Investing.com -قال ولي الله سيف محافظ البنك المركزي الإيراني، أن هبوط الريال بهذا الشكل القياسي أمام الدولار يرجع إلى القلق بشأن الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع قوى عالمية خلال الفترة السابقة.
وحذر محافظ البنك المركزي الإيراني، حسبما نقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء جميع المستثمرين الذين يضاربون على هبوط الريال أمام الدولار، من الخسائر الكبيرة التي ستلحق بهم، مؤكداً أن البنك المركزي سيتحكم في سوق الصرف الأجنبي خلال فترة قصيرة، وأن العملة الإيرانية ستتعافى خلال الشهرين القادمين.
وأشار إلى أن الفساد والاضطرابات هما من أهم أسباب المضاربة بالعملة الإيرانية، إلا أن هذه الأوضاع لن تستمر طويلاً، فالريال سيعود إلى مستواه مرة أخرى أمام الدولار.
تعاني إيران منذ العام الماضي، من التضخم المرتفع، لذا لجأ البنك المركزي الإيراني إلى خفض قيمة الريال تدريجياً، وذلك لتقليل التضخم ولمساعدة الصادرات حتى تكون أكثر قدرة على المنافسة، إلا أن هبوط الريال تسارع بشكل كبير في الأسابيع الماضية، وهذا يشكل تحديا كبيرا للسلطات الإيرانية، خاصة بعد الاحتجاجات الشعبية التي حدثت نتيجة المصاعب الاقتصادية التي يواجهها المواطنون وكثرة الفساد، تلك الاحتجاجات شملت أكثر من 80 بلدة ومدينة وراح ضحيتها 25 شخصا. وتمكنت الحكومة الإيرانية من السيطرة عليها بصعوبة.
ضعف العملة الإيرانية وتراجعها لمستويات قياسية أمام الدولار، قد يتسبب في عودة هذه الاحتجاجات الشعبية مرة أخرى، كما سيؤدي بالطبع إلى زيادة التضخم، الذي يبلغ نسبته حاليا حوالي 10 بالمئة.
أوضح متعاملون أن الريال هبط اليوم الاثنين في السوق الحرة إلى حوالي 46500 مقابل الدولار، بعد أن كانت قيمه يوم الأحد 45750. وفي منتصف عام 2017 كان كانت قيمة الريال تبلغ 37700.
ويقول مصرفيون تجاريون، أن من أهم أسباب هبوط الريال أمام الدولار في الوقت الحالي، أن هذا الوقت يعد موسم، حيث يزيد الطلب على الدولارات مع سفر الإيرانيين إلى الخارج، لذا تهبط العملة الإيرانية أمام الدولار في نفس الوقت من كل عام.
يرجع الخبراء تراجع وهبوط الريال إلى عدة أسباب بعضها اقتصادية مثل زيادة الطلب على الدولار وضعف الوضع الاقتصادي بشكل عام، وموجة الاحتجاجات الشعبية التي ضربت إيران، وبعضها سياسية مثل الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع الدول الأجنبية.