من توم بيري
بيروت (رويترز) - قالت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة يوم الجمعة إن مدينة الرقة ستكون جزءا من سوريا "لا مركزية اتحادية" لتربط بذلك مستقبل المدينة التي حررتها من تنظيم الدولة الإسلامية بخطط الأكراد لإقامة مناطق حكم ذاتي في شمال سوريا.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد في بيان "نؤكد بأن مستقبل محافظة الرقة سيحدده أهلها ضمن إطار سوريا ديمقراطية لا مركزية اتحادية يقوم فيها أهالي المحافظة بإدارة شؤونهم بأنفسهم". ويغلب العرب على سكان مدينة الرقة.
وذكر البيان الذي تلاه المتحدث باسم القوات في وسط الرقة في إعلان رسمي لتحرير الرقة من الدولة الإسلامية بعد أربعة أشهر من القتال "نتعهد بحماية حدود المحافظة ضد جميع التهديدات الخارجية" وتسليم السيطرة إلى مجلس مدني من الرقة.
وانتهت معركة السيطرة على المدينة التي كانت المعقل الرئيسي للتنظيم في سوريا يوم الثلاثاء. وشكلت السيطرة عليها هزيمة حاسمة للتنظيم ولدولة "الخلافة" التي حكمت ملايين الأشخاص في مناطق واسعة بوسط سوريا وشمال العراق.
وفي سوريا جرت الحرب ضد الدولة الإسلامية ضمن حرب أهلية متعددة الأطراف وأوسع نطاقا بين قوات الحكومة السورية المدعومة من إيران وروسيا ومجموعة متنوعة من جماعات المعارضة المسلحة التي تساندها قوى إقليمية وعالمية.
وتقول سلطات يقودها أكراد في مناطق أخرى في شمال سوريا إنها تريد نظاما اتحاديا يسمح للمناطق بحكم نفسها دون سيطرة مركزية.
وتمضي السلطات في مناطق خاضعة للأكراد في أجزاء أخرى من شمال سوريا بالفعل في خطط لإقامة نظام اتحادي بعد أن بدأت عملية انتخابية من ثلاث مراحل الشهر الماضي في المناطق التي تسكنها غالبية كردية.
وواجهت خطط إقامة مناطق حكم ذاتي في شمال سوريا معارضة واسعة من الولايات المتحدة وتركيا المجاورة فضلا عن الحكومة السورية.
وتعتبر تركيا صعود النفوذ الكردي في سوريا تهديدا لأمنها القومي وترى الجماعات الكردية في شمال سوريا امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي حمل السلاح على أراضيها على مدى ثلاثة عقود.
وقالت تركيا يوم الجمعة إن تعليق القوات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة لافتة ضخمة عليها صورة مؤسس حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان في وسط الرقة يثبت أن واشنطن تعمل مع إرهابيين.
* لا تقدم صوب السلام
تطورت خطط الحكم الذاتي التي يقودها أكراد وسط فشل دبلوماسي في تحقيق أي تقدم صوب التوصل إلى حل سياسي للحرب المستعرة منذ أكثر من ست سنوات.
كان الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يستعيد بسرعة السيطرة على أغلب المناطق الشرقية من البلاد بمساندة عسكرية إيرانية وروسية، قد أعلن مرارا أن الدولة ستستعيد السيطرة على البلاد بأكملها.
وقال علي حيدر وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية في سوريا لدى سؤاله عن بيان قوات سوريا الديمقراطية إن مستقبل الرقة لا يمكن طرحه للنقاش إلا في إطار منظومة سياسية نهائية للدولة السورية.
ورسخت قوات سوريا الديمقراطية، التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية، سيطرتها على مناطق في شمال سوريا في عمليات ساندها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية لكنها تجنبت في أغلب الأحيان المواجهة مع القوات الموالية للحكومة المدعومة من روسيا.
وأكد المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سلو خطط تسليم السيطرة على الرقة إلى مجلس مدني يتشكل من شخصيات من داخل المدينة وتسليم الأمن الداخلي فيها إلى قوة شرطة محلية من متطوعين محليين.
ووصف سلو تحرير الرقة بأنه الفصل الأخير في الكفاح الذي بدأ ضد الدولة الإسلامية قبل نحو ثلاث سنوات في مدينة كوباني على الرغم من أن قوات سوريا الديمقراطية ما زالت تقاتل التنظيم المتشدد في محافظة دير الزور.
وقالت الولايات المتحدة إنها ستقوم بدور قيادي في المساعدة في إزالة الأنقاض والحطام واستعادة الخدمات الأساسية في المدينة.
وقالت روسيا حليفة الأسد يوم الخميس إن الحرب ضد التنظيم المتشدد ستنتهي قريبا.
وعبر الرئيس فلاديمير بوتين عن الأمل في عقد مؤتمر جديد للسلام على الرغم من أن الكرملين قال اليوم الجمعة إن من السابق لأوانه مناقشة توقيت وموقع المؤتمر المقترح.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)