هافانا، 22 مارس/آذار (إفي): قال المؤرخ الرسمي لهافانا، إيوسبيو ليال، ان هناك بعض التحفظات "العتيقة" في كوبا على خطة الاصلاحات الاقتصادية التي اطلقتها الحكومة، وشدد على ضرورة تغيير العقليات لانجاح هذا المشروع.
وابدى ليال ثقته المطلقة في خطة "تحديث النموذج الاقتصادي الاشتراكي" التي طرحها الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، واكد أنه لا بديل عنها، وان نجاها يتطلب "تغيير العقلية والبحث عن جوهر الأشياء".
ويرى المؤرخ الكوبي ان بعض التحفظات على هذه المبادرة تأتي من اشخاص "لا يدركون شيئا منذ ولادتهم، أو ليسوا مستعدين للتغيير بسبب تعليمهم وشخصياتهم"، ويعول على مبدأ ان "ما لم يكن ملائما حتى أمس، قد يصبح ضروريا اليوم".
إلا انه يعتقد ان الكوبين بشكل عام استقبلوا هذه الإصلاحات بشعور من الامل، عقب لقاءات واستشارات شعبية عقدت خلال الأشهر الاخيرة حول الخطة، التي سيتم رفعها الى البرلمان الكوبي ليصدق عليها في أبريل/نيسان المقبل.
واضاف ليال "لقد تم تحديد ما ترغب فيه كوبا: تحديث نموذجها. كوبا لا تغرب في الرأسمالية التي أتت منها او التي يعرضونها عليها الآن".
يذكر ان خطة الإصلاحات تتضمن إجراءات لدعم وتشجيع القطاع الخاص، وخفض العمالة الحكومية، والسماح بأشكال جديدة لإدارة الشركات غير تلك التي تعودت عليها كوبا، بالإضافة إلى إلغاء تدريجي للدعم على بعض السلع، وزيادة الاعتماد على العمل الفردي أو الخاص، بعد الإعلان أواخر العام الماضي عن خطة للاستغناء عن نصف مليون موظف من القطاع العام، وتشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة ورأس المال الأجنبي.
ومن المقرر أن يتم التصديق على هذه الخطة خلال المؤتمر العام للحزب الشيوعي الكوبي السادس الذي سوف ينعقد خلال الشهر المقبل، بعد تأجيلين متتاليين في عامي 2003 و2009 وبعد انقطاع دام 13 عاما منذ عقد مؤتمره الأخير عام 1997. (إفي)