يواصل الاقتصاد الأمريكي جولاته في إظهار بوادر التحسن التدريجي، حيث أن اليوم يترأس قطاع الخدمات البيانات الرئيسية الصادرة عن الاقتصاد الأمريكي، ناهيك عن محضر اجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة الذي سيكون من المترقب صدوره في وقت لاحق اليوم، والتي توجهت الأنظار عليه وسط التكهنات التي تتوالى عن البنوك المركزية حول العالم.
ونبدأ البيانات الصادرة بقطاع الخدمات الأمريكي حيث سيصدر عن معهد التزويد التقرير الغير صناعي للخدمات، والذي من المتوقع أن ينخفض بشكل طفيف خلال آذار/ مارس إلى 59.5 مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 59.7، واضعين بعين الاعتبار أن قطاع الخدمات لا يزال ضمن مرحلة التوسع التي يشهدها بشكل متواصل.
وهنا نشير عزيزي القارئ بأن الأوضاع في الاقتصاد الأمريكي أخذت بالتحسن التدريجي حيث أن المعضلة الكبرى لا تزال في قطاع العمالة ومعدلات البطالة والتي تثقل كاهل النشاطات الاقتصادية في الولايات المتحدة، إلا أن تقرير العمالة الذي صدر خلال الأسبوع الماضي أثبت بأن قطاع العمالة بدأ بالفعل بإظهار بوادر التحسن التدريجي.
حيث أن التقرير أشار بأن الاقتصاد الأمريكي لا يزال يضيف وظائف وصولا إلى شهر آذار/ مارس، هذا مع العلم أن التحليلات تشير بأنه يتحتم على الاقتصاد الأمريكي إضافة ما يصل إلى 140 ألف وظيفة شهريا حتى يتسنّى لمعدلات البطالة الهبوط بشكل ملحوظ، وهذا بالفعل ما حصل، إذ انخفض معدل البطالة للشهر الرابع على التوالي ليصل إلى أدنى مستوى له منذ عامين أي عند 8.8%.
ومع تقدم الأوضاع في قطاع العمالة فإن ذلك يعطي دفعا ودعما لباقي القطاعات الأمريكية لتواصل سيرها نحو التعافي دون تأخيرات مؤثرة، ولكن بالمقابل لا ينبغي لنا انتظار حدوث معجزة في الاقتصاد ليشهد تحسنا بشكل كبير، إلا أن النشاطات على الرغم من التقدم لا تزال ضعيفة نسبيا، الأمر الذي يتطلب وقتا حتى يتحقق الاستقرار التام.
وهذا أيضا ما سيشير إليه بالتأكيد الفدرالي الأمريكي من خلال محضر اجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة اليوم والذي سيصدر في وقت لاحق، حيث من المتوقع أن يعيد ويكرر بأن الاقتصاد الأمريكي يمر ضمن مرحلة تحسن ولكنه لا يزال ضعيف نوعا ما، إلا أنه من الناحية الأخرى من المؤكد أن يتطرق إلى مسألة السياسة النقدية التي يتبعها الفدرالي، وذلك في خضم التحركات التي تشهدها البنوك المركزية لدى الاقتصاديات الرئيسية حول العالم.
حيث أن التوقعات انطلقت بخصوص احتمالية رفع الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي من 1.00 إلى 1.25%، حيث أن قرار البنك سيصدر بعد غد الخميس، وذلك سعيا منهم للسيطرة على التضخم، وهذا ما سيدفع الفدرالي الأمريكي للحديث عن سياسته النقدية المتبعة، حيث أن التطورات الخارجية لا تزال تأثيرات على الاقتصاد الأكبر في العالم.
وبالحديث بإيجاز عن مؤشرات الأسهم الأمريكية والتي تعكس مستويات الثقة لدى المستثمرين، فقد شهدت انخفاضا اليوم في تعاملاتها الآجلة بحوالي 0.2%، وذلك عقب قرار تخفيض التصنيف الائتماني الذي صدر عن مؤسسة موديز للتصنيفات الائتمانية بالنسبة للديون السيادية للبرتغال، إذ تم تخفيضها من A3 إلى Baa1 هذا بالإضافة إلى وضعها على قائمة المراجعة لاحتمالية تخفيضها مرة أخرى.
وهنا نشير بأن مجمل الأوضاع في الاقتصاد الأمريكي لا تزال ضعيفة نوعا ما، وهذا ما يشير بأن الاقتصاد الأمريكي سيلزمه المزيد من الوقت إلى أن تعود المياه إلى مجاريها كما يقولون، إلا أن مرحلة تعافي الاقتصاد الأمريكي استعادت قوتها مع بداية هذا العام، ومن المتوقع أن يواصل الاقتصاد الأمريكي مرحلة تعافي خلال النصف الثاني من العام 2011...