريكية خوسيه ميجل انسولثا الذي يشارك أيضا في قمة اشتوريل، عن أمله في "أن تجرى الانتخابات التي بدأت اليوم في جو من الهدوء" مشيرا إلى أن المنظمة سوف تعقد اجتماعا في الرابع من ديسمبر/ كانون أول المقبل لتقييم الموقف.
ومن المقرر أن يجتمع البرلمان الهندوري في 2 من الشهر المقبل، ليقرر عودة ثيلايا للسلطة من عدمه، وهو الموقف الذي وصفه ثيلايا بـ"الهمجية الحقيقية".
ونجحت العملية الانتخابية التي تجري في هندوراس وتداعيات الأزمة السياسية في هذا البلد اللاتيني الصغير الذي اندلعت منه في ستينييات القرن الماضي شرارة الانقلابات التي حولت أمريكا اللاتينية لمعقلا للديكتاتوريات العسكرية في العالم الثالث، والتي استمرت حتى أواخر الثمانينيات بسقوط بينوشيه ديكتاتور تشيلي السابق، في أن تصبح المحور الرئيسي لفعاليات أول أيام القمة.
وترفع القمة التاسعة عشرة شعار "الابتكار والمعرفة" للمساهمة بالتكنولوجيا الحديثة في النظم الانتاجية في دول أيبروأمريكا، وكان منسقو ومسئولو التعاون بالدول المشاركة قد أنهوا صباح اليوم الوثائق التي بحثها وزراء الخاجية ظهر اليوم قبل ان يتم تقديمها الى رؤساء الدول والحكومات للمصادقة عليها على مدار الأيام المقبلة.
وتوافد غالبية حكام أمريكا اللاتينية على مدار اليوم الى البرتغال، التي وصلها حتى الآن الرئيس الإكوادوري رفائيل كوريا الذي وصل السبت، والرئيسة التشيلية ميشيل باشلية والبنمي ريكاردو مارتينيلي والكولومبي آلبارو أوريبي، والأرجنتينية كريستينا فرناندث والبرازيلي لولا.
وقد تأكد غياب عدد كبير من الرؤساء عن القمة، يبرز من بينهم الفنزويلي هوجو شافيز والبوليفي ايفو موراليس والكوبي راؤول كاسترو والجواتيمالي ألبارو كولوم.
ومن المقرر أن تناقش القمة أيضا عدد من القضايا الإقليمية الأخرى وعلى رأسها النزاع الفنزويلي الكولومبي بسبب القواعد الأمريكية في كولومبيا، بالإضافة إلى النزاع القائم بين بيرو وتشيلي بسبب اتهامات التجسس العسكري بين الجانبين. (إفي)