مانيلا (رويترز) - دعت السلطات الفلبينية إلى الهدوء يوم الأربعاء بعد إلقاء قنبلة على مسجد في إقليم تقطنه غالبية مسيحية مما أسفر عن مقتل شخصين، بعد ثلاثة أيام فقط من تفجير مزدوج مدمر استهدف كنيسة وهز منطقة مينداناو.
أُلقيت القنبلة خلال الليل داخل المسجد الواقع في إقليم زامبوانجا مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين. وأثار الهجوم تنديدا ودعوات إلى ضبط النفس والوحدة بين المسيحيين والمسلمين في البلاد الذين لهم تاريخ طويل من التعايش السلمي.
وجاء الهجوم الأخير بعد بضع ساعات من تصريحات للرئيس رودريجو دوتيرتي نقلها التلفزيون وقال فيها إن الهجوم على الكنيسة الذي أودى بحياة 21 شخصا بجزيرة جولو التي تقطنها أغلبية مسلمة في جنوب البلاد ربما ضلع فيه انتحاري.
وقال وزير الدفاع دلفين لورينزانا يوم الأربعاء إن الانفجار الثاني بالكنيسة كان "على الأرجح" تفجيرا انتحاريا، لكنه أضاف أنه لم يتضح ما إذا تنظيم الدولة الإسلامية حقا المسؤول عن الهجوم لأنه لم يكشف هوية المهاجم.
وأعلن التنظيم ضلوعه في الهجوم، لكن الجيش يعتقد أنه من تنفيذ جماعة أبو سياف المتشددة.
وقال لورينزانا للصحفيين إن فحوصا للطب الشرعي ستجرى في محاولة لتحديد ما إذا كان المهاجم الذي يعتقد أنه انتحاري أجنبيا.
وإن تأكد الهجوم على الكنيسة فسيكون ثاني هجوم انتحاري في الفلبين منذ سنوات بعد تفجير قنبلة مزروعة في سيارة فان في يوليو تموز على جزيرة باسيلان المجاورة الذي أودى بحياة 11 شخصا وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه.
وأضاف لورينزانا أنه لا توجد صلة بين تفجيري الكنيسة والهجوم على المسجد، مما يماثل تصريحات لقائد قوة المهام بالمنطقة عن أن الهجوم "ليس عملا انتقاميا".
* "جبن ودناءة"
وصف مجلس علماء زامبوانجا الهجوم على المسجد بأنه "شيطاني وطائش ولا إنساني"، بينما أدان الحاكم الإقليمي واقعتي الكنيسة والمسجد وقال إن تنفيذ هجوم أثناء الصلاة يعد "أسوأ أشكال الجبن والدناءة".
ويشكل المسلمون أقلية في الفلبين التي أغلب سكانها من الكاثوليك، كما يمثل المسلمون نحو ربع سكان مينداناو التي يندر فيها العنف الطائفي.
وتأتي الهجمات بعد استفتاء جرى بشكل سلمي يوم 21 يناير كانون الثاني الذي وافق فيه الناخبون بأغلبية كاسحة على الحكم الذاتي لسكان المناطق التي يغلب عليها المسلمون في مينداناو الذين يقدر عددهم بخمسة ملايين، وسيطلق على المنطقة ذات الحكم الذاتي اسم بانجسامورو. جاء ذلك تتويجا لعملية سلام دامت طويلا بين انفصاليين وحكومات متعاقبة.
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)