مدريد، أول فبراير/شباط (إفي): يخفي سكان "رباط بعشن" بالكاد استياءهم من الدعاية غير المرغوبة عن القرية التي كانت مسقط رأس زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، برغم أن آخر أقرباءه غادرها منذ 40 عاما.
وأكد العديد من قاطني القرية لصحيفة (الباييس) الاسبانية انهم لم يعودوا يسمعون شيئا عن آل بن لادن، وهو ما عبر عنه أحدهم بغضب "لا نعرف أسامة وليست لنا علاقة بالقاعدة".
لكن البلدة وأمثالها من سائر المناطق في حضرموت، تكشف عن عناصر هامة تساعد على إدراك لماذا يحظى الاصوليون الاسلاميون بالدعم في اليمن.
فكما يحدث في المناطق الاكثر فقرا في العالم، ليس هناك للأطفال ما ينتعلونه، والمنازل خاوية من الاثاث، ولكن مع ذلك يبقى التليفزيون بالبيوت من الأجهزة الرئيسية.
ويؤدي عدم توافر فرص العمل الى دفع الشباب الى الهجرة الى صنعاء أو الحديدة، كما انه يخلف بمدرسة البلدة قرابة 800 طفل دون أمل في المستقبل، وكذلك يعيش السكان على زراعة الكفاف، لكن الجفاف والأمراض دائما ما يهددا حصاد نخيلهم.
وعلى الرغم من المناظر الطبيعية الخلابة، الا ان القرية تعد الاكثر بؤسا ولا تحظى باهتمام الحكومة المركزية، ولا يتواجد بها نظام لتجميع مياه الصرف الصحي، وتضم متجرين فقط يعملان على توفير احتياجات اكثر من خمسة آلاف مسكن.
وبسؤال عمدة البلدة حسن محمد عن المشكلات التي تؤرق الأهالي، قال "لايعرف أهالي الرباط أسامه بن لادن أو والده. أسس عمه عبد الله نظام الري ولكنه رحل بعد الثورة (خروج الانجليز من اليمن عام 1967)، ولم نعد نعلم عنهم شيئا".
وأكد حسن محمد ان الاشياء تحسنت منذ ذلك الحين، موضحا انه "يوجد الآن حرية في التعبير وفي التحرك والملكية"، وردا على سؤال عن المشاكل التي تواجهها البلدة قال "لا يوجد" ولكنه تمنى الاهتمام بالقرية وتطويرها.
أما جاره، عبد الله، فقال ان "حضرموت أفضل مكان في العالم"، ولكنه ابدى قلقه من عدم وجود أمل في المستقبل لدى الشباب، مشيرا الى ان الصور الخارجية التي تتسرب عبر شاشة التليفزيون، تدفع شباب القرية الى التوجه نحو الايديولوجيات المتطرفة.
وتقع "رباط بعشن" على بعد نحو ثلاثة ساعات بالسيارة من مطار سيون، ويتواجد في الطريق اليها العديد من نقاط التفتيش الامنية، بسبب تهديد القاعدة، حيث وقعت العديد من الحوادث الارهابية منذ مقتل ثمانية إسبان في صيف عام 2007 في مأرب، ولذلك تسعى الحكومة لتامين حركة السياحة، التي تعتبر أحد مصادر الدخل بالبلاد. (إفي)