أسبوع جديد بانتظارنا عزيزي القارئ، حيث سيعود الاقتصاد الأمريكي في الأسبوع المقبل لإصدار المزيد من البيانات والأخبار الاقتصادية الخاصة بأداء الاقتصاد الأمريكي في الآونة الأخيرة، الأمر الذي سيساعدنا على الخروج بنظرة مستقبلية جيدة لما آلت إليه الأوضاع في الاقتصاد الأمريكي، وذلك من خلال إصدار الاقتصاد الأمريكي لبيانات متفرقة عن قطاعي الصناعات التحويلية والخدمات، ناهيك عن إصداره لتقرير الوظائف، لذلك فإن التركيز في الأسبوع المقبل سيكون على أزمة الديون الأوروبية وتقرير الوظائف الأمريكي.
بداية أسبوعنا ستكون مع بيانات الإنفاق على البناء في الولايات المتحدة الأمريكية والخاصة بشهر آب/أغسطس، حيث من المتوقع أن نشهد استمرار ضعف ذلك النوع من الإنفاق من خلال انخفاضه بنسبة 0.2 بالمئة، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت انخفاضاً بنسبة 1.3 بالمئة، الأمر الذي يؤكد على أن الضعف لا يزال سيد الموقف في قطاع المنازل الأمريكي.
وسنكون عقب ذلك على موعد مع بيانات مؤشر معهد التزويد الصناعي والخاصة بشهر أيلول/سبتمبر، حيث تشير التوقعات إلى أن المؤشر سيظهر المزيد من التراجع في أداء القطاع وأنشطته، الأمر الذي يؤكد على أن قطاع الصناعة الأمريكي ما زال يفقد المزيد من عزمه وسط ضعف مستويات ومعدلات الطلب، سواءً على الصعيد المحلي، أو حتى على الصعيد العالمي.
ولا بد لنا من الإشارة إلى أن أنظار المستثمرين ستبقى مركزة على آخر أيام الأسبوع المقبل، مع بيانات قطاع العمالة الأمريكي وبالتحديد مع تقرير الوظائف الأمريكي، إلا أننا سنشهد صدور مؤشر ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص قبيل ذلك، حيث تشير التوقعات إلى أن المؤشر سيشير إلى أن القطاع وفر حوالي 70 ألف وظيفة جديدة خلال شهر أيلول/سبتمبر.
وسيلي ذلك، صدور مؤشر معهد التزويد الغير صناعي (للخدمات) ، وفي قراءته الخاصة بشهر أيلول/سبتمبر، حيث تشير التوقعات إلى أن المؤشر سيظهر المزيد من الانخفاض، الأمر الذي يؤكد على تواصل تراجع أنشطة القطاع خلال أيلول/سبتمبر، وسط تراجع أنشطة الاقتصاد الأمريكي بمجمله وبشكل عام، مع العلم بأن قطاع الخدمات يشكل 70% تقريباً من الاقتصاد الأمريكي.
يوم الجمعة، أهم أيام الأسبوع المقبل، سيكون مسرحاً لإعلان الاقتصاد الأمريكي عن ما آلت إليه الأمور في قطاع العمالة الأمريكي، حيث تشير التوقعات إلى أن الاقتصاد الأمريكي خلق 50 ألف وظيفة جديدة خلال أيلول/سبتمبر، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي أظهرت فشل الاقتصاد الأمريكي في خلق أي وظيفة، إلا أن معدلات البطالة تبقى التحدي الأبرز أمام مستقبل التعافي والانتعاش في الاقتصاد الأمريكي، مع الإشارة إلى أن التوقعات تؤكد على أن معدلات البطالة بقيت خلال أيلول/سبتمبر عند مستويات 9.1 بالمئة.
يذكر بأن معدلات البطالة المرتفعة إلى جانب تشديد شروط الائتمان تواصل إثقال كاهل الأنشطة الاقتصادية على وجه العموم في الاقتصاد الأمريكي، وما لم نرى انخفاض معدلات البطالة في الولايات المتحدة الأمريكي بوتيرة ملحوظة، فإن الاقتصاد الأمريكي لن يكون قادراً على النمو على المدى الطويل بشكل أو بآخر.
وبالتالي فلا بد لنا من توقع أسبوعاً مليئ بالتقلبات مرة أخرى، وفي جميع الأسواق المالية بما فيها أسواق العملات، أسواق الأسهم، إلى جانب أسواق السلع الأساسية، حيث سيكون التركيز على آخر مستجدات أزمة الديون الأوروبية، في حين ستتوجه الأنظار نحو قطاع العمل الأمريكي مع تقرير الوظائف، فهل سنشهد تحسن أداء القطاع خلال أيلول/سبتمبر؟! تساؤل سيجيبنا عنه الاقتصاد الأمريكي في الأسبوع المقبل...