Arabictrader.com - تنتظر الأسواق المالية صدور بيانات سوق العمل الأمريكية والتي من المنتظر أن يكون لها تأثير قوي بتحركات الدولار الأمريكي أمام باقي العملات الأخرى، وكذلك على أسواق السلع، وخاصة وأنها قد تعطي دلالة على قرارات الفيدرالي المقبلة.
وفيما يلي نظرة على البيانات المرتقبة غدا وكيفية تأثيرها على الأسواق:
أولا: نظرة على بيانات سوق العمل الأمريكي خلال يونيو الماضي:
كشفت البيانات الصادرة، عن تباين بيانات سوق العمل الأمريكي خلال يونيو الماضي، حيث أضاف الاقتصاد الأمريكي حوالي 206 ألف وظيفة، وهو ما جاء أعلى بكثير من توقعات الأسواق التي أشارت لإضافة الاقتصاد الأمريكي نحو 191 ألف وظيفة. بينما على الجانب الاَخر، ارتفع معدل البطالة الأمريكية إلى مستوى 4.1% خلال شهر أبريل، وهو أسوء من توقعات الأسواق التي أشارت لاستقرار البطالة الأمريكية عند مستوى 4.0% كما حدث في مايو الماضي. وفي الوقت ذاته، ارتفع متوسط الأجور بالساعة بنسبة 0.3% على أساس شهري خلال يونيو الماضي.
وهذه البيانات كان لها تأثير واضح على تحركات الدولار أمام العملات الأخرى، وخاصة وأن هذه البيانات عززت توقعات الأسواق بأن الفيدرالي اقترب من خفض الفائدة هذا العام.
ثانيا: أبرز الدلائل على بيانات سوق العمل الأمريكي:
في الفترة الماضية، صدرت الكثير من البيانات الاقتصادية والتي تعطي مؤشرا سلبيا إلى حد ما بشأن أداء بيانات سوق العمل الأمريكي المرتقبة، وفيما يلي أهم تلك المؤشرات:
بيانات التوظيف في القطاع الخاص الأمريكي: أظهرت البيانات الصادرة عن مؤسسة ADP في الولايات المتحدة، أن بيانات التوظيف بالقطاع الخاص الأمريكي غير الزراعي قد جاءت سلبية خلال شهر يوليو الماضي، فوفقا للبيانات الصادرة فقد ارتفع حجم التوظيف بالقطاع الخاص بواقع 122 ألف وظيفة، وهو ما جاء أقل من توقعات الأسواق التي رجحت إضافة القطاع الخاص غير الزراعي لحوالي 150 ألف وظيفة.
مؤشر إعانات البطالة الأمريكية: أظهر المؤشر سلبية واضحة خلال الأسابيع الماضية، حيث كشفت البيانات الصادرة عن مكتب إحصاء العمالة الأمريكية على مدار الأربع أسابيع الماضية، عن استقرار معظم طلبات الإعانة الأمريكية قرب مستوى 230 ألف طلب، وهذا يعني ارتفاع طلبات الإعانة الأمريكية.
بيانات الوظائف الشاغرة: أصدر مكتب العمل الأمريكي، بيانات الوظائف الشاغرة ومعدل دوران العمل لشهر يونيو الماضي، والتي جاءت أفضل بكثير من توقعات الأسواق، فوفقا للبيانات، ارتفعت الوظائف الشاغرة ومعدل دوران العمل إلى 8.18 مليون وظيفة بنهاية شهر يونيو الماضي، وهو ما جاء أعلى من التوقعات التي رجحت تسجيها نحو 8.03 مليون وظيفة، علما بأن القراءة السابقة لشهر مايو الماضي قد سجلت 8.23 مليون وظيفة.
وهذه البيانات الأمريكية تظهر ضعف سوق العمل الأمريكي خلال الفترة الماضية، حيث ارتفعت طلبات إعانات البطالة ولو بشكل طفيف. كذلك، لم يضيف القطاع الخاص الأمريكي وظائف قوية خلال الشهر الماضي، وهو ما قد يكون مؤشرا على ضعف بيانات التوظيف المقبلة.
ثالثا: ما هي توقعات الأسواق لبيانات سوق العمل الأمريكي؟
تشير التوقعات إلى أن استمرار الفائدة الأمريكية المرتفعة قد يكون لها تأثير سلبي على أداء سوق العمل الأمريكي بالفترة الماضية، حيث من المتوقع أن يضيف الاقتصاد الأمريكي حوالي 175 ألف وظيفة. كما تشير التوقعات إلى نمو الأجور بنسبة 0.3% على أساس شهري خلال نفس الفترة. وكذلك، قد تستقر البطالة الأمريكية عند مستوى 4.1% خلال نفس الفترة.
رابعا: السيناريوهات المتوقعة لبيانات سوق العمل الأمريكي وتأثيرها بتحركات الدولار:
السيناريو الأول يتمثل في إيجابية بيانات سوق العمل الأمريكي بأن تأتي بأفضل من التوقعات بشكل كبير، حيث يضيف الاقتصاد وظائف بأكبر من 175 ألف وتنخفض البطالة دون مستوى 4.1%، وتواصل الأجور النمو بوتيرة قوية، وهذا السيناريو قد يقدم دعما لمؤشر الدولار نحو مستوى 105 نقطة أو ربما أكثر من ذلك، لأن مثل هذا السيناريو قد يؤثر على توقعات خفض الفائدة الأمريكية في سبتمبر المقبل، وهذا السيناريو الإيجابي للدولار قد يكون له تأثير سلبي على الذهب والأسهم الأمريكية والعملات الرقمية.
بينما السيناريو الثاني يتمثل في سلبية بيانات سوق العمل الأمريكي بأن يضيف الاقتصاد وظائف بأقل من 175 ألف وظيفة، وأن ترتفع البطالة أعلى مستوى 4.1%، وعلى هذا النحو، فقد يتراجع مؤشر الدولار نحو مستوى 104 نقطة أو أدنى من ذلك، لأن هذا السيناريو سيعزز توقعات الأسواق بأن الفيدرالي اقترب من خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل، وهذا السيناريو السلبي لمؤشر الدولار قد ينعكس إيجابيا على الذهب وسوق الأسهم الأمريكية والعملات الرقمية وخاصة البيتكوين.