مدريد، أول يناير/كانون ثان (إفي): تحتفل كل من إسبانيا وروسيا خلال العام الحالي بالتآخي بين البلدين، ليصبح 2011 عام روسيا في إسبانيا وبالعكس، عام إسبانيا في روسيا، بهدف تعزيز الروابط الوثيقة وعلاقات التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات، من خلال تنظيم العديد من الفعاليات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية.
ويعتبر هذا الحدث الأول من نوعه في تاريخ العلاقات بين البلدين، ويسعى البلدان من خلاله لتحقيق نقلة نوعية في طبيعة العلاقات الثنائية، والتي شهدت توترا غير مسبوق في الآونة الأخيرة على خلفية تبادل مدريد وموسكو لطرد السفراء خلال العام المنصرم.
يذكر أن وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينيث، قررت في نوفمبر/تشرين ثان الماضي طرد دبلوماسيين روسيين اثنين، لتورطهما وفقا لتقارير لجهاز الاستخبارات الوطني، ونشرتها جريدة (الباييس) في أنشطة تجسس، وهو ما ردت عليه موسكو بطرد دبلوماسيين من سفارة إسبانيا في روسيا، لأسباب مماثلة.
وفي تعليق لها على هذه الأحداث أكدت خيمينيث تجاوز البلدين لهذه الواقعة، آملة في قدرتهما على طي صفحتها، مشيرة إلى أنها تعتزم التوجه إلى موسكو في السادس عشر من الشهر الجاري، في إطار برنامج الفعاليات الذي تم إقراره ضمن فعاليات "عام التآخي".
وفي السياق ذاته من المقرر أن يلتقي العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس، والرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، لبحث هذه المبادرات، إلا أنه لم تتحدد بعد أطر هذه اللقاءات. ويشار إلى أن العلاقات بين الزعيمين طيبة للغاية، حيث كان العاهل الإسباني، أول من التقى بهم الرئيس الروسي من قادة دول أوروبا، بعد وصوله للسلطة في مايو/آيار 2008 ، كما اختار مدفيديف إسبانيا لتكون أول بلد أوروبي يقوم بزيارته في العام الجديد.
جدير بالذكر أن مبادرة عام روسيا في إسبانيا، وإسبانيا في روسيا، تم الاتفاق عليها بين رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو والرئيس الروسي في سبتمبر/أيلول 2009 ، في إطار اتفاق الشراكة الاستراتيجية الذي تم توقيعه بين البلدين قبل عدة أشهر.
وتأتي العلاقات الاقتصادية، ضمن أولويات هذه المبادرة، حيث تسعى حكومتا البلدين لإطلاق عدة آليات لتعزيز التعاون بين الشركات، وتوفير مناخ أفضل لدفع وتحفيز الاستثمار فضلا عن تنشيط التبادل التجاري.
وفقا للإحصائيات، تعتبر إسبانيا الشريك الاقتصادي العاشر عالميا بالنسبة لروسيا، من حيث الاستثمارات، بينما تأتي روسيا في المرتبة الـ37 بالنسبة للاستثمارات في إسبانيا، وتحتل المرتبة الـ41 بالنسبة للتجارة والأعمال.
ومن بين الفعاليات التي ينتظر أن تسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، يأتي توجيه الدعوة إلى إسبانيا لتحل كضيف شرف منتدى سان بطرسبرج (منتدى دافوس الروسي)، لعرض رؤيتها لتحقيق التنمية الاقتصادية.
كما يبرز أيضا في هذا الإطار مبادرة (Made in/by Spain)، والتي تسعى لتحسين صورة إسبانيا في المجتمع الروسي، وخاصة في مجال الأعمال والاستثمارات، بهدف الترويج للمنتجات والخدمات الإسبانية وخاصة في مجال التكنولوجيا في السوق الروسي.
ومن المقرر أن تمتد هذه المبادرة قرابة عامين، وتبلغ ميزانيتها 51 مليون دولار، ويشارك بها معهد التجارة الخارجية الإسباني، وعدد من الإدارات التابعة للحكومات المحلية بمختلف أقاليم إسبانيا، ومؤسسات أخرى.
وتسعى موسكو ومدريد لتعزيز السياحة البينية، حيث تركز إسبانيا على جذب 600 ألف سائح روسي خلال 2011 ، مما يعني مضاعفة معدل العام المنصرم ثلاث مرات. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، تدافع إسبانيا عن سياسة تسهيل إجراءات التأشيرة بالنسبة للسائحين الروس.
وفي نفس الإطار يسعى البلدان لإطلاق فعاليات ثقافية واجتماعية ضخمة من أجل تعميق المعرفة والثقافة واللغة لدى الشعبين الروسي والإسباني، وفي هذا الإطار قررت إسبانيا توجيه الدعوة إلى روسيا لتكون ضيف شرف نسخة معرض أركو 2011 للفن المعاصر، أبرز الفعاليات الثقافية والفنية في قارة أوروبا، كما ستكون روسيا أيضا ضيف شرف الصالون الدولي للتعليم والطلاب (AULA 2011) المعني بالتعليم والسياسات التربوية. (إفي)