من نواه باركين وإليزابيث بايبر
بروكسل (رويترز) - تجاهل قادة الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة مطالبة رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي في قمة للاتحاد بمناقشة اتفاق للتجارة بعد خروج بلدها من عضوية الاتحاد لكنهم خففوا موقفهم وأدلوا بتصريحات إيجابية وتحدثوا عن محادثات مستقبلية.
وناشدت ماي باقي قادة الاتحاد الأوروبي خلال عشاء في بروكسل يوم الخميس مساعدتها لإسكات دعوات في بريطانيا للانسحاب من محادثات الانفصال المتعثرة بمنحها تأكيدات أنهم يتوقعون التوصل لاتفاق في الأسابيع المقبلة وهو ما امتثل له الزعماء ببيان رسمي طال انتظاره.
وكان السبب الرئيسي لتعثر محادثات الانسحاب رفض ماي الإفصاح عن المبلغ الذي تنوي دفعه من 60 مليار يورو (70 مليار دولار) تطلبها بروكسل. وقالت ماي مجددا إن تحديد المبلغ النهائي يعتمد على طبيعة العلاقات المستقبلية التي يتم التفاوض بشأنها وطالبت الاتحاد الأوروبي بالمضي قدما وبدء محادثات بشأن اتفاق للتجارة الحرة لما بعد الانسحاب.
وقالت ماي للصحفيين يوم الجمعة إنها "متأكدة ومتفائلة" بشأن التوصل لاتفاق يستفيد منه الجانبان لكنها أضافت قائلة "لا يزال أمامنا طريق نقطعه".
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مؤتمر صحفي يوم الخميس بعد العشاء "بعكس ما يصوره الإعلام البريطاني، انطباعي هو أن المحادثات تمضي قدما خطوة بخطوة"، ووصفت اقتراحات في بريطانيا تطالب بوقف المحادثات بأنها "عبثية".
وأضافت "ليست لدي شكوك مطلقا في أننا إذا ركزنا جميعا... فسيكون بمقدورنا التوصل لنتيجة جيدة. من جانبي لا توجد أي مؤشرات على أننا لن ننجح".
وبعد مغادرة ماي صباح يوم الجمعة لم يستغرق قادة الاتحاد الأوروبي سوى أقل من دقيقتين قبل أن يصدقوا على بيان معد مسبقا بأن بريطانيا لم تنجح في تحقيق "تقدم كاف" فيما يخص مقترحات لتسوية ثلاث قضايا رئيسية باتفاق الانسحاب هي حقوق مواطني الاتحاد الأوروبي في بريطانيا والحدود الجديدة مع أيرلندا وفاتورة الانسحاب.
لكن القادة تركوا الباب مفتوحا أمام التوصل لاتفاق في القمة الدورية المقبلة للاتحاد الأوروبي في ديسمبر كانون الأول. وفي خطوة قد تجنبهم أسابيع من التأخير أمروا مفاوضي الاتحاد ببدء إعداد رغبات بروكسل خلال فترة انتقالية تسبق خروج بريطانيا.
لكنهم لا يزالون يريدون الأموال.
وقال البيان "الاتحاد الأوروبي... لاحظ أنه بينما أعلنت المملكة المتحدة أنها ستحترم التزاماتها المالية التي أخذتها على عاتقها خلال عضويتها، فإن ذلك لم يترجم إلى التزام قوي وملموس من المملكة المتحدة بالوفاء بكل هذه الالتزامات".
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير ليليان وجدي)