Investing.com – إستمر الدولار الأمريكي في التداول قرب أعلى مستوياته في أسبوعين أمام العملات الرئيسية الأخرى مع حلول ساعات الظهيرة بالتوقيت الأوروبي لليوم الجمعة، حيث إستمرت العملة الأمريكية في تلقي الدعم من تصريحات رئيس البلاد دونالد ترامب، على الرغم من أن حالة عدم التأكد السياسية في عدد من البلدان الأوروبية قد ألقت بثقلها على معنويات الأسواق.
وكان الدولار قد بدأ بالإرتفاع يوم أمس الخميس بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته للإعلان عن خطة لأصلاح النظام الضريبي، ووصفها بأنها الأكثر طموحاً منذ عهد الرئيس السابق (ريغين). فخلال إجتماعه مع عدد من الرؤساء التنفيذين لشركات الطيران الأمريكية، وعد ترامب بخطة ضريبية "مذهلة"، ولكن دون أن يعطي أي تفاصيل لها.
وجائت هذه التصريحات بعد صدور بيانات مطالبات البطالة الأسبوعية التي أظهرت تراجعاً غير متوقعاً. فلقد ذكرت وزارة العمل الامريكية أن عدد الأشخاص الذين تقدموا بمطالبات للحصول على إعانات البطالة الأولية للأسبوع المنتهي في 3 شباط/فبراير قد إنخفض بمقدار 12 ألف شخص إلى ما مجموعه 234 ألف شخص. وكان المحللون يتوقعون إرتفاع مطالبات تعويض البطالة بمقدار 4 الاف طلب إلى ما مجموعه 250 ألف طلب.
وفي أوروبا، إستمرت إمكانية فوز الحزب اليميني المتطرف بقيادة (مارين لوبان) في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في ربيع هذا العام، في الضغط على سندات الـ10 سنوات الفرنسية، والتي سقطت إلى أدنى مستوى لها في 18 شهراً في وقت سابق هذا الأسبوع، ليتسبب ذلك السقوط في اتساع الفجوة بينها وبين سندات بوند الألمانية التي تعتبر ملاذاً آمناً.
وإرتفعت علاوة المخاطر على الديون السيادية الفرنسية بواقع 77 نقطة أساس يوم الإثنين، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 2012.
كما بقيت سندات الـ10 سنوات اليونانية تحت الضغط، بعد أن إرتفع عائدها بواقع 30 نقطة أساس منذ بداية الأسبوع، بينما إرتفع العائد على سندات السنتين مقترباً من جديد من حاجز الـ10٪، حيث أصبح المستثمرون يطالبون بالمزيد من التعويض على هذه السندات بسبب ارتفاع مخاطر عدم سدادها.
وجاءت هذه الخطوة كما كشف صندوق النقد الدولي (IMF) مساء الثلاثاء أن هنالك خلاف بين أعضاء الصندوق حول تقييم الشروط التي يجب على اليونان التمسك بها في خطة الإنقاذ. ورغم أن "غالبية" الأعضاء قد أتفقوا على أن الحكومة اليونانية في طريقها لتحقيق فائض قدره 1.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي، وأنه لم يعد هناك حاجة للمزيد من إجراءات التقشف، إلا أن "بعض" الأعضاء قد قالوا أنه يجب إستمرار إجراءات التقشف التي تمارسها الحكومة حتى الوصول إلى مستوى فائض قدره 3.5٪.
وبالعودة إلى الأسواق، فلقد تراجع اليورو/دولار بنسبة 0.11٪ ليتداول عند 1.0647، ويبقى على مقربه من أدنى مستوياته في أسبوعين والذي سجله خلال جلسة التداول الآسيوية عند 1.0636.
كما تداول الباوند/دولار على ثبات نسبي عند 1.2501.
وفي وقت سابق اليوم، صدرت بيانات إقتصادية بريطانية رسمت صورة مشرقة لإقتصاد البلاد التي قررت مغادرة الإتحاد الأوروبي صيف العام المنصرم. فلقد قال المكتب الوطني البريطاني للإحصاءات في التقرير الرسمي الذي أصدره في وقت سابق اليوم أن إنتاج القطاع التصنيعي في البلاد، قد إرتفع خلال الشهر الأخير من العام الماضي، بنسبة معدلة موسمياً قدرها 2.1٪ مقابل 1.4٪ في الشهر الذي سبقه. وكان المحللون يتوقعون إرتفاعاً أقل حدة بواقع 0.5٪.
أما على أساس سنوي، فلقد إرتفع الإنتاج التصنيعي بنسبة 4.0٪ في كانون الأول/ديسمبر مقابل 1.7٪ في الشهر الذي سبقه. وكان المحللون يتوقعون إرتفاعاً أقل حدة وقدره 1.8٪.
كما أظهر التقرير كذلك أن إنتاج القطاع الصناعي في البلاد، قد إرتفع خلال الشهر الأخير من العام الماضي، بنسبة معدلة موسمياً قدرها 1.1٪ مقابل 2.0٪ في الشهر الذي سبقه. وكان المحللون يتوقعون إرتفاعاً أقل حدة بواقع 0.2٪.
أما على أساس سنوي، فلقد إرتفع الإنتاج التصنيعي بنسبة 4.3٪ في كانون الأول/ديسمبر مقابل 2.2٪ في الشهر الذي سبقه. وكان المحللون يتوقعون إرتفاعاً أقل حدة وقدره 3.2٪.
هذا وإرتفعت العملة الامريكية أمام نظيرتها اليابانية، فتقدم الدولار/ين بنسبة 0.34٪ ليتداول عند 113.63، وهو أعلى مستوى له منذ 1 شباط/فبراير، في حين لم يظهر الدولار/فرنك تغيير يذكر وتداول عند 1.0021.
ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قمة ستقام في الولايات المتحدة، وتستمر ليومين اعتبارا من اليوم الجمعة. ومن المتوقع أن تسلط الأضواء على الأمور التي تخص التجارة الدولية وأسعار العملات خلال هذه القمة المرتقبة. وكان الرئيس الأمريكي ترامب قد إتهم طوكيو في وقت سابق بإستخدام السياسة النقدية لخفض قيمة عملتها لتعزيز الصادرات.
ولكن الدولار تراجع أمام عملات القارة الأوقيانوسية التي تحمل ذات إسمه، وذلك مع إرتفاع الأسترالي/دولار بنسبة 0.26٪ ليتداول عند 0.7645، والنيوزيلندي/دولار بنسبة 0.02٪ ليسجل 0.7188.
وكانت البيانات التي صدرت خلال جلسة التداول الآسيوية قد أظهرت أن الواردات الصينية قد إرتفعت بمعدل سنوي يبلغ 16.7٪ خلال كانون الثاني/يناير، فيما إرتفعت الصادرات بنسبة 7.9٪.
وتعتبر الصين أكبر شريك تجاري لأستراليا من ناحية الصادرات، وثاني أكبر شريك لنيوزيلندا من ذات الناحية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال في إتصال هاتفي مع نظيره الصيني شي جين بينغ أنه سيحترم سياسية "صين واحدة"، بعد أن تعرض الرئيس الأمريكي لإنتقادات في وقت سبق عندما قال أن الولايات المتحدة غير ملزمة بإحترام هذه السياسة.
وفي ذات الوقت، تداول والدولار/كندي بدون تغيير يذكر عند 1.3141.
وبذلك، إرتفع مؤشر الدولار والذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية أخرى، بنسبة طفيفة بلغت 0.09٪ ليسجل قراءة قدرها 100.75 نقطة، وهو أعلى مستوى له في أسبوعين.