دمشق، 3 يونيو/حزيران (إفي): قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الدور الإقليمي في الأزمة السورية فضح نفسه، مشددا على أن ما تواجهه بلاده هو مشروع فتنة وتدمير للوطن عبر الإرهاب.
وخلال خطابه اليوم بالبرلمان مع بدء دورته التشريعية الأولى، أكد الأسد أن "إجراء انتخابات مجلس الشعب في موعدها جاء ردا على القتلة"، على حد تعبيره.
وأضاف "أنجزنا خطوات الإصلاح ضمن الجدول الزمني الذي حددناه منذ بداية الأزمة برغم التشكيك، وجاءت الاصلاحات بمنزلة صفعة لكل من يريد زعزعة الأمن والاستقرار في سوريا".
وأوضح الأسد "أن الكثير تحدثوا عن الحل السياسي، لكن لم يربط أحد العلاقة بينه وبين الإرهاب"، مشيرا إلى أن "العملية السياسية تسير إلى الأمام."، قائلا "إن الحل السياسي يبدأ بالمفاهيم، والتعددية لا تعني الصراع والتصادم".
ويأتي خطاب الأسد بعد يوم من مطالبة وزراء الخارجية العرب بجدول زمني محدد لتطبيق خطة السلام التي وضعها المبعوث الأممي والعربي الخاص لسوريا كوفي أنان، وذلك خلال الاجتماع الطارئ الذي عقد في الدوحة.
وكان أنان قد اتهم السبت قوات الأسد بارتكاب "أعمال وحشية والقيام باعتقالات تعسفية"، وقال إنه "سلم رسالة صريحة للرئيس السوري بالتحرك الآن لتنفيذ كل نقاط خطة السلام".
وشدد أنان أن شبح نشوب حرب أهلية كاملة يتزايد يوميا مما يثير قلق دول الشرق الأوسط، لافتا إلى أنه يتعين على الأسد القيام بخطوات جريئة وواضحة فورا ليغير وضعه العسكري بشكل جذري ويحترم التزامه بسحب الاسلحة الثقيلة ووقف كل أعمال العنف".
وفي مؤتمر صحفي عقب اجتماع الدوحة، قال أمين العام الجامعة العربية نبيل العربي، إن مجلس الأمن كان قد حدد مهلة ثلاثة أشهر لتنفيذ الخطة، إلا أنه أكد "كان ينبغي أن يكون أكثر حسما".
وتنص الخطة على وقف إطلاق النار بدءا من 12 أبريل/نيسان، وسحب المظاهر المسلحة من المدن وبدء حوار بين السلطة والمعارضة، إلا أن الجانبين لم يلتزما بذلك.
ولتطبيق الخطة، طالبت الجامعة العربية باللجوء إلى المادة السابعة من ميثاق الأمم المتحدة، التي تسمح لمجلس الأمن الدولي بـ"استخدام كل الإجراءات اللازمة لاستعادة السلام والأمن الدوليين"، بما في ذلك الخيار العسكري.
وتشهد سوريا أزمة سياسية منذ أكثر من عام حين بدأت احتجاجات شعبية ضد الرئيس بشار الأسد للمطالبة بإصلاحات سياسية في ظل حراك "الربيع العربي" الذي امتد لدول أخرى بالمنطقة.
وقوبلت هذه الاحتجاجات بقمع من قوات النظام، ما أدى إلى مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص، وفقا لبيانات الأمم المتحدة، بينما يحمل النظام السوري "جماعات إرهابية مسلحة" مسئولية العنف الدموي الذي يجتاح البلاد منذ منتصف مارس/آذار 2011. (إفي)