من أوري لويس
القدس (رويترز) - أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس تشاد إدريس ديبي الذي يزور إسرائيل يوم الأحد بأنه يتوقع أن يزور المزيد من الدول العربية في المستقبل القريب بعد أن ذهب إلى سلطنة عمان الشهر الماضي.
ولإسرائيل علاقات دبلوماسية مع اثنتين فقط من الدول العربية هما مصر والأردن، غير أن نتنياهو لمح إلى تحسن العلاقات مع دول خليجية تعتبرها إسرائيل حلفاء طبيعيين في مواجهة القوة الإقليمية إيران.
وزار نتنياهو ووزراؤه عددا من الدول الخليجية في الأسابيع القليلة الماضية. وعلى الرغم من أنه لم يحدد وجهته العربية القادمة، ذكرت وسائل الإعلام المحلية أن إسرائيل تجري محادثات بالفعل مع البحرين بشأن إقامة علاقات رسمية، مما يجعلها محطة محتملة للزيارة.
ووصل ديبي إلى إسرائيل يوم الأحد في أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس البلد الأفريقي الذي قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في عام 1972.
وقال نتنياهو "ناقشنا... التغيرات الكبيرة التي تحدث في العالم العربي في علاقاته مع إسرائيل"، مضيفا أنه سيجري مزيدا من الزيارات لدول عربية قريبا جدا.
وتحرص حكومة نتنياهو على التواصل مع أفريقيا حيث ما زالت بعض البلدان الأفريقية تبقي على مسافة بينها وبين إسرائيل منذ احتلال أراض فلسطينية في حرب عام 1967. ولإسرائيل علاقات دبلوماسية مع 32 من دول القارة البالغ عددها 54 دولة.
وقال ديبي إن زيارته "تاريخية" لكلا الجانبين "وقد تيسر فتح صفحة جديدة في العلاقات بيننا"، لكنه أضاف أنه لا يمكن تجاهل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حتى مع تجدد العلاقات.
وقال ديبي "تجدد العلاقات الدبلوماسية بيننا، الذي أرغب فيه بشدة، ليس بالتأكيد أمرا يمكن أن يطمس القضية الفلسطينية".
وأضاف أن الاتصالات غير الرسمية بين إسرائيل وتشاد مستمرة منذ فترة طويلة. وقال مصدر لرويترز إن الزيارة تركز على الأمن، مضيفا أن إسرائيل أمدت جيش تشاد بالسلاح والعتاد هذا العام لمساعدته في محاربة متمردين.
من جهته، عبر المسؤول الفلسطيني الكبير واصل أبو يوسف عن استيائه من زيارة ديبي، قائلا إن على جميع الدول والمؤسسات أن تقاطع حكومة إسرائيل "المتطرفة" وتفرض حصارا عليها بسبب "أنشطتها الاستيطانية واحتلالها للأراضي الفلسطينية".
يتولى ديبي (66 عاما) السلطة منذ عام 1990، وهو حليف للغرب في محاربة الإسلاميين المتشددين في غرب أفريقيا، غير أن بلده الفقير نفسه يواجه قوى مزعزعة للاستقرار على عدة جبهات، بما في ذلك متشددون على صلة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية.
ويسعى ديبي أيضا إلى وقف تدفق المهاجرين الفارين من الصراع الليبي، وأغلق في يناير كانون الثاني حدود تشاد مع جارتها الشمالية.
وفي يوليو تموز 2016، استضاف ديبي في تشاد دوري جولد الذي كان مديرا لوزارة الخارجية الإسرائيلية آنذاك حيث أجريا مباحثات بشأن تحسين العلاقات الثنائية.
وقال جولد لإذاعة إسرائيل يوم الأحد إن مضيفيه في تشاد قالوا له إنهم قطعوا العلاقات مع إسرائيل في عام 1972 تحت ضغط من ليبيا وإن هذا السبب زال بالإطاحة بمعمر القذافي عام 2011.
(شارك في التغطية دان وليامز ومايان لوبيل في القدس ونضال المغربي في غزة - إعداد محمد اليماني للنشرة العربية)