من أليكس لولر
لندن (رويترز) - أظهرت حسابات أرامكو السعودية لعام 2016 أن الشركة النفطية الحكومية أكثر متانة في مواجهة هبوط أسعار النفط مقارنة مع منافسيها الكبار المدرجين، وهو ما يتيح نظرة نادرة من الداخل حول الأوضاع المالية لشركة الطاقة العملاقة قبيل طرح محتمل للأسهم.
وأظهرت حسابات العام بأكمله، وهي غير متاحة للعامة لكن رويترز اطلعت عليها، أن صافي ربح الشركة انخفض بنحو 21 في المئة إلى 13.3 مليار دولار في عام 2016، حينما انهارت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في 12 عاما عند 27.10 دولار للبرميل بسبب تخمة المعروض العالمي من الخام.
وبالمقارنة، تراجع صافي ربح إكسون موبيل، أكبر شركة نفطية مدرجة في العالم، 51 في المئة في 2016، بينما هبطت الأرباح العائدة للمساهمين في رويال داتش شل، ثاني أكبر شركة نفطية مدرجة في العالم، 37 في المئة بدون حساب البنود الاستثنائية.
وقالت أرامكو في رد على طلب للتعليق "لا تعلق أرامكو السعودية على تكهنات تتعلق بأدائها المالي ونظامها المالي".
ويقول خبراء في قطاع النفط إن قدرة أرامكو على التكيف بشكل أفضل مع صدمات الأسعار ترجع إلى انخفاض تكلفة الإنتاج، وتركز عملياتها الرئيسية في بلد واحد فقط، وقلة عدد موظفيها مقارنة مع منافسيها الكبار، على الرغم من أنها أكبر شركة منتجة للنفط في العالم.
ويقدر محللون تكلفة الإنتاج للشركة السعودية العملاقة بأقل من دولار واحد للبرميل، مقارنة مع عشرة دولارات للبرميل في مناطق مثل روسيا، و20-30 دولار للبرميل في مواقع مثل بحر الشمال.
وأظهرت الحسابات أن عدد العاملين في أرامكو بلغ 67 ألفا و718 موظفا في 2016، مقارنة مع 71 ألفا و100 موظف في إكسون، و89 ألفا في شل.
وتنتج أرامكو نحو عشرة ملايين برميل يوميا من النفط، مقارنة مع إنتاج إكسون وشل من المكافئ النفطي عند أربعة ملايين يوميا، و3.7 مليون برميل يوميا بالترتيب.
وفي أبريل نيسان، ذكرت بلومبرج إن صافي ربح أرامكو بلغ 33.8 مليار دولار في الستة أشهر الأولى من 2017، ارتفاعا من 7.2 مليار دولار في النصف الأول من 2016، مع قفزة أسعار النفط، وقيام الحكومة السعودية بتغيير نسبة الضرائب.
ولم يسبق أن جرى الكشف من قبل عن النتائج السنوية لعامي 2016 و2015.
وظلت أرباح أرامكو ومعلومات أساسية أخرى حول الشركة، التي تضخ نحو عشرة في المئة من النفط العالمي، من الأسرار المحمية جيدا لعشرات السنوات.
وتتيح الحسابات نافذة تطل على الأوضاع المالية للشركة قبيل الإدراج المقترح في سوق الأسهم، إذا مضي قدما.
وعلى الرغم من أن أرامكو ربما تكون أكبر وأكثر متانة من نظيراتها، أبدى محللون مرارا شكوكهم حول ما إذا كانت الشركة تستطيع أن تصل بقيمتها إلى تريليوني دولار كما تريد الرياض، إذا قررت إدراج أسهمها. وتبلغ قيمة إكسون موبيل، أقرب منافس لأرامكو، 350 مليار دولار.
وإدراج حصة بما يصل إلى خمسة في المئة من أسهم أرامكو هو حجر الزاوية في خطة الحكومة لتنويع اقتصاد المملكة. لكن بعض المصادر المطلعة تقول إن الخطط لإدراج محلي ودولي ربما لن تتحقق أبدا.
وقال مصدر مطلع على خطط الطرح العام الأولي لأرامكو "الطرح المحلي هو الأكثر ترجيحا، لكن الأمر بأكمله يكتنفه الغموض".
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في 21 يونيو حزيران أنه سيكون "أمرا جيدا" أن نرى طرح أرامكو في 2019، مضيفا أن التوقيت ليس حرجا للحكومة.
* صافي ربح بقيمة 13 مليار دولار
أظهرت الوثائق التي اطلعت عليها رويترز أن أرامكو حققت مزيدا من الأموال مقارنة مع أي شركة نفطية أخرى في عام 2016.
وبلغ صافي ربح الشركة 13.3 مليار دولار في 2016 مقارنة مع 7.8 مليار دولار لإكسون، بينما سجلت شل في 2016 ربحا عائدا للمساهمين، وهو مقياس مماثل، قدره 3.5 مليار دولار.
وسجلت بي.بي، التي لا تزال تعاني من الأثر المالي لكارثة ديب ووتر هورايزون، خسارة قدرها 999 مليون دولار في 2016، في تحسن عن خسارتها في 2015 التي بلغت 5.162 مليار دولار.
وبناء على تدفقات الأموال من العمليات، وهي مؤشر مهم آخر للمستثمرين، سجلت أرامكو أداء جيدا أيضا.
وأظهرت الحسابات أن صافي الأموال من أنشطة العمليات ارتفع بنحو 21 في المئة إلى 29 مليار دولار في 2016.
وأعلى رقم بين المنافسين المدرجين سجلته إكسون وبلغ 22.1 مليار دولار، بانخفاض قدره 27 في المئة عن 2015. وهبطت التدفقات النقدية من العمليات لشل 31 في المئة، بينما تراجعت 44 في المئة لبي.بي.
وأظهرت الحسابات أن أرامكو حققت متوسط سعر لصادراتها من النفط الخام في 2016 عند 40.68 دولار للبرميل، انخفاضا من 49.68 دولار في 2015. وبلغت الإيرادات 135 مليار دولار، انخفاضا من 146 مليار دولار في 2015.
وأُعدت حسابات أرامكو لعام 2016 التي اطلعت عليها رويترز وفقا للمعايير المحاسبية العالمية، ووفقا لضرائب بلغت 85 في المئة في ذلك الوقت. وخفضت الحكومة السعودية نسبة الضريبة إلى 50 في المئة من 2017، وهو ما يجعل الشركة أكثر جاذبية لمستثمرين محتملين.
(إعداد علاء رشدي للنشرة العربية - تحرير إسلام يحيي)