ارتفعت الأسهم الأسيوية ببداية الاسبوع الاقتصادي و تبعتها مثيلتها الاوروبية مدعومة بتعهد وزراء مالية المجموعة العشرين بتجنب "تخفيض قيمة العملة التنافسية" و التدخل في أسواق العملات للحفاظ على استقرار الأسواق المالية بعد الفوضى التي عاشتها خلال الفترة الماضية.
اتفق وزراء مالية ومحافظي البنوك المالية لمجموعة العشرين في مؤتمر عقد في مدينة "جيونجو"، التي تبعد نحو 370 كيلومترًا جنوب العاصمة سيول لمدة يومين , لعمل بصورة فاعلة لإنهاء حرب التجارة عن طريق الامتناع عن خفض القيمة التنافسية لعملاتها والتمسك بسياسات سعر الصرف اعتمادًا على السوق.
هذا الاتفاق مهد الطريق نحو انعقاد ناجح لقمة مجموعة العشرين الشهر المقبل في العاصمة سيول ، كما أزال المخاوف من إمكانية أن تتحول قمة العشرين إلى ساحة للحرب حول قضية سعر الصرف ، وذلك على خلفية الجدل الكبير الذي تصاعد مؤخرا بين الاقتصادات الكبرى في العالم حولها .
جاء في البيان الختامي الصادر من القمة إنه جرى الاتفاق على "انتهاج سياسات معدلات صرف العملة التي يحددها السوق لتعكس في الأسس الاقتصادية والحد من خفض قيمة العملات المتنافسة" إلى جانب "رفض كل أشكال إجراءات الحمائية التجارية وبذل الجهود لتقليص مزيد من الحواجز التجارية.
كما توصل مسؤولو مجموعة العشرين إلى اتفاق لإصلاح صندوق النقد الدولي، يقضي بمنح حصص أكبر للدول الصاعدة في إدارة الصندوق, حيث سيتم تحويل 6% من حق التصويت للدول الأوروبية إلى الدول النامية ومقعدين من مجلس إدارة صندوق النقد الدولي.
ينص الاتفاق على تنازل الأوروبيين عن مقعدين في مجلس الصندوق المؤلف من 24 عضواً للدول النامية التي ستحصل أيضاً على ستة في المئة إضافية من الأصوات الإجمالية, سيتم "نقل حصص إلى دول الاقتصادات الناشئة الديناميكية والدول قليلة التمثيل بأكثر من 6% مع حماية حق التصويت للدول الفقيرة على أن يتم الالتزام بهذا العمل بصورة كاملة في الاجتماع السنوي للعام 2012".
تصبح الصين بهذا الاتفاق ثالث أكثر الأعضاء نفوذاً داخل الصندوق بعدما كانت في المركز السادس، وتتخطى ثلاث قوى تقليدية هي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا. وترتقي الهند إلى المركز الثامن من الحادي عشر.
انتقد وزير الاقتصاد الألماني راينر برودرله قرارات الاجتماع وصفها بأنها سياسة أميركية لزيادة السيولة قائلاً إنها تتلاعب في شكل غير مباشر في أسعار الصرف. وقال برودرله الذي يحضر اجتماعاً لمجموعة العشرين في كوريا الجنوبية نيابة عن وزير المال الألماني المريض إن أسعار الصرف الأجنبي ينبغي أن تحددها الأسواق.
هبط الدولار الامريكي اليوم مقابل اليورو و الجنيه ببداية التعاملات الصباحية حيث يرى العديد بان النتيجة التي تم التوصل اليها الاجتماع تشير الى استمرار وضع راهن في اسواق العملات مع بقاء الدولار تحت ضغوط بسبب توقعات السوق بان يكشف مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) عن جولة ثانية من سياسة التخفيف الكمي في تشرين الثاني.