Investing.com - من المقرر أن تستضيف مدينة قازان، عاصمة جمهورية تتارستان، قمة مجموعة دول بريكس في 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري. حيث تستمر القمة لمدة يومين، ويشارك فيها ممثلون من الدول الأعضاء والدول الراغبة في التعاون مع المجموعة.
يأتي ذلك وسط سعي دول المجموعة إلى تحدي هيمنة الدولار الأمريكي على المعاملات الدولية وإنشاء نظام بديل بين دول المجموعة لينمو مع الوقت ويحل محل الدولار عالميًا أو ينافسه.
حضور دولي واسع
أفاد سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، بأن روسيا وجهت دعوات لحضور القمة إلى 38 دولة. وأكد أن ممثلين عن 32 دولة سيحضرون، بما في ذلك 24 دولة ستشارك على مستوى القادة. تشمل المشاركة دولًا من الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ورابطة الدول المستقلة، بالإضافة إلى رؤساء منظمات إقليمية وهيئات تنفيذية.
في الأول من يناير/كانون الثاني من العام الجاري، تولت روسيا رئاسة مجموعة بريكس. ووافق الرئيس فلاديمير بوتين في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 على مفهوم الرئاسة الروسية، والذي تضمن أولويات العمل للعام المقبل. تولى يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، قيادة اللجنة التنظيمية للتحضير لضمان رئاسة روسيا للمجموعة.
تعتبر روسيا الطرف الأكثر نشاطًا داخل مجموعة بريكس، حيث ينظر إليها على أنها رمز للتحول نحو عالم متعدد الأقطاب وأكثر عدالة، وفقًا لما ذكره الرئيس بوتين في مقال نشر عشية الانتخابات الرئاسية عام 2012.
اقتراحات روسيا لتطوير أنظمة الدفع عبر الحدود
قدمت روسيا اقتراحات لإجراء تعديلات على أنظمة الدفع بين دول مجموعة بريكس بهدف تجاوز الهيمنة الأميركية والأوروبية على النظام المالي العالمي. تشمل هذه التعديلات تطوير شبكة من البنوك التجارية لإجراء المعاملات بالعملات المحلية، وإنشاء روابط مباشرة بين البنوك المركزية.
تسعى روسيا من خلال النظام الجديد إلى حماية المشاركين فيه من الضغوط الخارجية مثل العقوبات. وقد جاء هذا وفق تقرير مشترك أعدته وزارة المالية الروسية، وبنك روسيا، وشركة استشارات ياكوف وشركاه. يشمل النظام أيضًا إنشاء مراكز تجارية للسلع الأساسية مثل النفط والغاز الطبيعي والحبوب والذهب.
تأتي هذه المبادرات في إطار جهود روسيا لتقليل اعتمادها على الدولار بعد العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها عقب غزو أوكرانيا في فبراير/شباط 2022. شملت العقوبات تجميد الأصول الروسية وطرد البنوك الروسية الكبرى من نظام الرسائل المالية "سويفت".
تقنية دفتر الأستاذ الموزع (DLT)
كشفت وكالة بلومبيرغ أن من بين المقترحات، دفعت روسيا لاستخدام تقنية "دفتر الأستاذ الموزع" (DLT) أو منصة متعددة الجنسيات جديدة لإجراء التسويات باستخدام الرموز الرقمية.
وذكر التقرير أن "الميزة الرئيسية لنموذج التسوية المقترح هي القضاء على المخاطر الائتمانية" المرتبطة بالنظام البنكي التقليدي.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن استخدام "تقنية دفتر الأستاذ الموزع" قد يقلل من أوقات المعالجة والتكاليف، لأن الكيانات الوسيطة وعمليات التحقق من الامتثال ستصبح غير ضرورية.
وأكد معدو التقرير أن الدول المشاركة في البريكس يمكن أن توفر ما يصل إلى 15 مليار دولار سنويا إذا تم استخدام هذه التقنية في نصف جميع التحويلات عبر الحدود.
ورغم أن روسيا تواجه تحديات نتيجة للعقوبات الدولية، فإن دول البريكس الأخرى التي لا تواجه نفس التعقيدات ما زالت تُعطي الأولوية للوصول إلى النظام المالي القائم على الدولار. ووفقا لمؤسسة بروكينغز، يمثل الدولار 58% من المدفوعات الدولية.