Investing.com – تراجعت مؤشرات البورصات الاوروبية الرئيسية اليوم الخميس، وذلك مع إستمرار إنخفاض أسعار النفط مما أثقل كاهل أسهم الشركات بسبب النظرة غير متفائلة لنسب النمو في الإقتصادات الأكبر في العالم والإقتصاد العالمي ككل.
فخلال تداولات الفترة الصباحية لليوم، تراجع كل من مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 0.78٪، ومؤشر داكس 30 الألماني بنسبة 0.48٪، بينما إنخفض مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.29٪.
وخلال صباح اليوم بالتوقيت الأوروبي، تداولت العقود الآجلة للنفط الخام تسليم كانون الثاني/يناير عند 37.50 دولار للبرميل، لتبقى على مقربة من ادنى أسعارها في 7 سنوات والذي كانت قد سجلته يوم الثلاثاء عند مستوى 36.64 دولار للبرميل.
وكانت الأسهم الأوروبية قد بدأت تعافيها يوم الجمعة عندما أكد رئيس البنك المركزي الأوروبي (ماريو دراجي) من جديد بأن البنك مستعد لإتخاذ كل الإجرائات اللازمة لإنعاش الإقتصاد في منطقة اليورو.
وكان البنك المركزي الأوروبي قد إتخذ سلسلة من القرارات الهامة التي تهدف إلى تحسين نسبة التضخم، حيث أعلن البنك عن تخفيض نسبة الفاائدة على ودائع ا لبنوك التجارية لديه، لكنه فضل تمديد الفترة الزمنية لبرنامج التسهيل الكمي، بدلاً من زيادة حجم البرنامج النقدي، وهو ما رأت فيه الأسواق نوعاً من الخيبة.
فمع إختتام إجتماعه الذي عقد يوم أمس وسلطت عليه جميع الأضواء، قرر مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي تخفيض معدل الفائدة على ودائع البنوك التجارية من سالب 0.2٪ إلى سالب 0.3٪، مما خيب آمال الأسواق التي كانت تتوقع خفضاً أكثر عدوانية إلى مستوى سالب 0.40٪.
ولكن البنك ترك معدل الفائدة الرئيسي دون تغيير عند مستوى 0.5٪، وذلك كما كان متوقعاً على نطاق واسع، كما ترك معدل الإقتراض على الهامش، ومعدل إقتراض البنوك التجارية من المركزي الأوروبي دون تغيير كذلك عند مستوى 0.30٪.
كما أعلن رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي كذلك عن تمديد البنك لبرنامج شراء السندات الذي كان من المقرر أن ينتهي في أيلول/سبتمبر 2016 إلى آذار/مارس 2017، كما قال أنه من الممكن تمديد البرنامج لأبعد من ذلك إذا لزم الأمر.
كما وسع البنك المركزي الأوروبي نطاق الأصول التي يستكيع شرائها عبر برنامج التسهيل الكمي لتشمل الديون الحكومية الإقليمية والمحلية، وقال دراجي أن البنك سيقوم بإعادة استثمار العائدات التي تتحقق من االتسهيل الكمي بعد إستحقاق السندات.
كذلك أقر البنك الإبقاء على حجم برنامج التسهيل الكمي دون تغيير عند 60 بليون يورو، وهو ما خيب آمال الأسواق التي كانت تمني النفس بأن يرفع البنك من حجم البرنامج لتسريع تأثيره على الإنتعاش الإقتصادي في منطقة اليورو.
وأكد دراجي أن البنك المركزي الأوروبي لا يزال في جعبته مجموعة واسعة من الخيارات المتاحة.
وقال رئيس البنك المركزي الأوروبي: "لدينا قائمة من الخيارات. من حسن الحظ ان تكون السياسة النقدية لديها العديد من الأدوات". كما قال أنه من الممكن دائماً أن يعيد البنك ضبط الأفق الزمني لبرنامج شراء الأصول، أو الحجم النقدي له، أو حتى تصميمه.
هذا وإرتفعت أسهم القطاع المالي، مع تقدم أسهم العملاق الفرنسي سوسيتيه جنيرال (بورصة باريس:SOGN) بنسبة 0.02٪، وأسهم مواطنه بي ان بي باريبا (بورصة باريس:BNPP) بنسبة 0.54٪، وأسهم العملاق الألماني كومرتس بانك (بورصة فرانكفورت:CBKG) بنسبة 0.43٪ وأسهم مواطنه دويتشة بانك (بورصة فرانكفورت:DBKGn) بنسبة 0.46٪.
كما شاركت أسهم البنوك في الدول الطرفية في المكاسب، مع تقدم أسعار أسهم البنوك الإيطالية انتيسا سان باولو (بورصة ميلان:ISP) بنسبة 0.39٪، وأونيكرديت (بورصة ميلان:CRDI) بنسبة 0.41٪، وأسهم البنوك الإسبانية كذلك، مع إرتفاع أسهم بي بي في اي (بورصة مدريد:BBVA) بنسبة 0.50٪، وبانكو سانتاندير (بورصة مدريد:SAN) بنسبة 0.51٪.
وفي مكان أخر، تراجعت أسهم إنديتيكس بنسبة 1.03٪ على الرغم من أن الشركة قد اعلنت أنها قد حققت إرتفاعاً بنسبة 20٪ في صافي الأرباح في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام مقارنة بذات الفترة من العام الماضي.
وفي لندن تراجع مؤشر فوتسي 100 بنسبة بلغت 0.21٪، متأثراُ بسقوط أسهم سبورت دايركت التي سقط سهمها بنسبة كبيرة بلغت 6.84٪ على الرغم من أن الشركة قد اعلنت أنها قد حققت إرتفاعاً بنسبة 7.6٪ في صافي الأرباح في الأشهر الستة الأولى من هذا العام مقارنة بذات الفترة من العام الماضي.
أما في قطاع التعدين، فلقد إرتفعت جميع أسهم الشركات الرئيسية بنسب متفاوته، مع تقدم أسهم كل من ريو تنتو بنسبة 1.37٪، وفرينسليو بنسبة 1.13٪، بينما سجلت أسهم أنجلو أميريكان إرتفاعاً بنسبة 2.24٪ بعد أن أعلنت الشركة عن تخفيض الوظائف بهدف خفض التكاليف.
أما الإرتفاع الأكبر فلقد ان من نصيب جلينكور التي حلق سهمها بمكاسب ضخمة بلغت 8.09٪، بعد أن أعلنت الشركة أنها ستقوم بالمزيد من خفض النفقات الرأسمالية وتستهدف خفض ديونها إلى مستوى أقل مما أعلنت سابقاً.
كما تراجعت جميع الأسهم الرئيسية في قطاع البنوك، مع إنخفاض أسعار أسهم كل من باركليز (بورصة لندن:BARC) بنسبة 0.69٪، ومجموعة إتش إس بي سي القابضة (بورصة لندن:HSBA) بنسبة 0.03٪، ومجموعة لويدز المصرفية (بورصة لندن:LLOY) بنسبة 0.16٪، ورويال بانك اوف سكوتلاند (بورصة لندن:RBS) بنسبة 0.07٪.
وفي الولايات المتحدة، وقبل إفتتاح البورصات الأمريكية أبوابها لليوم، تقدمت مؤشرات الأسهم الآجلة بنسب بين الطفيفة والمعتدلة. فلقد إرتفع كل من مؤشر داو جونز 30 للعقود الآجلة بنسبة 0.34٪، ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.40٪، في حين اظهر ناسداك 100 إرتفاعاً مشابهاً بنسبة 0.39٪.