أصدر البنك الفدرالي الأمريكي اليوم كتاب بيج والذي اشتمل على أداء الاقتصاد الأمريكي خلال فترة الماضية على مستوى إثني عشر مقاطعة فدرالية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اشار التقرير أن النشاطات الاقتصادية واصلت تحسنها في بعض المقاطعات، إلا أن النشاطات بقيت على ما هي عليه في بعضها، وبقية المقاطعات شهدت تراجعا في الأنشطة الاقتصادية.
وأشار التقرير أن الأنشطة الصناعية واصلت توسعها في معظم المقاطعات، في حين أن كتاب بيج أشار إلى أن النشاطات الصناعية تراجعت في بعض المقاطعات مؤخرا، مشيرا التقرير إلى أن هذا التراجع ظهر جليا خلال شهر حزيران، حيث أشارت بعض المقاطعات تراجعا كما ظهر في مؤشر معهد التزويد الصناعي خلال حزيران.
في حين أظهر التقرير الصادر أن الأنشطة الخدمية تحسنت في بعض المقاطعات، في أشارت تقارير عدة بأن قطاع الخدمات كان يعاني من تراجع في الأنشطة الاقتصادية فيه، إلا أن البنك الفدرالي أظهر بأن مستويات الإنفاق واصلت ارتفاعها "بوتيرة معتدلة" وذلك وسط الأوضاع الاقتصادية الضعيفة الراهنة.
وبما يخص قطاع المنازل الأمريكي فقد أشار التقرير إلى أن القطاع لا يزال يعاني يمر في وقت لا يحد عليه في الوقت الراهن، مشيرين إلى أن القطاع شهد تراجعا حادا في مستويات الطلب على المنازل، خاصة بعد انقضاء برنامج الإعفاء الضريبي الذي دعم مسبقا مستويات الطلب على المنازل الأمريكية، ولكن سرعان ما انتهت فعاليات هذا البرنامج فقد واجه القطاع تراجعا في الانشطة الاقتصادية فيه.
وبالانتقال إلى القطاع المالي، فقد ألمح التقرير إلى أن الأنشطة في القطاع المصرفي تذبذبت نوعا ما خلال الفترة الأخيرة، إلا أن مسألة الإقراض لا تزال ضعيفة، حيث أن أوضاع الائتمان لا تزال صارمة ومشددة، أما بالنسبة لقطاع العمالة فقد تطرق البنك الفدرالي إلى أن القطاع يسير بوتيرة تعافي تعد "معتدلة وتدريجية" في حين أن البنك الفدرالي أشار إلى أن أغلب الوظائف المضافة كانت مؤقتة.
كما وسلّط البنك الفدرالي الضوء على التضخم، مشيرا التقرير أن الأسعار بما فيها البضائع والخدمات لا تزال تحت السيطرة في معظم المقاطعات، وذلك بالإضافة إلى أن أسعار المدخلات لا تزال أيضا ثابتة نسبيا، وذلك في خضم الضعف الجاري في الأجور، حيث أن البنك الفدرالي أشار إلى ان الضغوطات التي تقع على عاتق الأجور لا تزال تحت السيطرة.
وهنا نشير إلى أن التقرير الذي صدر لم يقدم أية مفاجآت جديدة، وذلك لأنه عكس الوضع الاقتصادي الراهن، في حين أكد التقرير أن مرحلة التعافي لا تزال قائمة وأن الاقتصاد الأمريكي لا يزال يسير على خطى التعافي التام ولكن "بوتيرة معتدلة"، مشيرا البنك الفدرالي أن مرحلة التعافي قد تظهر بشكل أوضح خلال الفترة المقبلة، ولكن بالمقابل أشار السيد برناكي أن التطلعات المستقبلية للاقتصاد الأمريكي باتت غير واضحة.
وبالنظر إلى سوق الأسهم الأمريكية فقد نلاحظ انخفاضها بشكل طفيف عقب صدر التقرير، حيث انخفض مؤشر داو جونز الصناعي في تمام الساعة 14:19 بتوقيت نيويورك بمقدار 30.65 نقطة أو 0.29% ليصل إلى مستويات 10507.04 نقطة، أما مؤشر S&P 500 فقد انخفض في نفس الوقت بمقدار 5.52 نقطة أو 0.50% ليصل إلى مستويات 1108.32 نقطة، وأخيرا هبط مؤشر النازداك المجمع بمقدار 19.80 نقطة أو 0.87% ليصل إلى مستويات 2268.45 نقطة.