موسكو، 7 أبريل/نيسان (إفي): تولت زعيمة المعارضة في قرغيزيا، روزا أوتونباييفا، وزيرة الخارجية السابقة وزعيمة حزب الوحدة الشعبية المشكل من قبل المعارضة، مقاليد السلطة في البلاد عقب الإطاحة بالرئيس كرمان بك باقييف، الذي هرب من العاصمة، بعدما شهد اليوم مسرحا لمواجهات دامية بين المتظاهرين وقوات الشرطة تمكنت فيها المعارضة من اقتحام البرلمان ومقر الحكومة.
وقالت أوتونباييفا في تصريحات لوكالة (انترفاكس) الروسية: "المعارضة تتحكم حاليا في السلطة بالجمهورية، ولا أعلم أين يتواجد الرئيس حاليا".
وأضافت أوتونباييفا، التي لعبت دور البطولة في انتقال السلطة لباقييف عندما تولى الرئاسة عام 2005 بعد ثورة السوسن، وهي الحركة الديمقراطية التي أطاحت بحكومة الرئيس السابق عسكر أكاييف المتهم بالفساد أن "رئيس الحكومة دانيار أوسينوف قدم استقالته من الحكومة".
وأبرزت: "لقد سلمني استقالته. ونوزع حاليا الحقائب الوزارية وسنقوم بعملنا اللازم لإعادة الاستقرار إلى البلاد".
وأشارت إلى أن "عمل الحكومة الجديدة التي تحظى بالثقة الشعبية هي الإبقاء على الاستقرار والحفاظ على أرواح المواطنين وعدم السماح لأعمال الشغب".
فيما أشارت مصادر مقربة لباقييف لوكالة أنباء (انترفاكس) إلى أن رئيس البلاد مازال موجودا في العاصمة، ونفت أن تكون الحكومة قد سلمت السلطة للمعارضين.
وكشفت صحيفة (فريجانا) المحلية على موقعها الالكتروني أن باقييف غادر العاصمة على متن طائرته الخاصة التي انطلقت من مطار ماناس الدولي باتجاه إحدى الدول الأجنبية.
وذكرت على لسان مصادر رسمية أن باقييف نُفي من البلاد، رغم عدم تأكيد ذلك من قبل وزارة خارجية البلاد، فيما تؤكد وكالة أنباء (كيرجيس كابار) المحلية أن باقييف في قصره في مدينة أوش مسقط رأسه بجنوب البلاد.
في حين أعرب رئيس البرلمان السابق، المعارض عمربيك تيكيبايف، والذي تولى حقيبة وزارة الداخلية، عن ثقته في أن تحرير الجنرال إسماعيل إسحاقوف، وزير الدفاع السابق، سيسمح بعودة الاستقرار إلى البلاد وحقن الدماء.
وناشد إسحاقوف أجهزة الأمن بأن تخضع لأوامر الحكومة الجديدة، واتهم أقارب باقييف بإثارة أعمال العنف المحرضة في الجنوب والهادفة لتقسيم البلاد.
وقامت الحكومة الجديد بالسيطرة على إذاعات القنوات العامة، وأكدت السيطرة على الجمهورية السوفيتية القديمة التي يقطنها 5.3 ملايين نسمة.
وقدرت المعارضة مقتل ما يقرب من مائة شخص في أعمال المواجهات التي وقعت اليوم في العاصمة بشكيك بين المعارضين للحكومة وقوات الأمن، بينما أكدت وزارة الصحة مقتل 40 شخصا فقط، وإصابة أكثر من 400 آخرين.
واندلعت المظاهرات للإطاحة بالرئيس القرغيزي، المتهم بالفساد، وبتدهور الاقتصاد في البلاد والذي تسبب بدوره في زيادة معدلات البطالة وارتفاع فواتير الكهرباء والخدمات العامة الأخرى بشكل كبير.
ووفقا لمصادر رسمية، فإن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين، الذين حاولوا باستخدام شاحنات كسر الحواجز المحاطة حول مقر الحكومة.
واحتل المتظاهرون المناهضون للحكومة في قرغيزيا مقر البرلمان وقاموا بنهبه، فيما أضرموا النيران في مبنى النيابة العامة بالعاصمة بشكيك.
وكانت زعيمة المعارضة في قرغيزيا، روزا أوتونباييفا، التي تولت منصب سفير البلاد لدى واشنطن ولندن، قد ساعدت باقييف على الصعود للسلطة عام 2005 ، لكنها لم تلبث أن قدمت استقالتها من منصب وزيرة الخارجية بعدها بعدة أشهر احتجاجا على "سوء توزيع الثروة".
وعادت أوتونباييفا للسياسة مؤخرا للتنديد بسياسة باقييف وفساده، حيث يعد نجله، ماكسيم، أحد أغنى الرجال في البلاد.(إفي)