من جوناثان لانداي وماهر شميطلي
بغداد (رويترز) - دعا وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الحكومة العراقية وإقليم كردستان يوم الاثنين إلى حل صراعهما بشأن تقرير مصير الأكراد والأراضي المتنازع عليها عبر الحوار.
جاءت دعوة تيلرسون في بداية اجتماع في بغداد مع رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي دافع من جانبه عن دور قوات الحشد الشعبي التي تدعمها إيران ردا على الانتقاد الذي وجهه تيلرسون يوم الأحد.
وقال تيلرسون في بداية تصريحاته "نحن قلقون ونشعر ببعض الحزن". وأضاف "لدينا أصدقاء في بغداد وأصدقاء في أربيل ونشجع كل الأطراف على الدخول في نقاش... ويمكن مناقشة كل الخلافات".
ووقفت الإدارة الأمريكية في صف العبادي في رفض استفتاء أجري في إقليم كردستان الشهر الماضي وأيد فيه الناخبون بغالبية كبيرة الاستقلال.
ودعت واشنطن أيضا الجانبين لتجنب التصعيد بعدما رد العبادي علي الاستفتاء بعزل إقليم كردستان وإصدار أوامر لقواته بالسيطرة على مدينة كركوك الغنية بالنفط.
وقال العبادي "لا نريد خوض معركة مع أي مكون (عراقي) فجميعهم أبناؤنا وأرسلنا هذه الرسالة إلى كركوك بأن المواطنين الكرد عراقيون أعزاء علينا ونتعامل معهم كبقية مكونات البلد".
وهذا ثاني اجتماع لتيلرسون مع العبادي خلال يومين. وبعد اجتماعهما يوم الأحد في حضور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قال تيلرسون إن الوقت قد حان لعودة الميليشيات، المدعومة من إيران والتي ساعدت حكومة العراق في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، إلى ديارها.
لكن العبادي قال لتيلرسون "الحشد الشعبي مؤسسة رسمية ضمن مؤسسات الدولة" رافضا اتهامها بالعمل نيابة عن إيران.
وقال العبادي "علينا تشجيع مقاتلي الحشد لأنهم سيكونون أملا للبلد وللمنطقة".
وقبلها بعدة ساعات ذكر بيان صدر من مكتب العبادي منتقدا تصريحات تيلرسون "لا يحق لأي جهة التدخل في الشأن العراقي".
وواشنطن، التي تدعم أيضا حكومة العراق في مواجهة الدولة الإسلامية، قلقة من أن تستغل إيران وجودها في العراق وفي سوريا حيث تدعم الرئيس بشار الأسد، لتوسيع نفوذها في المنطقة.
ولدى جيران العراق من السنة، ومنهم السعودية، نفس مخاوف واشنطن فيما يتعلق بزيادة النفوذ الإيراني.
ودربت إيران وسلحت كذلك قوات الحشد الشعبي العراقية، التي قاتلت عادة إلى جانب وحدات الجيش العراقي، ضد الدولة الإسلامية التي تعرضت للهزيمة فعليا في يوليو تموز عندما استعادت حملة مدعومة من الولايات المتحدة مدينة الموصل التي كانت معقل التنظيم.
ويوجد في العراق ما يزيد على خمسة آلاف جندي أمريكي يوفرون دعما جويا وبريا للحملة ضد الدولة الإسلامية. والولايات المتحدة هي الداعم الرئيسي أيضا لتحالف يقوده الأكراد في سوريا سيطر على الرقة معقل التنظيم في وقت سابق هذا الشهر.
وردت جماعة عصائب أهل الحق إحدى أقرب جماعات الحشد الشعبي من إيران على تصريح تيلرسون بقول إن الأمريكيين هم من سيجبرون على مغادرة العراق.
ونقل تلفزيون العهد التابع لعصائب أهل الحق عن قيس الخزعلي زعيم الجماعة قوله "على قواتكم الاستعداد للخروج من وطننا بعد الانتهاء من عذر وجود داعش".
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح ودينا عادل)