الدوحة، 28 أكتوبر/تشرين أول (إفي): في غضون أقل من 24 ساعة، سوف تتألق نجوم هوليوود في سماء الدوحة، بمناسبة افتتاح النسخة الأولى من مهرجان الدوحة تريبيكا السينمائي، في قمة فنية خليجية هوليوودية، سوف تدشن بعرض فيلم "اميليا" المخرجة الهندية ميرا نيرا، بطولة ريتشارد جير وهيلاري سوانك.
ويعتبر "الدوحة تريبيكا" امتدادا للمهرجان الذي أسسه كل من جين روزنتال، وروبرت دي نيرو و كريج هاتكوف في نيويورك عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 ولكن مع استبدال ناطحات سحاب نيويورك بأبراج المستقبل القطرية، ونخيل الدوحة الباسق.
يشار إلى أن المهرجان تأسس بموجب اتفاق شراكة استراتيجي بين الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني رئيسة مجلس الأمناء في هيئة متاحف قطر، ورئيس الهيئة السيد عبد الله النجار، ومؤسسي مهرجان تريبيكا نيويورك.
وأشارت إدارة المهرجان إلي أن هذا الحدث الثقافي الوليد سيتضمن برنامجا متنوعا وواسع المدى من أحدث ما أنتجته السينما العالمية، بالإضافة إلى عرض أفضل أعمال المخرجين العرب.
وكان الممثل العالمي روبرت دي نيرو قد أعلن أن المهرجان لا يهدف إلى الترفيه بقدر ما يهدف إلى بناء جسور من التواصل بين الثقافات، وفهم الاختلاف مع الآخر.
وأعلنت أماندا بالمر مديرة المهرجان قائمة بأسماء 32 فيلما ستعرض خلال فعاليات المهرجان الذي يستمر في الفترة بين 29 أكتوبر/تشرين أول الجاري والأول من نوفمبر/تشرين ثان القادم، وذلك بمقر متحف الفن الإسلامي الذي تولى تصميمه المعماري الشهير عالميا أي أم باي، وأراده أن يكون تحفة معمارية تعكس الحداثة والأصالة التي تتميز بها الدوحة.
وتتنافس الأفلام الروائية والوثائقية في فئتي "الروائية العالمية" والوثائقية العالمية على الترتيب، وتقوم لجنة التحكيم باختيار الأفلام الفائزة، ومنحها الجوائز المقررة في مجالات أفضل فيلم روائي طويل، وأفضل فيلم وثائقي، وأفضل ممثل، وأفضل ممثلة.
بالإضافة إلى ذلك من المقرر أن يقيم المهرجان شاشات عرض عملاقة في الهواء الطلق في جميع أنحاء العاصمة القطرية لعرض الأعمال السينمائية المتميزة.
ومن بين الأعمال السينمائية الكلاسيكية الهامة يعرض المهرجان فيلم "المومياء"، للمخرج المصري الراحل شادي عبد السلام، في نسخة تم ترميمها بواسطة مؤسسة المخرج الأمريكي الكبير مارتن سكورسيزي، وذلك في سوق الوقف الكبير، بقلب الدوحة.
ويحتفي المهرجان بسينما الشرق الأوسط، حيث يعرض لها 12 فيلما، من إجمالي الأفلام المشاركة في المهرجان.
وفي إطار تقريب الثقافات بين الشرق والغرب، يعرض المهرجان فيلم "كايرو تايمز"، عن قصة صحفية كندية تقع في غرام شاب مصري، وهو من بطولة النجمة باتريشيا كلاركسون.
ويضم المهرجان نخبة من أعمال كبار مخرجي السينما العالمية مثل الأخوين كوين صاحبا أوسكار أفضل فيلم عام 2008 عن فيلم "سوف يكون هناك دماء"، ويعرض لهما في الدوحة "الرجل الجاد"، كما يحتفي المهرجان أيضا بالنجم ستيفن سودربيرج، مخرج فيلم "التشي"، حيث يعرض له "المخبر" بطولة النجم مات ديمون.
وأكدت أماندا بالمر المديرة التنفيذية للمهرجان، ان قائمة الأفلام وفعاليات المهرجان قد تم وضعها بشكل يتماشي تماما مع طبيعة جمهور المشاهدين في المنطقة، "إذ أننا نحاول ابتكار تجربة سينمائية مميزة تتسم بالتنوع من خلال الجمع بين أفضل الأفلام العربية والدولية وعرضها في الدوحة".
وأضافت: "إننا فخورون بالالتزام الكبير الذي أبداه صناع الأفلام المشاركين في المهرجان ومساهمتهم بالارتقاء بالذوق الفني والسينمائي إلى مستويات أعلى هنا في الدوحة".
وأوضحت أن "هؤلاء المخرجين بالإضافة لإثراء الحدث بأعمالهم الهامة سوف يشاركون أيضا في أنشطة موازية على هامش المهرجان تشمل ندوات وورش عمل مشتركة وحلقات نقاشية ضمن فعاليات أخرى".
من جانبه قال جيوف جيلمور، أحد مسئولي مهرجان تريبيكا، أن برنامج النسخة الأولى للمهرجان تم وضعه بالتعاون بين فريق العمل في الدوحة ونيويورك، بصورة تعكس مدى أصالة الشراكة الثقافية وعمق التنوع بين الثقافات.
ومن بين الأفلام التي تعرض لأول مرة على الشاشة: من بريطانيا "الفريق القطري"، الذي يكشف أجواء المنافسات والتدقيق الثقافي ويرافق الفريق القطري الوطني في أول مناظراته ومدربهم الإنجليزي النشط في أثناء تدربهم في الدوحة ولندن ونيويورك استعدادا للبطولة العالمية للتناظر المقامة في واشنطن العاصمة. ويعالج امكانية تحمل ذلك الفريق المتعدد الثقافات للضغوط وتحقيق النجاح على الساحة العالمية.
كما يقدم المهرجان "حول إيلي" للمخرج الإيراني أصغر فرهادي، وفيلم الرسوم المتحركة "أصيلة" للمخرج العراقي تامر الزيدي وهو انتاج مشترك بين مصر ولبنان والإمارات والمجر، ومن الولايات المتحدة "رجل النهر الكبير" لجون مارنيون، بالإضافة إلى "النجم الساطع" من استراليا وبريطانيا.
وينضم إلى هذه القائمة أفلام أخرى مثل "أسرار دفينة" لرجاء عماري، انتاج مشترك من تونس وسويسرا وفرنسا، وفيلم مايكل مور "الرأسمالية قصة حب" الذي أثار جدلا واسعا بعد عرضه في مهرجان فينيسيا الأخير، و"كوكو قبل شانيل" من إخراج "آن فونتان"، عن حياة أسطورة الأزياء الفرنسية.
ومن بريطانيا أيضا "تعليم" للمخرج لون شيرفيج، ومن الجزائر "نهر لندن" للجزائري رشيد بوشارب، كما يعرض فيلم الإيراني بهمان غوبادي "لا أحد يعرف شيئا عن القطط الفارسية"، ويدور حول قمع الفنون في ظل نظام أيات الله، ومن مصر يعرض المهرجان "احكي يا شهرزاد" ليسري نصر الله، و"واحد صفر" لكاملة أبو ذكري، ومن فلسطين يقدم المهرجان "المر والرمان" لنجوى نجار، ومن العراق "ابن بابل" لمحمد الدراجي.
كما حرص المهرجان على عرض فيلم أوليفر ستون الأخير عن الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز "جنوب الحدود"، ومن انجلترا "الزمن المتبقي".(إفي)